ومنها عدم التزهيد في كتب المتأخرين والمعاصرين وعلمهم أو التحقير من شأنهم وإن اتهم الطرف المفرّق بالتزهيد بكتب المتأخرين والمعاصرين فلا تلفت إلى هذا فليس له أساس من الصحة وإنما هو ذر للرماد في العيون

وكتب القوم طافحة في احترام المتأخرين وعلمهم والاستفادة من تقريراتهم البديعة وفوائدهم المنيفة

هذه بعض الأصول

6 - هذا تعداد على هيئة نقاط لبعض المسائل التي خالف المتأخر فيها المتقدم مستفاد من كتب القوم تصور لك جانبا من المسألة من غير بسط كان بعض الأخوة سأل عن نحو هذا في المجلي العلمي فأجبته قائلا:

1_ الإختلاف فى الزيادة والنقصان (زيادة الثقة وتعارض الرفع والوقف والوصل والإرسال والإدراج وعدمه ... إلخ)

فالمتقدم يعتمد فى ذلك كله على القرائن والملابسات التى تحف الروايات (مقارنة الروايات) وليست عنده قاعدة مطردة فى ذلك

بخلاف المتأخر فهو يقدم الوصل على الإرسال وعنده أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا ولهم مذاهب أخرى منثورة فى كتب المصطلح

2_ تجزئة الراوى: فالمتقدم عنده أن الثقة قد يخطأ وأن الضعيف قد يصيب وقد يكون الراوى عنده ثقة فى شيخ ضعيف فى آخر

ثقة إذا حدث من كتابة ضعيف إذا حدث من حفظه

يصحح حديثه إذا حدث فى بلد ويضعفه إذا حدث فى غيره ....

أما المتأخر فعنده الثقة ثقة مطلقا والضعيف ضعيف مطلقا

3_ تفرد الراوى: عند المتقدم أن التفرد إذا كان فى العصور المتأخرة يعتبر علة إلا إذا كان من إمام واسع الرواية على تفصيل فى ذلك

وقذ يردون بعض تفردات من فى العصور المتقدمة ولهم فى كل حديث نقد خاص

بخلاف المتأخر الذى يعتبر أن تفرد الثقة فى أى عصر مقبول مطلقا لأنه ثقة

4_ الشد بكثرة الطرق: فعند المتقدم قد تكون كثرة الطرق ترجع إلى طريق واحد، وما يظن أنه شاهد ليس بشاهد وقد تعلل بعض الطرق بعضها وقد تشده

أما المتأخر فكثيرا ما يتوسع فى هذا ويعتبر أن جميع الطرق محفوظة فيصحح أو يحسن الجميع

5_ نقد المتن:فالمتقدم ينظر إلى المتن هل فيه نكارة أو مخالفة للقرآن أو للأصول أو للواقع العملى وما أشبه ذلك

فيجعل ذلك علة فى الإسناد وإن كان ظاهره الصحة وهذا خاص بأئمة النقد يعنى لايسلكه إلا هم أو من شابههم بخلاف المتأخر الذى لاينظر إلا إلى السند فقط دون المتن

6_ المتقدم كثيرا ما يعتمد فى مجال النقد على القرائن ومقارنة الروايات وله فى كل حديث نقد خاص

بخلاف المتأخر فكثيرا ما يعتمد على قواعد قعّدها ويطردها فى كثير من الجزئيات

7_ رد رواية المدلس:فالمتقدم لايرد رواية المدلس حتى يثبت تدليسه فى هذا الحديث بعينه إذا لم يكن المدلس مكثرا من التدليس وغير مشهور به على تفصيل فى هذا عندهم

أما المتأخر فيردها مطلقا إلا إذا صرح بالتحديث

8_ الإنقطاع: قد يصحح المتقدم الرواية المنقطعة إذا حفتها قرائن تصححها مثل رواية أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وسعيد بن المسيب عن عمر وغيرها

أما المتأخر فالمنقطع عنده أبدا ضعيف حف بقرائن تصححه أم لا

نعم الأصل عند المتقدم أن المنقطع من جنس الضعيف لكن هذا فى الغالب

9_ الإختلاط: فالمتقدم بفرق بين من فحش إختلاطه كعطاء فيرده وبين من لم يفحش إختلاطه كأبى إسحاق فلا يرده

بخلاف المتأخر الذى يرد رواية المختلط مطلقا

10_ المنكر: المنكر أبدا منكر عند المتقدم

أما المتاخر فقد يصححه بغيره من الطرق ويتوسع فى ذلك

11_ الجهالة: فعند المتقدم قد تحف رواية المجهول قرائن تصححها وخاصة إذا كان من الطبقات المتقدمة ككبار التابعين

بخلاف المتأخر الذي يرد رواية المجهول مطلقا

هذ أبرز المعالم على سبيل الإجمال وهناك غيرها تجدها فى كتب ومقالات من صنف فى المسالة

تنبيه: قد يوافق بعض المتأخرين المتقدمين في بعض هذه المسائل فلا اعتراض لأن المقصود تجلية منهج المتقدم الصحيح ودفع ما خالفه والتنبيه على بطلانه

والله أعلم

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:09 ص]ـ

جواب ممتع ايها الفلسطينى امجد

ـ[الباحث]ــــــــ[23 - 03 - 07, 03:16 ص]ـ

الأخ الفاضل / أمجد الفلسطيني حفظه الله ووفقه.

جزاك الله خير الجزاء على التوضيح والتفصيل النافع.

ويعلم الله أنني قد استفدتُ منك فوائد كثيرة بهذا الرد.

وجزاك الله خير الجزاء.

ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:55 م]ـ

جزاك الله كل خير أخي الكريم أمجد الفلسطيني وبارك الله في علمك

وأنت يا أخي الباحث جزاك الله كل خير على هذا السؤال المهم

فليتك دائما تتحفنا بمثل هذه الأسئلة ببساطتها وأهميتها

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:52 م]ـ

جزاكم الله خيرا

نصيحة تتعلق بما نحن فيه:

لا بد للباحث عن الحق في هذه المسألة أن يديم النظر في كتب العلل وخاصة التاريخ الكبير للبخاري وعلل الترمذي والعلل ابن أبي حاتم

ويمعن النظر في كلام أساطين هذا الفن

وخاصة ابن المديني والبخاري أحمد وهذه الرفقة

وليبذل جهده في فهم كلامهم وضم النظير منه الى نظيره

ولا يجعل مااصطلح عليه أهل المصطلح مفسِرا دائما لكلامهم

فأكثر ما جاء الخلط والخبط من تفسير المصطلحات

وهذا الأخير في كل الفنون وليس مقتصرا على علم الحديث

وينبغى الاعتناء بالناحية العملية أكثر من النظرية

فقد رأيت من تكلم في هذه المسألة قد اعتمد على الجانب النظري فذكر أدلة قوية إلا أنه عند التحقيق لا يتوافق كلامه عند التطبيق العملي

وبارك الله فيكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015