وإذا أطلق الترمذي على حديث قوله (غريب) فإنه يريد بها أن هذا الحديث فيه ضعف أشد مما يضعفه بقوله (حسن غريب) أو قوله (حسن) مجرداً - كما تقدم -، فهو يطلق لفظ (غريب) وينص على علته في الأحيان.

ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق يحيى بن اليمان عن شيخ عن الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً: لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة عثمان.

وهذا حديث ضعيف جداً.

قال الترمذي عقب إخراجه له: غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع.

ومن ذلك ما أخرجه من طريق خارجه بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء.

قال الترمذي بعد إخراجه: حديث غريب وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحداً أسنده غير خارجه، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.

ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق أم الأسود عن منية بنت عبيد بن أبي برزة عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة.

قال الامام الترمذي عقب إيراده: حديث غريب وليس إسناده بالقوي.

وقول الترمذي (حسن غريب) تعني ضعفاً أقل من ذلك، وأشد من تضعيف الخبر بقوله: (حسن) وقد ينص الترمذي على علة الحديث مع إطلاقه لهذه العبارات كقوله: (حسن غريب).

ومن ذلك ما أخرجه من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن أبي طالب في حديث طويل ذكر فيه صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية.

قال الترمذي عقبه: (حسن غريب ليس إسناده بمتصل).

ومن ذلك ما أخرجه من طريق خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر عن عائشة قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله.

قال الترمذي عقب إخراجه له: حسن غريب وليس إسناده بمتصل.

هذا في الغالب يريد به ضعفاً أشد مما ذكرناه في القسم الثاني، وربما أراد به ضعفاً يقبل المتابعة، فقد يريد الترمذي بقوله (حسن غريب) أي ليس بشديد الضعف كما أخرج في سننه من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، قال حميد الطويل قلت لأنس فكيف كنتم تصنعون؟، قال: كنا نتوضأ وضوءا واحداً.

قال الترمذي عقب إخراجه من هذا الوجه: حديث حميد عن أنس حديث حسن غريب من هذا الوجه.

لكنه جوّده لما أخرج له متابعاً من سفيان عن عمرو بن عامر عن أنس بنحو حديث حميد.

قال الترمذي بعد إخراج هذا المتابع: حديث حسن صحيح وحديث حميد عن أنس حديث جيد غريب حسن.

فجوّده بعد ذكر متابع له، بعد أن ضعفه في موضع قبله.

القسم الرابع:

وقد أدخلته في الذي قبله وذلك لقلة وروده في سنن الترمذي، وهي المناكير جداً والبواطيل، ويطلق عليه الترمذي (هذا حديث منكر) وفي الأحيان يقول: (حديث لا يصح).

وهذه ألفاظ معدودة أطلقها على ما ينكر ويُعد في البواطيل والمنكرات، وهو أشد الأقسام ضعفاً، وهي في مواضع قليلة منثورة في السنن، وهي أقل الأقسام وروداً في السنن.

هذه في الجملة ملخص اصطلاحات الترمذي ـ عليه رحمة الله ـ، وهذا أغلبي وربما غاير في بعض هذا الاستعمالات، وهناك ألفاظ أخر قليلة الاستعمال عنده، وهذا بحاجة إلى تفصيل أكثر يسّر الله ذلك.

http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=6768&highlight=%Cصلى الله عليه وسلم%عز وجلصلى الله عليه وسلم%عز وجل1%صلى الله عليه وسلمعز وجل%عز وجلعز وجل+%C7%صلى الله عليه وسلم1%Cعز وجل%عز وجل3%صلى الله عليه وسلم4

ـ[أبو مريم الباكستاني]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:32 م]ـ

جزاك الله خير يا نايف

ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:58 م]ـ

جزاكم الله خيراً أجمعين

وإليك أخي بلال السلفي مقدمة شرح الشيخ عبد الرحيم الطحان لسنن الإمام الترمذي ففيها (رقم21) ستجد بُغْيتك وستجدفي المقدمة علماً غزيراً اسمع هنا

http://www.tahhansite.com/pages/صلى الله عليه وسلم.htm

ـ[أبو نورة]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:56 م]ـ

وايضاً يمكنك الرجوع إلى مقدمة شرح الترميذي للشيخ الدكتور: عبدالكريم الخضير حفظه الله،

والشرح موجود في البث الإسلامي ـ كان صيف 1426هـ في جامع الخليج في بريدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015