أحدهما: أن ينقل الناقل حديثاً بإسناد فينسب رجلاً مشهوراً بنسب في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسميه باسم سوى اسمه، فيكون خطأ ذلك غير خفي على أهل العلم حين يرد عليهم.
كنعمان (1) بن راشد حيث حدث عن الزهري فقال عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة (2) ومعلوم عند عوام أهل العلم أن اسم أبي الطفيل (3) عامر لا عمرو (4) وكما حدث مالك بن أنس عن الزهري فقال عن عباد وهو من ولد المغيرة ابن شعبة وانما هو عباد بن زياد بن أبي سفيان معروف النسب ثم أهل النسب وليس من المغيرة بسبيل (5
وكرواية معمر حين قال عن عمر بن محمد بن عمرو بن مطعم وانما هو عمر ابن محمد بن جبير بن مطعم خطأ لا شك ثم نساب قريش وغيرهم ممن عرف أنسابهم ولم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو (6) وكنحو ما وصفت منه هذه الجهة من خطأ الاسانيد فموجود في متون الاحاديث مما يعرف خطأه السامع الفهم حين يرد على سمعه
وكذلك نحو رواية بعضهم حيث صحف فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحير أراد النجش (7)
وكما روى آخر فقال ان أبغض الناس الى الله عز وجل ثلاثة ملحد في الحرفة وكذا وكذا أراد ملحدا في الحرم (8)
وكرواية الآخر إذ قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الروح عرضا أراد الروح غرضا (9)
فهذه الجهة التي وصفنا من خطأ الاسناد ومتن الحديث هي أظهر الجهتين خطأ وعارفوه في الناس أكثر
والجهة الاخرى أن يروي نفر من حفاظ الناس حدثنا عن مثل الزهري أو غيره من الائمة بإسناد واحد ومتن واحد مجتمعون على روايته في الاسناد والمتن لا يختلفون فيه في معنى فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه فيخالفهم في الاسناد أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ دون الواحد المنفرد وان كان حافظا
على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث مثل شعبة وسفيان بن عيينه ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أئمة أهل العلم (10)
الحواشي:
-النعمان بن راشد الجزرى أبوأسحاق الرقي ضعفه النقاد مثل القطان والبخاري وأحمد بن حنبل وابن معين والنسائي والظاهر أن ذكر النعمان هنا خطأ وأن الصواب (معمر بن راشد) وليس النعمان بن راشد كما سيأتي
تهذيب الكمال (29/ 446) الميزان (4/ 265).
2 – الحديث الذي رواه معمرعن الزهري عن ابي الطفيل عند عبدالرزاق (20944) وفيه عمرو بن واثلة
وقد أخرجه أحمد وغيره وفيه عامر
وكذلك جاء عند مسلم (817) وغيره عن إبراهيم بن سعد عن الزهري وفيه عامر
3 - أبو الطفيل عامر بن واثله ولد عام احد وهو اخر من توفي من الصحابة رضى الله عنه قيل توفي سنة 110 وقيل 107 وقيل 100
معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 067) واسد الغابة (4/ 259)
4 - ذكر ابن عبد البر في أسد الغلبة (4/ 259) في ترجمة ابي الطفيل (عامر بن واثلة الكناني وقيل عمرو بن واثلة قاله معمر
والاول أكثر وأشهر) انتهى
وكذلك رجحه المزي في تهذيب الكمال (14/ 79) فتبين من هذا أن النعمان بن راشد لم ينفرد بتسمية (عمرو) فقد قا لها كذلك معمر.
ولكن الأول أكثر وأشهر كما قال ابن عبد البر والله اعلم
وقال البخاري في التأريخ الكبير (6/ 446) (عامر بن واثلة أبو الطفيل المكي رضى الله عنه وقال بعضهم عمرو بن واثلة الليثي)
انتهى
وفي الأوسط (1/ 399) (واسم أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي المكي وقال معمر:عمرو) انتهى
زاد ابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 120) عن البخاري قوله وعامر أصح ويراجع تقييد المهمل (3/ 820) قال الغساني في تقييد المهمل (3/ 820) (وقد حكى مسلم بن الحجاج في كتاب التمييز من تأ ليفه أن معمر بن راشد أيضا حدث به عن الزهري فقال
(عن ابي الطفيل عمرو بن اثلة) قال مسلم ومعلوم عند عوام أهل العلم ان اسم أبي الطفيل عامر لاعمرو وذكر البخاري هذا الذى
ذكره مسلم في التاريخ الأوسط وقد نبه البخاري على هذا في تاريخه الكبير (فقال ابو الطفيل اسمه عامر بن واثلة وقال بعضهم عمرو)
وهذا الذى حكا ه الغساني موجود في التمييز كما في هذا الموضع خلافا لكلام المعلق على التقييد.
¥