ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 04:31 م]ـ

3 - هل هناك فرق بين إقامة الحجة وحصول العلم الضروري؟؟ وأوضح بمثال:

إذا أتى رجل مسلم على أهل بلد غير مسلمين .. فدعاهم إلى الإسلام .. وبين لهم الإسلام الصحيح .. هل هؤلاء القوم قامت عليهم الحجة أم حصل لهم العلم الضروري؟؟

أخي الكريم معذرة أرى أن هناك خلطاً بين مسألة إقامة الحجة وفهم الحجة، وسوف اذكر لك فهمي للمسألة، والله المستعان.

إن إقامة الحجة أعم وأشمل من فهم الحجة، فالمراتب ثلاث:

أولاً: بلوغ الحجة، وهنا محل الكلام على العلم النظري أو الضروري أو بمعنى آخر هذا البند يتعلق بالأدلة لا بالدلالات.

ثانياً: فهم الحجة، وهذا يتعلق بدلالات الدليل هل هي قطعية أم ظنية.

فاجتمع عندنا هنا أربع حالات: دليل قطعي ودلالة قطعية، ودليل قطعي ودلالة ظنية، ودليل ظني ودلالة قطعية، ودليل ظني ودلالة ظنية.

وهذه المسألة أساس في قيام العذر بالجهل أم عدمه.

والمقصود هنا أخي الكريم بيان أن فهم الحجة – أي فهم الدلالة والإرشاد لا فهم الهداية والتوفيق بالطبع.

ثالثاً: قيام الحجة، فمن بلغته الحجة، وفهمها فهما صحيحا يزيل عنه الإشكالات الواردة على الدليل - إن لم يكن قطعي الدلالة -، فقد قامت عليه الحجة.

وعليه فمن لم تبلغه الحجة، أو من لم يفهم الحجة فهما صحيحا، فما قامت عليه الحجة.

قال الشيخ يوسف بن عبد الله الأحمد في رسالته مسائل الإيمان وضوابط التكفير: (قيام الحجة هل تكون ببلوغ الحجة أو بفهم الحجة؟

قال بعض أهل العلم: إن قيام الحجة تكون ببلوغها لأنهم لو فهموها لاستجابوا. والأظهر والله أعلم أن قيام الحجة إنما يكون بفهمها.

ولكن الفهم المقصود هنا فهم الدلالة والإرشاد لا فهم الهداية والتوفيق.

قال تعالى: ((وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ)) (الأنفال:23). قال ابن القيم في تفسير هذه الآية: ". . فلم يسمعهم سماع إفهام ينتفعون به، وإن سمعوه سماعاً تقوم به عليهم حجته ". (شفاء العليل لابن القيم ص97). وقال أيضاً: " فالهدى في حق هؤلاء هدى بيان، وإقامة حجة، لا هدى توفيق وإرشاد ". (إغاثة اللهفان 2/ 171 - 172).

والإمام أحمد يقول بكفر من قال بخلق القرآن، لكنه لم يكفر الخليفة الذي دعاه للقول بخلق القرآن مع أنه جالدهم وبين لهم.

ولم يكفرشيخ الإسلام الجهمية مع أنه جالدهم وبين لهم أن قولهم كفر وكان مما قال:"كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله فوق العرش لما وقعت محنتهم: أنا لو وافقتكم كنت كافراً لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم، وأصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح والمعقول الصريح الموافق له ". (الرد على البكري ص259). (وانظر في هذه المسألة ضوابط التكفير للقرني 241 - 247).) اهـ

وبهذا التقرير يكون قد ظهر لكم ما في تسويتكم بين إقامة الحجة وحصول العلم الضروري، فحصول العلم الضروري إنما هو أحد مراتب بلوغ الحجة، وقد تكلم الغزالي في المستصفى عن أنواع العلم الضروري وقسمه إلى أولي وغير أولي، وقد بينت في شرحي للحديث المتواتر من النزهة أن حصول العلم الضروري إنما هو نتيجة لتوفر شروط التواتر الأخرى.

وهذا فهمي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطئا فمن نفسي ومن الشيطان، والله بريء منه ورسوله.

ـ[خالد السهلي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:46 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

فقط تعقيب على كلام الاخ أبي المنذر واستيضاح

يقول وفقه الله (ثالثاً: قيام الحجة، فمن بلغته الحجة، وفهمها فهما صحيحا يزيل عنه الإشكالات الواردة على الدليل - إن لم يكن قطعي الدلالة -، فقد قامت عليه الحجة.

وعليه فمن لم تبلغه الحجة، أو من لم يفهم الحجة فهما صحيحا، فما قامت عليه الحجة)

سمعت من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير سورة غافر كلاما أقوله بتعبيري (إذا قلنا فهم الحجة فإننا نقصد غير العربي أما العربي فتقوم الحجة عليه ببلوغها) هذا ماأذكره ومافهمته من الشيخ رحمه الله

وبعض العلماء ذكر انه وإن لم يفهم الحجة فهما يزيل الإشكالات فقد قامت عليه واستدلوا بقوله تعالى (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه)

كتبت هذا الرد للإستفادة من التعليقات والردود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015