* عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: ((مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ" يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)). متفق عليه
«مسألة»
هل يكفر يوم عاشوراء من ذنوب السنة الماضية: الكبائر والصغائر؟
أجاب شيخُنا العلامة عبد العزيز الراجحي - حفظه الله ورعاه -:
"نعم تكفر ذنوب السنة الماضية، لكن عند أهل العلم لمن اجتنب الكبائر، الكبائر لا بد لها من توبة، لقول الله عز وجل: ? إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ? [سورة النساء الآية 31] ولقوله عليه الصلاة وسلم في حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم رحمه الله: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر)) لا بد من هذا، أما إذا لم يجتنب الكبائر، فهو تبقى على الكبائر والصغائر، وإن كان يثاب على العمل". اهـ.
* و قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى الكبرى": "وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ وَالصَّلاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَعَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ " اهـ
ج- ذكر تحديد يوم عاشوراء وأنه العاشر من محرم
قد ذكر في تحديد يوم عاشوراء قولين:
1/ أنه التاسع من المحرم
2/ أنه العاشر من المحرم وعليه الجمهور وهو الصحيح للأدلة التالية:
* عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ الْعَاشِرِ)).
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني
* عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ)) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم
وهذا نص أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان يصوم العاشر ثم أراد أن يضيف إليه التاسع ولكن المنية وافته صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
* عن الحسن ومحمد بن سيرين قالا: عاشوراء يوم العاشر
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" بإسناد صحيح
قال النووي رحمه اللَّه: " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه، وبه قال جمهور العلماء ... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة".
د- ذكر مراتب صيام يوم عاشوراء
* عَنْ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهً عَنْهُمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ! فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا. قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. رواه مسلم
* قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر.
"مصنف عبد الرزاق" ومن طريقه البيهقي وعلقه الترمذي وإسناده صحيح
* عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا)) [رواه أحمد وسنده ضعيف]
* عن طاووس بن كيسان أنه كان يصومه ويصوم قبله وبعده يوماً مخافة أن يفوته.
رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح
* قال الإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في "زاد المعاد"
"فمراتب صومه ثلاثة:
أكملُها: أن يُصام قبله يومٌ وبعده يومٌ،
ويلي ذلك أن يُصام التاسع والعاشر وعليه أكثرُ الأحاديث،
ويلي ذلك إفرادُ العاشر وحده بالصوم" اهـ
* وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر".
[يتبع إن شاءَ اللّهُ تعالى]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jan-2007, مساء 12:09]ـ
هـ - ذكر بعض الآثار الواردة في صيام عاشوراء
* عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن عمر أرسل إلى عبد الرحمن بن الحارث مساء ليلة عاشوراء أن تسحر وأصبح صائماً فأصبح عبد الرحمن صائماً
رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة بإسناد صحيح.
* عن الأسود أنه قال: ما أدركت أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان آمر بصوم عاشوراء من علي وأبي موسى.
رواه الطبري في "تهذيب الآثار" بإسناد صحيح
* عن عبد الرحمن بن عوف أنه أضحى يوم عاشوراء حتى ارتفع النهار ولا يعلم ثم علم بعد ففزع لذلك، ثم صام وأمرنا بالصيام بعد أن أضحى.
رواه الطبري في "تهذيب الآثار" بإسناد صحيح
[يتبع إن شاءَ اللّهُ تعالى]
¥