وقال أبو الحسنات اللكنوي: قلت فعليك يا من ينتفع من " ميزان الاعتدال " وغيره من كتب أسماء الرجال ألا تَغْتر بلفظ الإنكار الذي تجده منقولاً من أهل النقد في الأسفار، بل يجب عليك أن تَثَّبت وتفهم أن المنكر إذا أطلقه البخاري على الراوي فهو ممن لا تحل الرواية عنه، وأما إذا أطلقه أحمد ومن يحذو حذوه فلا يلزم أن يكون الراوي ممن لا يحتج به.

وأن تفرق بين " روى المناكير "، أو " يروي المناكير " أو في " حديثه نكارة " ونحو ذلك وبين قولهم: " منكر الحديث " ونحو ذلك بأن العبارات الأولى لا تقدح الراوي قدحاً يعتد به والأخرى تجرحه جرحاً معتداً به.

وأن تفرق بين قول القدماء: هذا حديث منكر، وبين قول المتأخرين: هذا حديث منكر؛ فان القدماء كثيراً ما يطلقونه على مجرَّد ما تفرد به راويه وإن كان من الأثبات، والمتأخرون يطلقونه على رواية راو ضعيف خالف الثقات (12).

مثال لإطلاق أحمد بن حنبل لعبارة " منكر الحديث ": فقد قال يزيد بن عبد الله بن خصيفة الكندي المدني وقد ينسب إلى جده

في رواية الآجري، عن أبي داود: منكر الحديث (13)، وقال في رواية الأثرم: ثقة ثقة.

ووثقه أبو حاتم، والنسائي، وابن معين.

قال ابن حجر وقول أحمد " منكر الحديث " هذه اللفظة يطلقها أحمد على من يغرب على أقرانه بالحديث، عرف ذلك بالاستقراء من حاله. وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم (14).

===========================

(1) ـ " الرفع والتكميل " (ص 143).

(2) ـ " شرح الإلمام " انظر " فتح المغيث " للسخاوي (1/ 373)، و " الرفع والتكميل " (1/ 103).

(3) ـ " العلل ومعرفة الرجال " (1/ 566ت 1355).

(4) ـ " الإمام في معرفة أحاديث الأحكام " (2/ 178).

(5) ـ "النظر في أحكام النظر بحاسة البصر " (ص 395)، و " الوهم والإيهام " (3/ 481).

(6) ـ " تهذيب التهذيب " (7/ 83).

(7) ـ " طليعة التنكيل (ص 50).

(8) ـ " شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل " (1/ 165).

(9) ـ " لسان الميزان - (1/ 220).

(10) ـ " فتح المغيث " (1/ 373).

(11) ـ " ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرير والتركيب " (ص 267).

(12) ـ " الرفع والتكميل " (ص 150).

(13) ـ هذه الرواية لم أقف عليها في المطبوع من سؤالات الآجري، إلا أنها مشهورة عن أحمد نقلها أكثر من واحد كالمزي " تهذيب الكمال " (32/ 173)، و الذهبي في "ميزان الاعتدال " (4/ 430)، و" الكاشف " (2/ 385)، وابن حجر في " تهذيب التهذيب " (11/ 297)، وفي " مقدمة الفتح " (ص 435). وقال د/ بشار عواد في تعليقه عل " تهذيب الكمال " هذا شيء لم يثبت عن أحمد، فيما أرى والله أعلم، فقد تقدم قول الأثرم عنه، وفي" العلل " لابنه عبدالله، أنه قال: ما أعلم إلا خيرا (2/ 35) وهو توثيق واضح.

(14) ـ " مقدمة الفتح " (ص 453).

ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:24 م]ـ

الشيخ إبراهيم ـ أحسن الله إليكم على هذه الفائدة ـ

بالنسبة لكتاب السليماني المأربي ذكر لي أحد تلامذته ـ والله أعلم ـ أن الشيخ ليس عنده جزء ثاني للكتاب.

والحقيقة أن الكتاب من أنفس ما كُتب في موضوعه، لكن في ظني يحتاج إلى إعادة نظر في الترتيب والتهذيب اليسير.

والكتاب متوفر الآن في دار المحدث، ولا أعلمه عند غيره

ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:33 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم إبراهيم

ونفع الله بما كتبت

ـ[أبو دجانة المصري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 01:29 ص]ـ

جزاك الله حيرا على هذا التوضيح الرائع فقد كان يلتبس علي عند قرائته

وفقكم الله لما فيه الخير

ـ[أبو هاشم]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:05 ص]ـ

جزاكم الله خيراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015