ـ[عدي البغدادي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ومرحبا بالأخ ياسر بن مصطفى
بارك الله فيكم وإهتمامكم بهذا الموضوع وما ذكرتموه من نقاط أحتاج الإجابة عليها وعلي أن أوضح النقاط أكثر.
أخي الفاضل ياسر ان حديث (ابني هذا سيد ولعل اللّه تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) قد اتضح لي ان فيه عدة علل أما في سنده وأما في متنه وأما في الجميع، وإذا كان لديك أمر آخر أو دليل فياريت إن تشاركنا.
سأبدأ بسرد العلل إبتداءا من ناحية السند وما قيل فيه معطيا لونا آخر لكل ما أريد التنبيه عليه.
أولا: الحديث لم يكن معروفا الا من قبل الحسن بن أبي الحسن (البصري) عن أبي بكرة الثقفي، والحسن البصري هو الراوي الوحيد الذي تفرد بهذا الحديث، حتى ان الذهبي أعتبر هذا الحديث حسنة من حسناته، ولكن في نفس الوقت الذهبي يذكر في ترجمة الحسن البصري بانه لم يسمع من ابي بكرة. فكيف صار حسنة من حسناته؟!
سير أعلام النبلاء- للذهبي- ابن ديزيل أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين
الإمام الحافظ الثقة العابد أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين ابن علي الهمدأني الكسائي ويعرف بابن ديزيل.
..........
أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الخالق بن علوان ببعلبك أخبرنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرنا عبد الحق اليوسفي أخبرنا علي بن محمد العلاف أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ اخبرنا أحمد بن إسحاق الطيبي حدثنا إبراهيم بن الحسين بهمذان حدثنا عفان حدثنا مبارك عن الحسن أخبرني
أبو بكرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فإذا سجد وثب الحسن بن علي على ظهره أو على عنقه فيرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعا رفيقا لئلا يصرع فعل ذلك غير مرة فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد قال:
"إنه ريحانتي من الدنيا وأن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
هذا حديث حسن من حسنات الحسن
تفرد به عن أبي بكرة الثقفي الحسن بن أبي الحسن
ومبارك بن فضالة: شيخ حسن.
وثانيا: هنا الذهبي يذكر ان الحسن البصري لم يسمع من ابي بكرة ومن ثم يذكر عن الاسباب التي إعرض فيها اهل الصحيح عنه.
سير اعلام النبلاء- للذهبي
الحسن البصري (ع)
هو الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري
...........................
وقد روى بالإرسال عن طائفة كعلي وأم سلمة ولم يسمع منهما
ولا من أبي موسى ولا من ابن سريع ولا من عبد الله بن عمرو ولا من عمرو بن تغلب ولا من عمران ولا من أبي برزة ولا من أسامة بن زيد ولا من ابن عباس ولا من عقبة بن عامر ولا من أبي ثعلبة
ولا من أبي بكرة ولا من أبي هريرة ولا من جابر ولا من أبي سعيد قاله يحيى بن معين.
.................
قال قائل إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن عن فلان وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين
لأن الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء
فيبقى في النفس من ذلك. فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة والله أعلم.
أنتهى كلام الذهبي.
والأمر الآخر ان الدارقطني ذكر في كتابه الإلزامات والتتبع:-
وألحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة.
ثالثا: العجيب من ان سبب إدخال الشيخ البخاري هذا الحديث في صحيحه هو بسبب استدلال شيخه علي بن عبد الله (اي ابن المديني) بقول الحسن البصري: (ولقد سمعت أبا بكرة) فأكتفى بدون أي قرينة أخرى لتثبت ذلك. والظاهر من ابن المديني لم يكن عنده دليل آخر ليثبت سماع الحسن البصري من ابي بكرة سوى هذا الحديث!.
صحيح البخاري- كتاب الصلح- كتاب قول النبي (ص) للحسن بن علي (رضي الله عنهما)
2584 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، قال: سمعت الحسن، يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانه ....................
قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه .............................
قال أبو عبد الله: " قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة، بهذا الحديث " *
والعلة الأخرى: إن الحديث على أساس قد ذكر أمام جمع من الصحابة، والعجيبة انه لم يصل إلينا إلا عن طريق صحابي واحد ومن ثم عن طريق تابعي واحد، وهذا التابعي يدلس عن الضعفاء وبل وكان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة.
ومن ثم عن طريقه أنتشر هذا الحديث.
تقريب التهذيب - ابن حجر العسقلاني
1227 - (ع) الحسن ابن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار بالتحتانية والمهملة الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور
وكان يرسل كثيرا ويدلس
قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم
فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا
يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة
هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين.
فالحديث مابين أمرين أما محرف وأما موضوع.
والله الأعلم
¥