وقد تقدم من قول علي بن المديني في الترجمة الماضية ما دل على أنهما عنده اثنان.
روى عن: عليم الكندي وعلي بن أبي طالب ووابصة بن معبد وأبي ذر الغفاري.
روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد وبكير بن الأخنس والحكم بن عتيبة وسعيد بن عمرو بن أشوع وسماك بن حرب وأبو إسحاق السبيعي وأبو صادق.
قال: علي بن المديني: حنش بن ربيعة الذي روى عنه الحكم بن عتيبة لا أعرفه.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: حنش بن المعتمر هو عندي صالح قلت: يحتجون بحديثه؟ قال: ليس أراهم يحتجون بحديثه.
وقال البخاري: يتكلمون في حديثه.
وقال أبو داود: حنش بن المعتمر: ثقة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم بن حبان: لا يحتج به.
روى له أبو داود والترمذي والنسائي في خصائص علي وفي مسنده.
أسئلتي هي:
1) هل ترك بسبب انفراده ببعض الاحاديث التي رواها؟
2) وما هي هذه الأحاديث التي انفرد بها؟
لكن لم يقل أحد بانه كذاب وضاع الخ، بل على العكس فقد قال ابو حاتم وهو عالم من علماء الجرح والتعديل قال عنه انه صالح
وابو داود وهو تلميذ احمد بن حنبل واحمد بن حنبل روى عنه حديث قال ابو داود عن الحنش بن المعتمر بانه ثقة،
فبما ان الجرح مقدم على التعديل فالعلة او الجرح الذي ذكر في حنش بن المعتمر هو ما ذكره البخاري قال بانهم يتكلمون في حديثه (من هم الذين تكلموا في حديثه؟)
أما ابن حبان (في تهذيب التهذيب لابن حجر) قال كثير الوهم! لكنه لم يبين ما هو هذا الوهم!، ومن الذي قال ذلك ومن اين عرفه؟
والأمر الأخر لم أجد احدا من العلماء كذبه او اتهمه بالوضع.
اما الذي اتهمه بانفراده باحاديث غير مرضية، لم يبينوا احاديثه التي انفرد بها،
والمسألة الأخرى مالعلة في إنفراد احد التابعين باحاديث لم ينقلها غيره؟.
فهذا الحسن البصري قد انفرد بحديث "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"
ذكر الدارقطني حديث الحسن البصري عن أبي بكرة في الالزامات والتتبع وقال" والحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة"!
وقد ذكر ابن حجر في تقريب التهذيب في ترجمة الحسن البصري انه كان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار " كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا .. " (تقريب التهذيب)
وقد ذكر الدكتور الطحان في كتابه تيسير مصطلح الحديث الفصل الثالث -المدلس- تدليس الإسناد -شرح التعريف (ذكر الدكتور الطحان في نهاية الشرح): -
" فلا يقول سمعت أو حدثني حتى لا يصير كذابا بذلك ثم قد يكون الذي أسقطه واحدا أو أكثر ".
أخي الفاضل بلال كما قد تبين لكم أن الحسن البصري كان يقول حدثنا ولم يسمع من الذي حدث عنه.
سؤال اخر
أيؤخذ الحديث من الثقة الذي انفرد ببعض الأحاديث لا تشبه الثقات، أم يؤخذ من المتهم بالزندقة؟
والمتهم بالزندقة هو ابن حبان فقد اتهم بالزندقة وطرد من بلده (ذكر القصة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان)، وقد حاول ابن حجر الدفاع عن ابن حبان، أما حنش بن المعتمر جاء ضعفه بسبب انفراده باحاديث لم يسمعها المحدث آنذاك، وما أدراك ان حديثه لم يدون في المستدركات فيما بعد فهناك الكثير من الأحاديث قد ذكرت ولم تكن موجودة ضمن الكتب التسعة.
ومن ثم ما هي هذه الأحاديث التي ضعف بها هذا التابعي؟
أما من ناحية اذا انه ضعف بسبب لانه كان شيعيا أو رافضيا فالتشيع كان موجود كثيرا في التابعين وكان موجودا في الطبقة التي جاءت بعدهم وضلت موجودة حتى طبقة شيوخ البخاري. ولم يجيء ضعفهم من انهم كانوا غير صدوقين، بل من عقيدتهم في الصحابة ولو تركنا أحاديث الذين لا نوافقهم في العقيدة لما وصلنا حديث رسول الله.
وعبد الملك بن أعين له عند الشيخين حديث واحد قرن فيه بجامع بن أبي راشد، وعبد الملك بن أعين هو أخو زرارة بن أعين وحمران بن أعين وكلهم روافض. ولو كان الحديث ضعيف لما جعله البخاري في مصنفه.
صحيح البخاري- كتاب التوحيد
حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الملك بن أعين، وجامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة، لقي الله وهو عليه غضبان " قال عبد الله: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقه من كتاب الله جل ذكره:
¥