ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:09 م]ـ
تعريف الحديث الصحيح , إذا أردنا أن نطلق على حديث أنه صحيح فلا بد من أن يتوفر في هذه الحديث خمسة شروط, هي:
1. أن يكون مسنداً الى النبي عليه الصلاة والسلام.
2. أن يكون متصل الإسناد في كل طبقاته.
3. أن يكون كل راوي في الإسناد عدل ضابط.
4. أن يكون متن الحديث لا شذوذ فيه.
5. أن لا يكون في الحديث علة.
فيكون تعريف الحديث الصحيح هو: المسند الى النبي عليه السلاة والسلام, المتصل الاسناد, برواية العدل الضابط, عن مثله, الى نهاية الاسناد, من غير شذوذ أو علة.
معنى أن يكون الحديث مسنداً: هو المنسوب الى النبي عليه الصلاة والسلام.
معنى أن يكون الاسناد متصلاً: أن نتأكد من سماع كل رواي للحديث هذا الحديث عن شيخه الذي روى منه.
معنى أن يكون الرجل عدلاً: أن يكون كل رجل في الاسناد ثقة في نفسه, أي رجل صاحب ديانة وتقوى.
معنى أن يكون الرجل ضابطاً: أن يكون كل رجل في الاسناد حافظاً لحديثه الذي يرويه عن شيخه.
معنى أن لا يكون الحديث شاذاً: الحديث الشاذ هو الحديث الذي خالف فيه راويه من هو أوثق منه.
مثال بسيط لتقريب الصورة: رجل قدم علينا, وأخبرنا هذا الرجل عن حادث وقع لسيارة مرسيدس خضراء, وجاء خمسة رجال بعد هذا الرجل وقالوا لنا أن هناك حادث وقع في الشارع العام لسيارة مرسيدس زرقاء اللون, والسيارة التي أخبر عنها القوم هي هي!! فمن نرجح ... رواية الخمسة أم الواحد؟
لا شك أن راوية الخمسة مقدمة على رواية الواحد ... فنقول عن رواية الواحد أنها ((شاذة)) , ومثل ذلك يطبق في علم الحديث, فالحديث الواحد تُجمع كل رواياته, ومن ثم نقارن بينها, فان رأينا مخالفة في ألفاظ في طريق من هذه الطرق, تخرج الرواية عن معنى الروايات الأخرى ... حكمنا على هذه الراوية بالشذوذ.
**** الرجل الذي شذ في هذه الرواية هو رجل ثقة, عدل, ضبط, فما السبب الذي جعل هذا الراوي يأتي بمثل هذه المخالفة؟ هل يعني هذا أنه كذب؟!
الجواب: لا, لم يأتي بهذه الراوية الشاذة لأنه كاذب, لأن الراوي هو ثقة أصلاً, ولكن خالف الثقات لما يمكن أن يعتري ابن آدم من الخطاء والوهم والنسيان, فنقول عن الرجل الذي نقل عن الحادث للسيارة المرسيدس والذي روى لوناً غير اللون الذي قال به جماعة, لعل الرجل كان يلبس نظارة شمسية, أو لعل أشعة الشمس حجبت اللون الأصلي للسيارة, أو لعل الرجل عنده مشكلة في رؤية بعض الألوان ... الى غير ذلك.
معنى أن لا يكون الحديث معلالاً: أي أن يكون هناك سبب خفي يقدح في المتن.
مثال بسيط لتقريب الصورة: رجل يعرفني منذ زمن بعيد, ولنقل أنه يعرفني منذ عشرة سنوات, وهذا الرجل يعرف تماماً من ملازمتي الطويلة أني لا آكل اللحم, فجاء الخبر عن بعضهم أني أكلت اللحم في مطعم.
فيقول صاحبي الذي أعرفه منذ زمن بعدي أن هذا مستحيل, وذلك معروف لديه من طول الملازمة لي ومعرفة أخباري ونوعية الطعام الذي آكله, فنقول أن هذه الراوية التي ذكرت أني أكلت اللحم هي معلة, مع أن الذي رواها هو ثقة.
**** سؤال: كيف يذكر الرجل الثقة عني مثل هذا الخبر مع أني لم آكل اللحم؟ أقول أن الذي حدث له هو وهم آخر, فلعل الرجل رأى من يشبهني من بعدي فظن أنه أنا, أو لعل الرجل رأى أني آكل من طبق قريب من المكان الذي يوضع فيه اللحم وظن أني أكلت من الطبق الذي وُظع فيه اللحم .... وهكذا.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:34 م]ـ
مثال على الحديث الصحيح:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ((هذا الحديث موجود في صحيح البخاري بهذا اللفظ)).
نطبق شروط الحديث الصحيح على هذه الرواية, فنقول:
الشرط الأول:
أن يكون مسنداً: بالرجوع الى الحديث نجد ان النبي عليه الصلاة والسلام موجود اسناد الحديث, فالحديث مسند.
الشرط الثاني:
أن يكون متصل الاسناد: بالرجوع الى الحديث نجد أن كل راوي قد ذكر أنه سمع الحديث من شيخه مباشرة, اما بذكر لفظة ((سمعت عن فلان)) أو لفظة ((حدثني فلان)) ... فهذه دلالة على أن كل راوي أخذ روايته عن شيخه مباشرة.
الشرط الثالث:
أن يكون الرواة عدول وضابطون لحديثهم, وبعد فحص حال الراوة في الاسناد نجد أن كل راوي ثقة:
1. أنس بن مالك رضي الله عنه: صحابي جليل – والصحابة كلهم ثقات عدول -.
2. والد المعتمر – سليمان بن طرخان -: ثقة عابد.
3. المعتمر: ثقة عابد.
4. مسدد بن مسرهد: ثقة حافظ.
5. البخاري: صاحب الصحيح.
الشرط الرابع:
أن لا يكون شاذاً: والحديث بعد الدراسة ليس شاذاً, ونعلم ذلك بجمع كل الروايات لهذا الحديث من كتب الحديث, فاذا وجدنا أن الحديث يخالف هذه المرويات حكمنا عليه بالشذوذ.
الشرط الخامس:
أن لا يكون معلاً: بعد دراسة الحديث لم نجد من أعل الحديث من الحفاظ, واعلال الحديث يكون من أهل العلم الكبار, العارفون بجل حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام, فمن خبرتهم الطويلة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام, ومعرفتهم القوية بأخباره وسيرته وسنته ... يستطيع أن يستخرج بعض المشاكل في الحديث والتي لا تتبين لكل الناس, وهو أشبه برجل يعمل على صيانة السيارات منذ عشرات السنوات, فهذا الرجل يرى بعض المشاكل في السيارت التي ظاهرها لعوام الناس أنها جيدة ... وعلى هذا فقس ...
¥