فإن سكتوا عنه بعد حكمهم عليه بالنكارة ولم يذكروا ما يدل على نكارة السند الذي أخرجوه، فهذا لا يعتضد به، وهذا يريدون به نكارة السند بعينه، ولا يلزم منه نكارته مطلقا، وإن أخرجوا الحديث في ترجمة راو وحكموا عليع بالنكارة المطلقة، ولم يقيدوها بسند ما، ولم يوجد في كلامهم ما يدل على صحته من طريق أخرى، فالمراد نكارته مطلقا، وإن وجد له طرق أخرى، وقد يصرحون بذلك، فيقولون: ولا يصح فيه شيء، وهذا تضعيف منهم له من كل وجوهه.
وسيأتي تضعيف العقيلي له من كل وجوهه تصريحا، وصدق وأصاب وأنعم به إماما حاذقا.
فمن تدبر طرقه مليا علم أنه منكر مضطرب من كل وجوهه، وسيأتي إن شاء الله مزيد بيان لهذا، بحول الله وقوته.
ورواه
عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن عمرة عن عائشة مرفوعا به. النسائي الكبرى (7293)
عبد الرحمن بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال عبد الرحمن بن محمد بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مدني روى عنه الواقدي عجائب، وساق الحديث العقيلي في ترجمته. العقيلي في الضعفاء (943)
وقال العقيلي: وقد روى بغير هذا الإسناد وفيه أيضا لين، وليس فيه شيء يثبت.
وقال الألباني: قلت: الواقدي متهم، فلا يغمز في شيخه بما روى من العجائب عنه، و الأصل براءة الذمة، فلا ينقل عنها إلا بحجة، و كأنه لذلك قال الحافظ فيه: " مقبول ".
قلت: والبخاري لا يقول هذا وهو يعلم ضعف الواقدي، إلا وهو ينسب الضعف فيما يرويه إلى عبد الرحمن هذا.
وفي هذا السند اضطراب، وعلة.
قال الطحاوي:
ثم وجدنا نصر بن مرزوق قد حدثنا قال: حدثنا يحيى بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا
أبو بكر بن نافع المديني،
عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أقيلوا ذوي الهيئة عثراتهم» الطحاوي في مشكل الآثار (1965)
فكان في هذا الحديث مكان محمد بن أبي بكر فيما رويناه قبله أبو الرجال،
وقد خالف يحيى هذا فيه أبو عامر، وسعيد بن منصور، وأسد بن موسى، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي،
فذكروا أنه عن محمد بن أبي بكر،
وأربعة أولى بالحفظ من واحد،
ثم نظرنا هل روي فيه شيء من غير هذا الوجه
فوجدنا فهدا، وابن أبي مريم حدثانا قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرني العطاف بن خالد المخزومي، قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن حزم،
عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم» الطحاوي في مشكل الآثار (1966)
قال أبو جعفر: فكان هذا الحديث قد جاء من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر من رواية العطاف إياه عنه.
ولم نسمع لعبد الرحمن هذا ذكرا في غير هذا الحديث.
ثم نظرنا هل روي هذا الحديث من غير هذه الوجوه.
ورواه عبد الرحمن بن أبي الرجال عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عمرة عن عائشة، مرفوعا. الطحاوي في مشكل الآثار (1967)
وفيه اضطراب.
وخالفه معمر فرواه عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة، مرفوعا به. النسائي الكبرى (7298)
ومن تدبر هذا علم علته، وهي القطع والإرسال.
فرواه عبد الله بن يوسف عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب عن ابن حزم مرسلا. النسائي في الكبرى (7297)
ابن أبي الرجال هو: عبد الرحمن بن محمد، وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ، وقال أبو زرعة: رفع أشياء لا يرفعها غيره.
فمثله: لا ينفك عن ضعف.
وخالف ابنَ أبي ذئبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فرواه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {تَجَافَوْا عَنْ عُقُوبَةِ ذَوِي الْمُرُوَّةِ هُمْ ذَوُو الصَّلَاحِ} الطبراني في مكارم الخلاق (62) والطحاوي في مشكل الآثار (2378)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ: متروك.
¥