/// هذا وقد التبس على بعضهم ما لعله قد بيَّض الشافعي له في الأم قبل سياقته لإسناد حديث أبي بكر هذا؛ حيث قال: أخبرنا مسلم بن خَالِد عن ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر ... وأخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر. فجعلها حديثًا واحدًا. وردَّ ذلك البيهقي فقال في المعرفة (10128)، وفي بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (1/ 218): هكذا جمع بين هذين الإسنادين في مختصر الكبير وذلك يوهم أن يكون جابر روى عن أبي بكر مثل ما روى ابن الحويرث، وعندي أنه ذكر إسناد حديث جابر ثم لعله شك في شيء من متنه فتركه وترك البياض وصار إلى حديث أبي بكر رضي الله عنه ليرجع إلى كتابه فلم يقدر؛ فتوهم الكاتب أنه إسناد فكتبها وهو خطأ إنما أراد بحديث جابر متنا آخر ... انتهى ثم أخذ يذكر في كتاب بيان الخطأ أحاديث في نفس الباب عن جابر لعلها تكون مراد الشافعي بالإسناد المذكور.

/// /// /// /// وأخرجه الأزرقي (2/ 183) من طريق ابن جريج قال: قال محمد بن المنكدر: أخبرني من رأى أبا بكر واقفًا ... وفيه مبهم.

/// ملحظ: جاء في تخريج الزيلعي لأحاديث الكشاف للزمخشري (1/ 127): "والذي وجدته في غريب أبي عبيد القاسم ابن سلام قال حدثت عن ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن ابن سعيد بن يربوع عن جبير بن الحويرث قال رأيت أبا بكر على قزح وهو يحرش بعيره بمحجنه. انتهى وكذلك رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة به قال رأيت أبا بكر ... " انتهى

فلم يشر إلى الخلاف الواقع في الإسناد، ثم إنه حمل رواية الحربي وما بعدها على رواية أبي عبيد، وبينهما فرق كما عند ابن أبي شيبة شيخ الحربي؛ فيما تقدم.

/// ملحظ آخر: قد اتفق الرواة على تسمية ابن الحويرث بـ: جبير بن الحويرث. سوى الشافعي – كما في كل نسخ الأم سوى نسختين- وهناد بن السري وأحمد الدولابي، كما في أصل تفسير الطبري فذكروه فنعتوه بـ: أبي الحويرث. وجاء في مطبوع المعرفة: ابن الحويرث. وفي موضع آخر للشافعي قال: جويبر.

والصواب ما رواه الجمع؛ مع إمكان تخريج هذه الرواية بأن يكون لهذا الراوي من كناه بأبي الحويرث، ولم تشتهر عنه، وقد يكنى الرجل باسم أبيه، فيقال فيه مثل ما يقال في أبي الحويرث، وهذا وارد في مساق الأسانيد في الكتب، وليس في كتب من ترجم للرجل من كناه بأبي الحويرث، فأبو الحويرث أو ابن الحويرث وارد في مثل هذا كثيرًا، غير أن الأَوْلى التزام ما جاء به المخطوط خاصة فيما اجتمعت عليه النسخ أو أيدته رواية مماثلة له.

ـ[الحجار]ــــــــ[13 - عز وجلec-2010, مساء 11:56]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الله ونفع بك.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - عز وجلec-2010, مساء 05:16]ـ

ما شاء الله.

نفع الله بكم، وأيدكم، وسدَّدكم.

هاهنا بعض التعليقات:

/// أخرجه ياقوت في معجم البلدان (4/ 341)، من طريق زكريا بن يحيى، عن سفيان، به.

وعن زكريا أيضًا: أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار في جزء المخرمي وزكريا المروزي (46/مجموع مصنفات ابن الحمامي وأجزاء أخرى).

قال علي بن المديني -كما في الجرح والتعديل (1/ 40) -: سمعت سفيان وقيل له: إن منكدر بن محمد بن المنكدر روي عن أبيه عن جابر قال: رأيت أبا بكر واقفا على قزح، فقال سفيان: قد سمعت منكدرا يقول فكرهت أن أقول له شيئا واستحييت منه، ثم قال سفيان: نحن أحفظ له منه إنما قال ابن المنكدر: أخبرني سعيد بن عبدالرحمن بن يربوع، عن جبير بن الحويرث.

وكذلك أخرجها من طريق ابن المديني (وهي في الكتاب الذي يرويه صالح بن أحمد بن حنبل عنه): العقيلي في الضعفاء (4/ 254).

قال الترمذي في السنن (3/ 181): ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع.

ولم أر من نص على عدم سماع ابن المنكدر من عبدالرحمن سوى الترمذي؛ غير أنه قد روي هذا الحديث بالتصريح بالسماع في طبقات إسناده عند ابن أبي شيبة وأحمد في العلل ومحمد بن المثنى مما روِّيه ابن حزم؛ فيما تقدم.

نقل البيهقي -في السنن (5/ 42) - عن الترمذي قوله: سألت عنه -يعني: حديثًا لابن المنكدر عن ابن يربوع- البخاريَّ فقال: (هو عندي مرسل؛ محمد بن المنكدر لم يسمع من عبدالرحمن بن يربوع).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015