ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:08 م]ـ
... تنبيه: عند دراسة الأحاديث التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام, فانا نحتاط, فلا نأخذ الحديث عن من يحتمل أن ينقل لنا ما ليس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ... فالقاعدة في دراسة أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام: أنه الحديث ضعيف حتى تثبت صحته.
طبعاً هذا اذا تكلمنا على أحاديث هي خارج الصحاح.
وفي الصحيح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ما يغني عن الحديث الضعيف.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:34 م]ـ
قضية نناقشها قبل الدخول الى أقسام الحديث الضعيف, وهي قضية ضبط الراوي في الحديث الحسن ...
قلنا أن الحديث الحسن نزل الى هذه المرتبة لوجود خفة في الضبط عنده, أخرجته من مرتبت الحفاظ الكبار الى مرتبة أقل منهم, مع ابقائه تحت دائرة الاحتجاج ...
... طيب ... الرجل نزل حديثه بسبب الضبط, فان وجدنا نفس المتن وقد رُوي باسناد مختلف, والاسناد الثاني هو في نفس مرتبة الحديث الأول أو أقوى منه ((صحيح)) فهل نبقيه على اسمه أم نرفعه الى مرتبت الحديث الصحيح؟؟؟
أقول ... هو في مرتبة متوسطة بين الحديث الصحيح والحديث الحسن ... فالحديث أقوى من الحسن ولم يبلغ مرتبة الحديث الصحيح المعرف سابقاً.
وقلنا عن الحديث أنه بين مرتبة الصحة والحسن, لأن الحديث باسناده الأول حسن, والحسن جاء من اختلال في حفظ رجل من رجال الاسناد, فجاء متن الحديث الأول باسناد آخر يوازيه في القوة أو أقوى منه فانتفت عندنا مشكلة سوء الحفظ, فثبت عندنا أن الراوي صاحب الأخطاء القليلة لم يخطيء في هذا المتن ... فرفعنا متن الحديث من مرتبت الحسن الى ((الصحيح لغيره)).
أي أن احتمال الخطاء من الراوي في الاسناد الأول انتفى بوجود اسناد آخر مثله ... فقلنا عن روايته التي رواها أناه تقوت بغيرها فأصبحت ((صحيحة لغيرها)).
تعريف الحديث الصحيح لغيره: هو الحديث الحسن اذا روي من طريق آخر مثله أو أقوى منه.
**********
ومثل ذلك يُقال عن الحديث الحسن لغيره:
فهو حديث ضعيف تقوى بحديث آخر مثله أو أقوى منه, فارتقى من مرتبة الحديث الضعيف الى الحديث الحسن لغيره.
... تنبيه: ليس كل أنواع الحديث الضعيف نستطيع أن نرفعها من مرتبة الحديث الضعيف الى مرتبة الحديث الحسن لغيره, فهناك أنواع ترتقي وهناك أنواع أخرى لا ترتقي.
تعريف الحديث الحسن لغيره: ما كان ضعفه محتملاً, فعضده مثله أو من هو أقوى منه.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:38 م]ـ
أتوقف الى هذا الحد ...
وأنتظر أي سؤال على الموضوع من الأخ السائل أو أي متابع للموضوع حتى تعم الفائدة ...
وان لم يكن هناك سؤال ... أكملنا المسيرة ان شاء الله تعالى.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 07:20 م]ـ
استمر أخي الفاضل , فأنا متابع لكل ما تكتبه. بارك الله فيك.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:24 م]ـ
تكلمنا على الأحاديث المقبولة, وقلنا أن أقسام الحديث المقبول هي: الحديث الصحيح والحسن والصحيح لغيره والحسن لغيره.
وهناك الحديث الضعيف, ويُضعف الحديث لعلة في الاسناد أو لعلة في المتن.
ولنبدا في علة الاسناد أولاً:
ذكرنا من قبل شروطا خمسة نعرف من خلالها الحديث الصحيح:
1. أن يكون مسنداً الى النبي عليه الصلاة والسلام.
2. أن يكون متصل الإسناد في كل طبقاته.
3. أن يكون كل راوي في الإسناد عدل ضابط.
4. أن يكون متن الحديث لا شذوذ فيه.
5. أن لا يكون في الحديث علة.
وقلنا ان خف ضبط الراوي نزلت مرتبة الحديث درجة, فيصبح الحديث حسن.
... فان التغى شرط الضبط, نزلت مرتبة الحديث الى مراتب الحديث الضعيف, والشروط الأخرى تعامل معاملة شرط الضبط, فان انتفى أي شرط من شروط الحديث الصحيح نزلت مرتبته من الصحة الى الضعف.
... قلنا أن الاسناد يجب أن يكون مسنداً ومتصلاً برواية العدل الضابط عن مثله الى منتهاه.
فنرى في البداية, هل وجدنا ما يدل على أن الحديث من قول الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا؟
فان وجدنا ذلك, كان الحديث مسنداً ... والا فحصنا أول راوىِ روى هذا الاسناد.
** فان كان الراوي صحابياً أطلقنا على الحديث اسم الموقوف.
** وان كان الراوي تابعياً أطلقنا على الحديث اسم المقطوع.
******
فحصنا الاسناد فوجدناه مسنداً ... نفحص الشرط الثاني ... ألا وهو اتصال السند.
... نعلم اتصال السند من خلال تصريح الراوي بالسماع عن شيخه الذي روى عنه وهكذا الى انتهاء الاسناد.
معنى التصريح بالسماع هو: أن ياتي راوي الحديث بصيغة تفيد أخذ الحديث مباشرة عن شيخه, من غير واسطة بينهما, كان يقول ((حدثني فلان)) أو قال ((لي فلان)) ... ونحوها من العبارات التي لا تفيد الا السماع المباشر من الشيخ.
... هناك حالات نجد فيها ان الراوي قد يأتي بصيغ لا تفيد السماع الصريح عند التحديث عن الذي يروي عنه, كان يقول: ((عن فلان)) أو ((أن فلان)) ... فمثل هذه الصيغ تُحتمل السماع المباشر من الشيخ أو الأخذ عنه من خلال واسطة بينه وبين شيخه.
ومثل ذلك أن يقول القائل في عصرنا ((عن الامام أحمد)) ... فهذا القائل لم يرى الامام أحمد ((حقيقة)) , وهذا مما لا شك فيه ... ومع ذلك يستطيع بكل بساطة أن يقول ((عن الامام أحمد)) لأنه ببساطة لم يصرح بالسماع عن الامام, ولكن ان قال القائل في زماننا هذا ((حدثني الامام أحمد))!!! لكان الحال اختلف, ولكُذب الرجل مباشرة قبل أن يقوم من مجلسه ذلك, لأن الرجل بكل بساطة ((صرح بالسماع)) عن الامام أحمد.
نرجع الى الموضوع ....
نقول ان صرح بالسماع عن شيخه مع احتمال المعاصرة ... كفى ذلك لحمل الاسناد على الاتصال.
وان كان الاسناد فيه اداة تحمل تفيد التصريح أو غيره تثبتنا من حال الراوي ... فان كان الراوي يدلس تدليساً كثيراً ضعفنا هذا الاسندا, والا حملنا الاسناد على الاتصال.
ومبحث التدليس سيأتي ذكره في موضعه ان شاء الله تعالى.
¥