ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jan-2007, مساء 12:07]ـ
2 - فَضْلُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ وصَوْمه
أولاً: شهر المحرم هو من أشهر الله الحُرم الأربعة التي ذُكرت في قوله تعالى: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ? [سورة التوبة الآية 36]
وجاء في السنة تسمية هذه الأشهر:
فعَنْ أَبِي بَكْرَة: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّة الْوَدَاع فَقَالَ: ((أَلَا إِنَّ الزَّمَان قَدْ اِسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم خَلَقَ الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض، السَّنَة اِثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَة حُرُم، ثَلَاثَة مُتَوَالِيَات: ذُو الْقَعْدَة، وَذُو الْحِجَّة، وَالْمُحَرَّم، وَرَجَب مُضَر الَّذِي بَيْن جُمَادَى وَشَعْبَان)) رواه البخاري ومسلم
فالنبي صلى الله عليه و سلم حث على الإكثار من الصيام هذا الشهر لأنه شهر عظيم وأنه من أفضلِ الشهور للصومِ بعد رمضان.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ)). رواه مسلم
*قال السيوطي في "شرح سنن النسائي": قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي "شَرْح التِّرْمِذِيّ": مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر الله وَالشُّهُور كُلّهَا لله؟!
يَحْتَمِل أَنْ يُقَال: إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ الله فِيهَا الْقِتَال، وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ إِضَافَة تَخْصِيص وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى الله تَعَالَى، عَنْ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا شَهْر الله الْمُحَرَّم اهـ
*قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف":
"وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضلهِ، فإن اللهَ تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسبَ محمداً وإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ وغيرهم من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه إلى عبوديته، ونسب إليه بيتهُ وناقتهُ، ولما كان هذا الشهرُ مختصاً بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى، فإنه له من بين الأعمالِ، ناسب أن يختصّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه، المختصّ به، وهو الصيام" اهـ
«مسألة»
[أيهما أفضل صوم شهر المحرم، أم صوم شعبان؟]
* قال فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع على زاد المستقنع":
"واختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل صوم شهر المحرم، أم صوم شعبان؟
فقال بعض العلماء: شهر شعبان أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه إلا قليلاً منه، ولم يحفظ عنه أنه كان يصوم شهر المحرم، لكنه حث على صيامه بقوله: ((إنه أفضل الصيام بعد رمضان)).
قالوا: ولأن صوم شعبان ينزل منزلةَ الراتبةِ قبل الفريضة، وصوم المحرم ينزل منزلة النفلِ المطلقِ، ومنزلة الراتبةِ أفضل من منزلةِ المطلقِ، وعلى كل فهذان الشهران يسن صومهما إلا أن شعبان لا يكمله" اهـ
«مسألة»
[هل يشرع صيام شهر محرم كاملاً؟]
أجاب شيخُنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - حفظه الله ورعاه -:
"يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم فإذا صامه كاملاً أو صام أغلبه فلا بأس، لكن لو أفطر شيئاً منه على ما جاء في الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملا ً حسن، لكن إذا صام أغلبه فهو أفضل، وأفضله العاشر ثم التاسع، وإن صام كثيراً منه فحسن. نعم" اهـ
[إشكالٌ و الجواب عنه]
* قال الحافظ النووي رحمه الله في "شرحِ صحيح مسلم": " تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم [يعني: المحرم] وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم وذكرنا فيه جوابين:
أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته.
¥