والآن هلمَّ بنا إلى جولة بين آلاف من الأوراق العلمية المنقطعة النظير في هذا العصر الأخير، زبرتها أنامل هذا العلامة الفحل، بل عقله، وقلبه وإيمانه ويقينه، جزاه الله خير الجزاء عن أمته، وأسكنه الفردوس الأعلى بفضله ورحمته؛ آمين.

ولقد قسمت جهود المعلمي في الكتابة المعدة للنشر قسمين:

القسم الأول: جهوده في التأليف.

القسم الثاني: جهوده في التحقيق.

والآن إلى القسم الأول؛ وقد جعلته على أقسام أيضاً.

"

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:37 م]ـ

"

مصنفات المعلمي رحمه الله

1 - قسم العقيدة

1 - (رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله، وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله)، أو (العبادة)

ذكره المؤلف في سبعة مواضع من كتابه (القائد إلى تصحيح العقائد)؛ ويظهر أن اسمه في الأصل هو الذي ذكرته أولاً وأن المؤلف كان يسميه، اختصاراً، كتاب (العبادة).

وقد عرّفه في حاشية الموضع الثالث من المواضع السبعة بقوله:

(استقرأت فيه الآيات القرآنية، ودلائل السنة والسيرة والتاريخ وغيرها، لتحقيق ما هي العبادة، ثم تحقيق ما هو عبادة لله تعالى، مما هو عبادة لغيره؛ يسَّر الله نشره)؛ اللهم آمين.

قال في بعض المواضع من (القائد):

(الوجه الثاني: أن من استحوذ عليه إيثار الباطل تكون الدنيا أعظم همه، فهو من جهة: إذا توفرت له نعم الدنيا ولم تنله مصائبها رضي عن ربه و دينه، وإذا أصابته المصائب سخط؛ ومن جهة أخرى يعد نعم الدنيا ومصائبها أعظم دليل على رضا الله عز وجل وسخطه؛ فإذا يسرت له نعم الدنيا ولم تنله مصائبها زعم أن الله عز وجل راضٍ عنه وعن دينه وعن عمله، وإلا زعم أن الله عز وجل ساخط عليه وعلى دينه وعلى عمله! وهذه كانت شبهة فرعون كما بينته في كتاب (العبادة) --)؛ ثم ساق طائفة من الآيات الكريمات الواردات في هذا المعنى.

وقال في موضع آخر من (القائد):

(---؛ هذا، وإذا أمر الله عز وجل بطاعة أحد أو الخضوع له أو بفعل هو في الصورة خضوع له ففعل المأمور ذلك طلباً للنفع الغيبي من الله عز وجل فهذه عبادة الله عز وجل، وهذا كسجود الملائكة لآدم، وهكذا تعظيم المسلمين لحرمات الله عز وجل كاستقبال الكعبة والطواف بها وتقبيل الحجر الأسود، وغير ذلك مما أمرهم الله به ففعلوه طاعة لله غير مجاوزين ما حده لهم، وكذلك توقير النبي وإكرام الأبوين وأهل العلم والصلاح بدون مجاوزة ما حده الله تعالى من ذلك.

والحاصل أن الخضوع طلباً للنفع الغيبي عبادة؛ فإن كان عن أمر من الله تعالى ثابت بسلطان فهو عبادة له سبحانه ولو كان في الصورة لغيره كالكعبة، وإلا فهو عبادة لغيره.

ويتعلق بهذا الباب مباحث عديدة قد بسطت الكلام عليها في كتاب (العبادة)؛ وإنما ذكرت هنا شذرة منه).

وقال في موضع آخر من (القائد) أيضاً:

(فأما قول الله عز وجل (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبا) [الصافات 158]؛ فالمراد بالجنة هاهنا: الملائكة، والمعنى أنهم جعلوا الملائكة بنات له---واللات والعزى ومناة كانت عندهم أسماء لتلك الإناث التي زعموا أنها بنات الله، ثم جعلوا لتلك الإناث تماثيل وسموها بأسمائها، كما جرت به عادة المشركين في أصنامهم، بل عادة الناس جميعاً في إطلاقهم على التمثال والصورة اسم من يرون أن ذلك ثمثال أو صورة له.

وبهذا التحقيق يتضح معنى آيات النجم، وقد أوضحت ذلك في كتاب "العبادة" بما يثلج الصدر؛ والحمد لله).

وقال أيضاً:

(وفي الحديث: (اتقو الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل)، ذكرت طرقه في كتاب (العبادة)، وأوضحت أنه على ظاهره؛ وبسط هذا المطلب في ذاك الكتاب).

وقال أيضاً:

(المطلب الثاني: البدع العملية، والأمر في هذا قريب لولا غلبة الهوى، فإن عامة تلك البدع لا يقول أحد من أهل العلم والمعرفة أنها من أركان الإسلام ولا من واجباته ولا من مندوباته، بل غالبهم يجزمون بأنها بدع وضلالات، وصرح قوم منهم بأن منها ما هو شرك وعبادة لغير الله عز وجل، وقد شرحت ذلك في كتاب "العبادة").

وقال فيه أيضاً، في فصل تنزيه الأنبياء عن الكذب، من فصول (القائد):

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015