كان الإمام أحمد إذا سئل عن راو فاستضعفه أو حديث فاستنكره ربما حرك رأسه واقتصر على ذلك، وهو إشارة منه إلى تضعيف ذلك الراوي أو الحديث.
حرَّكَ يده:
قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد وذكر عمر بن الوليد الشني، فقال بيده يحركها كأنه لا يقويه، قال علي: فاسترجعت أنا فقال: ما لَكَ؟ قلت: إذا حركت يدك فقد أهلكته عندي، قال: ليس هو عندي ممن أعتمد عليه، ولكنه لا بأس به (5).
وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن اسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا، أي ليس بشيء، وضعفه.
وقال ابن عدي: (حدثنا محمد بن علي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: وسئل يحيى بن معين عن جعفر الأحمر فقال بيده، لم يضعفه ولم يثبته) (6).
حِسان:
كلمة حسان جمع كلمة حسن ولها معنى مشهورٌ؛ وللبغوي في كلمة (حسان) اصطلاح خاص به، فقد قسم أحاديث المصابيح إلى حسان وصحاح مريداً بالصحاح ما في الصحيحين وبالحسان ما في السنن واعترض على ذلك بأنه ليس بصواب لأن في السنن الصحيح والضعيف والمنكر، وأجيب عن البغوي بأنه يبين عقب الأحاديث الصحيح والحسن والغريب، وليس كذلك فإنه لا يبين الصحيح من الحسن فيما أورده من السنن بل يسكت ويبين الغريب والضعيف غالباً فالإيراد باق في مزجه صحيح ما في السنن بما فيها من الحسن، ولكن الأمر في هذا قريب فقد كان جماعة من المتقدمين يطلقون على الحسن اسم الصحيح.
حسن:
الحديث إما أن يجزم الناقد - أو يكاد يجزم – بمطابقته للواقع، وهو الصحيح؛ أو بضد ذلك وهو الموضوع؛ أو يتوسط بين الجزمين، وهو الضعيف؛ وما بين الصحيح والضعيف يسمى الحسن؛ وما بين الضعيف والموضوع يسمى الضعيف جداً (7)؛ وأما تعريف الحسن باعتبار شروطه فهو الحديث الذي يرويه العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير انقطاع ولا شذوذ ولا علة ولا اضطراب.
هذا هو التعريف المشهور للحديث الحسن، أو يقاربه.
وينقسم الحديث الحسن عند المتأخرين قسمين:
الحسن لذاته والحسن لغيره.
والأول هو الحديث الذي لم يوجد له من الأسانيد الثابتة الا إسناد واحد حسن (8).
والثاني: هو الحسن بمجموع طرقه اللينة أو الضعيفة الصالحة للاستشهاد (9).
هذا ما كنت كتبته قبل سنوات، وأنا أرى الآن أن المسألة تحتاج إلى إعادة النظر فيها، بسبب ما استجد من دراسات حول معنى الحسن عند الإمام الترمذي رحمه الله.
وعلى كل حال فكلامي ينطبق على منهج المتأخرين في معنى هذه الكلمة عندهم.
حسن صحيح:
استعمل هذه الكلمة الإمام الترمذي في جامعه كثيراً، ولم يستعملها غيره من العلماء قبله أو بعده إلا نادراً؛ ومصطلح الترمذي هذا من مسائل المصطلح المشكلة مع كونها قليلة الجدوى عند التحقيق لأمور ليس هذا موضع ذكرها، وحاصل أقوال العلماء في تفسير هذا المصطلح أن الحديث الذي يوصف بهذه العبارة يكون في أقل أحواله مرتقياً عن رتبة الحسن ثم قد يبلغ مرتبة الصحيح وقد يكون وسطاً بين مرتبتي الصحيح والحسن.
حسن غريب:
إذا جمع الترمذي أو غيره في وصف الحديث كلمة (غريب) مع كلمة (حسن) أو مع كلمة (حسن صحيح) فقد يقيد تلك الغرابة بما يعلم منه أنها غرابة نسبية، وقد يطلقها، ولا يلزم من الاطلاق أن تكون تلك الغرابة غرابة مطلقة، ومن هذا يعلم أنه ليس كل حديث يقول فيه الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) يكون عنده حسناً لذاته، بل بعض ذلك يكون حسناً بطرقه؛ وهذا فيه رد على من قال أن الحديث الذي يقول فيه الترمذي: (حسن غريب) أقوى عنده من الحديث الذي يقول فيه: (حسن) فقط، وقال أن علة ذلك الترجيح هي أن الأول حسن لذاته والثاني حسن لغيره، والحسن لذاته أعلى من الحسن لغيره.
حسن لذاته:
انظر (حسن).
حسن لغيره:
انظر (حسن).
حضر، حضرتُ:
حدد جماعة من المحدثين أول زمن يصح فيه السماع للصغير بخمس سنين وعلى هذا استقر العمل بين أهل الحديث، فيكتبون لابن خمس فصاعداً: سمع، وإن لم يبلغ خمساً: حضر أو أُحضر، وقال جماعة آخرون: الصواب اعتبار التمييز، فإن فهم الخطاب ورد الجواب كان مميزاً صحيح السماع وإن لم يبلغ خمساً، وإلا فلا، وإن كان ابن خمس فأكثر.
وقال بعضهم إن من سمع وهو ينسخ حال السماع لا يقول: (حدثنا) ولا (أخبرنا)، بل يقول: (حضرت).
حمّالة الحطب:
¥