لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين!

قال ابن الجزري: " حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) بن المغيرة، أبو عمر الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وكان ربيبه ابن زوجته، وُلِدَ سنة تسعين، قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها، وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) رواية أبي عمر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها، بخلاف حاله في الحديث، قلت: يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث، قال ابن المنادي: قرأ على عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين ... " (3).

وقال ابن الجوزي: " حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) بن المغيرة الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ البزَّاز، وهو صاحب عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود، كوفي، حدَّث عن سماك بن حرب، وليث، وعاصم بن بهدلة، وعلقمة بن مرثد، قال: يحيى: ضعيف، وقال مرَّة: ليس بثقة، وقال مرة: كذَّاب. وقال أحمد ومسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: تركوه، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث، وقال ابن حبان: كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل، وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف " (4).

ثانياً: أشهر أقاويل المُجَرِّحين:

قال ابن كثير: " إنَّ أول مَن تصدَّى للكلام على الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن الفلاس، وغيرهم " (5).

ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير، وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة، لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين.

(1) شعبة بن الحجاج الواسطي، نزيل البصرة (ت 160 هـ):

نقل محمد بن سعد البصري نزيل بغداد، كاتب الواقدي، (ت 230 هـ) وأحمد بن حنبل البغدادي (ت 241 هـ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري (ت 168 هـ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المِنْقَرِيِّ البصري، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ الكوفي الأصل، راوية عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015