ـ[ابن عروسي]ــــــــ[16 - عز وجلec-2010, مساء 07:15]ـ
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
هذا الحديث رواه جماعة من أهل الحديث كابن خزيمة والبيهقي والدارمي وغيرهم
وصححه ابن القيم والذهبي ولكن تخريجه من كتاب التجسيم للدكتور صهيب السقار ((نقض عثمان بن سعيد1/ 422 والرد على الجهمية 55 (81) وهو أيضاً من طريق حماد به في التوحيد لابن خزيمة 105 والمعجم الكبير للطبراني 9/ 202 (8987) والعظمة لأبي الشيخ 2/ 688 (279). وحماد بن سلمة لا يحتج به في هذا المطلب كما سبق وتكرر. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة أيضاً 2/ 565 (565) من رواية المسعودي عن عاصم به.
والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود قال المزي في تهذيب الكمال 17/ 223: ( .. وقال عبد الله بن على بن المدينى، عن أبيه: المسعودى ثقة، وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة، وسلمة، ويصحح فيما روى عن القاسم ومعن.) وانظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/ 211.
وأخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة 3/ 396 من رواية الحسن عن عاصم به. والحسن هو بن أبى جعفر، أبو سعيد الأزدى 167 هـ. وهو ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، قال الحافظ فى تهذيب التهذيب2/ 260: (وقال ابن حبان: من خيار عباد الله الخشَّن، ضعفه يحيى، وتركه أحمد، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث، وحفظه، فإذا حدث وهم، وقلب الأسانيد، وهو لا يعلم، حتى صار ممن لا يحتج به، وإن كان فاضلا. اهـ.) وانظر المجروحين لابن حبان1/ 237. ونقله ابن القيم في اجتماع الجيوش 82 عن سنيد قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. وهو سنيد بن داود المصيصى أبو على المحتسب، واسمه حسين وسنيد لقب غلب عليه 226 هـ وهو ضعيف له تفسير لعله هو الذي نقل منه ابن القيم. وقال الذهبي في المغني في الضعفاء1/ 286 (سنيد بن داود المصيصي عن حماد بن زيد قال أبو داود لم يكن بذاك وضعفه ابو حاتم)
فهل ابن القيم والذهبي صححاه من باب تقويته بمجموع الطرق أم أن هذا التخريج غير صحيح؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - عز وجلec-2010, مساء 09:32]ـ
هذا الأثر أخي الفاضل أثر ثابت حسن الإسناد ..
تفرد به الثقة (زر بن حبيش) .. ثم تفرد به عنه الصدوق الموثق _ على كلامٍ فيه _ (عاصم بن بهدلة) .. ثم حمله عنه ثلاثة من الرواة:
(1) الثقة _ على كلامٍ فيه _ (حماد بن سلمة) .. وقد حمله عنه كلٌ من: الثقة (حجاج بن منهال)، والثقة (يزيد بن هارون)، والثقة (هدبة بن خالد)، والثقة (أسد بن موسى)، والثقة (موسى بن إسماعيل)، والثقة (حسن بن موسى)، والثقة (عبد الرحمن بن مهدي).
(2) الضعيف جداً (الحسن بن أبي جعفر) .. وقد حمله عنه: الثقة (الوليد بن عبد الرحمن).
(3) الموثق _ والصحيح انتقاء حديثه؛ فما رواه الشيوخ عنه وتوبع فهو ثقة فيه؛ بخلاف رواية غيرهم عنه _ كثير الاضطراب والخطأ والاختلاط (عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي) .. وقد حمله عنه كلٌ من: الثقة (يزيد بن هارون)، والثقة (هاشم بن القاسم)، والثقة (روح بن عبادة) .. ولعل هذا الحديث مما سلم من حديثه _ أي: المسعودي _.
وقد تابع زراً على روايته: الثقة (شقيق بن سلمة أبو وائل) .. أتت مقرونةً مع رواية (زر بن حبيش) من طريق الثقة (الفضل بن الصباح)، عن الثقة (يزيد بن هارون)، عن المسعودي به.
وأتت مفردة من طريق الصدوق الموثق _ على أنه كان يحدث عن الضعفاء _ (محمد بن بكار)، عن الضعيف المتروك (حفصٍ البزار)، عن المسعودي به.
وكذا أتت مفردة من طريق الضعيف (أحمد بن عبد الجبار)، عن الصدوق المتكلم فيه (يونس بن بكير)، عن المسعودي به.
وهذه مخالفة لما رواه الجماعة عن عاصم .. وكما تلاحظ جميع طرق هذه المخالفة ضعيفٌ جداً إلا الطريق الأول التي أتت فيه مقرونة .. وعلى كلٍ فقد كان يختلف كثيراً على (عاصم) في أبي وائل وزر .. لكنه في الإسناد الأول معنا قد جود.
والخلاصة: أن هذا الحديث ثابتٌ حسن الإسناد .. وقد قال شيخنا الشيخ العلامة الفهامة محمد الصالح ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون له حكم الرفع، لأن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليات).
وقد علقه الإمام البخاري بصيغة الجزم في (خلق أفعال العباد) ولم يتعقبه.
وبالمناسبة: من جعله من رواية حماد بن زيد فقد أخطأ ووهم .. والغريب أن الإمام ابن عبد البر _ كما هو في المطبوع _ ذكر في (الاستذكار) أنه عن حماد بن زيد، بينما أسنده في (التمهيد) عن حماد بن سلمة.
والله تعالى أعلم
¥