يعني البخاري مع كثرة نسخه تكاد تجد في الغالب التبويبات متفقة مما يؤكد أنها من البخاري وهذا اشهر من أن يستدل عليها لأن فيها فقه البخاري كما ذكرنا، ودقة استنباطه البالغة، وتكلم عنها حتى تلامذة البخاري ومن جاء بعدهم، أما مسلم فليس كذلك.

السؤال السادس: نريد إفادتنا ببعض المراجع للبحث الذي بعنوان (تبيين وجه إخراج الآثار في صحيح البخاري)؟

--------------------------------------------------------------------------------

هذا المشروع الذي ذكرت لكم ليس فيه الحقيقة مرجع معين إلا صحيح البخاري نفسه، ترجع إلى صحيح البخاري وتجرده، وتستخرج ما فيه من الآثار الموقوفة المسندة؛ أما المعلقة ما لنا علاقة فيها الآثار الموقوفة المسندة التي رواها البخاري بالإسناد إلى الصحابي ثم تحاول تدرس هذه الآثار ما وجه إخراج البخاري لها؟ فستجد مثلاً ممكن تقسمها مثل كما ذكرنا سابقاً أن ما له حكم الرفع فيكون هذا هو توجيه إخراج البخاري لها وهذا يكون ظاهراً حديث موقوف ولكن له حكم الرفع فيكون هذا هو توجيه إخراج البخاري له، وستقف على أحاديث أخرى لا ترى فيها دليلاً على أن لها حكم الرفع هذه هي التي تحتاج إلى توجيه لما أخرجها البخاري في الصحيح؟ وما هو عدد هذه الآثار الموقوفة التي لا يمكن أن يكون لها حكم الرفع؟ وتحاول توجه إخراج البخاري الذي اشترط أن لا يخرج في كتابه إلا الحديث المسند أي المرفوع المتصل، وعلى كل حال المشاريع حول البخاري ومسلم مشاريع متعددة حقيقة، وما زال يحتاج إلى جمع.

يعني مثلاً السؤال الذي سبق قضية الرواة الذين أخرج لهم في المتابعات، و الشواهد ممكن ينقدح في الذهن يعني موضوع وهو مهم جداً الرواة الذين انتقدوا على البخاري، ومسلم من خلال كتاب " البيان والتوضيح " ندرس هؤلاء الرواة الذين أخرج لهم البخاري وانتقدوا عليه من ناحية مراتبهم في الجرح والتعديل ما هو الراجح فيهم؟ كل راوي يدرس؛ ثم نعرف معنى طريقة إخراج البخاري لهم ونحاول أن نعرف كيف اخرج البخاري لهم؟ هل أخرج لهم في المتابعات كما يقال؟ هل اعتمد عليهم فأخرج لهم مفاريد – حديث ليس في الباب إلا هو وأخرجه من طريق هذا الراوي -؛ ثم يدل على أنه اعتمد عليه اعتماداً كاملاً؛ هل كلما أخرج لهم يقرنهم بغيرهم مثلاً؟ يعني يعرف ما هو موقف البخاري من هؤلاء الرواة؟ وكذلك مسلم؟ نفس هذا المشروع مهم، ونافع جداً.

--------------------------------------------------------------------------------

الأحاديث المنتقدة على الصحيحين ليس فقط في التتبع، والتي ذكرها الحافظ في الهدي لأن هناك أحاديث ما ذكرها الحافظ لا في الهدي ولا في الفتح موجودة في كتب العلل، وفي كتب الجرح والتعديل، والسؤالات، وغيرها فلو جمعت هذه الأحاديث كاملة، ودرست، وبين ما هو نوع النقد الموجه إليها هل هو في الصنعة فقط أم في المتون أم ما شابه ذلك؟ أيضاً مشروع مهم ولا أعرف كتاباً استقصى فيه الاستقصاء الكامل لدراسة مثل هذه الأحاديث، المقصود أن المشاريع كثيرة حقيقية، ولعل الأسئلة هي التي تذكرني ببعض المشاريع التي أقترحها لمن يريد أن يعمل، وأن يجتهد في تعلم السنة.

مشروع هو يتعلم ويستفيد منه؛ ولو أتمه تمكن من خدمة ينفع الأمة به، تكون خدمة نسأل الله عز وجل أن تكون في ميزان حسناته يوم القيامة.

السؤال السابع: ما أسباب التفضيل لكتاب البخاري على كتاب مسلم عند الجمهور؟ ذكرنا الأسباب قلنا إن هناك أكثر من سبب:

هناك سبب اختلاف الرواة، ومن ناحية الأحاديث المعلة.

الأحاديث المعلة في صحيح البخاري كما يقول الحافظ ابن حجر أقل من الأحاديث المعلة في صحيح مسلم؛ لكن هناك وجه آخر لعله ليس عليه انتقاد وليس عليه مَلْحَظ بالنسبة للأحاديث المعلة ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: بأن أكثر ما انتقد على البخاري أو نسبة ما انتقد على البخاري والصواب فيه للبخاري أكثر من نسبة ما انتقد على مسلم، والصواب فيه مع مسلم فهذا أيضاً وجه آخر يرجح فيه صحيح البخاري على صحيح مسلم و ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فهذه الأوجه التي يرجح بها صحيح البخاري على صحيح مسلم.

السؤال الثامن: هل يوجد ضعف في الإسناد في صحيح البخاري كما في الإسناد الثالث في سنن أبي داود؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015