ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2010, صباحاً 12:47]ـ
الضياء الشارق
في بيان ظلمة أسانيد
الخبر المروي في نزول قوله تعالى: يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أنبياء الله وأصحابهم ومن تبعهم، وبعد:
فإن بعض أخوتنا الكرام كان قد سأل عن صحة ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ.
وكنت قد أجبته: بأنه لا يصح فيه شيء، فسألني أن أكتب فيه شيئا، فتعللت باشتغالي وأجلت إلى حين فراغ، ثم إن الله يسر من الفراغ ما رأيت أن أبين فيه بطلان سبب نزول الآية في مبحث مختصر، فأقول:
الحديث روي عن جمع من الصحابة:
عن أم سلمة، وَالْحَارِث بْن أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ، - وقيل: الحارث بن سرار بدل ضرار -، وعن علقمة بن ناجية، وعن جابر بن عبد الله، وعن ابن عباس، وروي من مرسل قتادة والحسن ومجاهد.
ولم يثبت بإسناد صحيح، تقوم به حجة، ولا بإسناد، يعتبر به في محجَّة.
رواه مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا، فَقَالُوا: نُفَخِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهْدِيهِ فِي الْبِلاَدِ، وَنُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ أَقْبَلُوا عَلَى أَثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ مِنْ صَلاَةِ الْأُولَى، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ، فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلاَةِ الْعَصْرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ. إسحاق (1886) والطبراني في الكبير (960)
وهذا منكر مع ضعفه فإن موسى ضعيف.
فرواه حصين بن المنذر قال شهدت عثمان بن عفان أتي الوليد بن عقبة وقد صلى الغداة بالكوفة ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان قال أحدهما رأيته يشربها وقال الآخر رأيته يتقياها فقال عثمان إنه لم يتقياها حتى شربها فقال لعلي أقم عليه الحد وقال لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم عليه الحد فأخذ السوط فجلده وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين جلدة قال له أمسك جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عثمان ثمانين وكل سنة. رواه مسلم.
فهذا هو الحديث، ليس فيها ذكر سبب نزول الآية، والصحيح يُعِل الضعيف.
ورواه عِيسَى بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ فَدَخَلْتُ فِيهِ وَأَقْرَرْتُ بِهِ فَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ فَأَقْرَرْتُ بِهَا وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ فَمَنْ اسْتَجَابَ لِي جَمَعْتُ زَكَاتَهُ فَيُرْسِلُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا لِإِبَّانِ كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَكَ مَا جَمَعْتُ مِنْ الزَّكَاةِ فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنْ اسْتَجَابَ لَهُ وَبَلَغَ الْإِبَّانَ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَيْهِ احْتَبَسَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ فَلَمْ يَأْتِهِ فَظَنَّ الْحَارِثُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ
¥