قال ابن حجر في النكت (2/ 557): «صحح ابن عبد البر مراسيل محمد بن سيرين قال: لأنه كان يتشدد في الأخذ ولا يسمع الا من ثقة 0000».

وقال العلائي في جامع التحصيل (ص90): «وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنه قال: إذا روى الحسن ومحمد – يعني ابن سيرين – عن رجل وسمياه فهو ثقة».

وانظر تعليق العلائي على هذه الكلمة في ترجمة الحسن البصري من هذا الفصل.

وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح العلل (1/ 355): «وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وفي رواية عنه أنه قال: إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه؛ قال يعقوب بن شيبة: قلت ليحيى بن معين: تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم؟ فقال برأسه أي لا».

وانظر تتمة ما نقله ابن رجب هناك.

(((محمد بن وضاح)))

جاء في تهذيب التهذيب (6/ 347 - 348): «تمييز: عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن مروان بن جاهمة بن عباس بن مرداس الأندلسي الفقيه أبو مروان السلمي 000

وقال بن الفرضي: وكان حافظا للفقيه نبيلاً إلا أنه لم يكن له علم بالحديث ولا يعرف صحيحه من سقيمه وقال غيره: كان ذاباً عن مذهب مالك صنف في الفقه والتاريخ والأدب وله الواضحة في الفقه ولم يصنف مثله وكتاب فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب حروب الإسلام.

قال ابن الفرضي: وكان نحويا عروضيا شاعرا نسابة طويل اللسان متصرفا في فنون العلم 000

وقال أبو محمد بن حزم روايته ساقطة مطرحة 000

وذكر ابن الفرضي أنه كان يتسهل في السماع ويحمل على سبيل الإجازة أكثر رواياته.

ولما سئل أسد بن موسى عن رواية عبد الملك بن حبيب عنه قال إنما أخذ من كتبي فقال الأئمة إقرار أسد بهذا هي الإجازة بعينها إذا كان قد دفع له كتبه كفى أن يرويها عنه على مذهب جماعة من السلف وسئل وهب بن ميسرة عن كلام بن وضاح في عبد الملك بن حبيب؟ فقال: ما قال فيه خيرا ولا شراً، إنما قال: لم يسمع من أسد بن موسى؛ وكان ابن لبابة يقول: عبد الملك عالم الأندلس روى عنه بن وضاح وبقي بن مخلد ولا يرويان إلا عن ثقة عندهما. وقد افحش بن حزم القول فيه ونسبه إلى الكذب وتعقبه جماعة بأنه لم يسبقه أحد إلى رميه بالكذب».

قلت: إن أراد أنهما لا يرويان عن متهم عندهما ولا يرويان إلا عن عدل فليس ذلك ببعيد؛ وأما إن أرادا أنهما لا يرويان إلا عن عدل ضابط فهذا فيه نظر فابن وضاح على فضله لم يكن من المتقنين لعلم الجرح والتعديل ونقد الأحاديث فكيف يتيسر له أن ينتقي الثقات من الشيوخ؟

(((محمد بن الوليد بن عامر)))

قال فيه الامام أحمد كما في تهذيب التهذيب (9/ 503): «كان لا يأخذ الا عن الثقات».

(((مظفر بن مدرك)))

قال ابن حجر في ترجمة مظفر بن مدرك من التقريب: «ثقة متقن، كان لا يحدث الا عن ثقة».

وقال في ترجمته من تهذيب التهذيب: «مُظَفّرُ بنُ مُدْرِك الخُرَاسَانِيّ، أبو كامل الحَافِظ، سكن بغداد (ت س). روى عن حماد بن سلمة، وأبي خيثمة زهير بن معاوية، ومهدي بن ميمون، ونافع بن عمر الجمحي، وقيس بن الربيع، والليث بن سعد، وعبد العزيز بن الماجشون، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وغيرهم (20).

قال الخطيب البغدادي في تاريخه (13/ 70): «أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني الفضل يعني ابن زياد قال قال أبو عبد الله، وهو أحمد بن حنبل: لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث ولا يحملون عن كل انسان ولهم بصر بالحديث والرجال ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات ولا يكتبون عمن لا يرضونه إلا أبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل وأبو كامل؛ وكان أبو كامل بصيرا بالحديث متقناً يشبه الناس لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب ويسكت له عقل سديد والهيثم كان أحفظهم وأبو سلمة كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته وكان يتفقه».

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015