قواعد وتنبيهات من أصول فهم المصطلحات وشرحها ووضعها

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 12 - 05, 03:35 م]ـ

بسم الله والحمد لله.

هذا بحث فيه جملة من القواعد والتنبيهات في باب فهم وشرح مصطلحات المحدثين؛ أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها؛ وسأقوم إن شاء الله بوضعها على ملف (وورد) بعد نشر بقيتها قريباً، وبعد أن أقرأ – إن شاء الله – ما لعله أن يكون من تعليقات واستدراكات عليها لبعض الأفاضل رجاء انتفاعي بها.

ودونك القواعد والتنبيهات:

*******

1 - بيان معنى المصطلح:

الاصطلاح اتفاق القوم قلوا أو كثروا على استعمال لفظ في معنى معين عندهم غير المعنى الذي وضع له في أصل اللغة، وذلك كلفظ الواجب فإنه في أصل اللغة بمعنى الثابت واللازم، وقد اصطلح الفقهاء على وضعه للأمر الذي وعد الشارع فاعله الثوابَ عليه، وأوعد تاركه العقوبة على تركه.

وعرّف الشريف الجرجاني في (التعريفات) (ص16) الاصطلاح بقوله: (إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما. وقيل: الاصطلاح: اتّفاق طائفة على وضع اللفظ بأزاء معنى---).

2 - بيان معنى مصطلحات المحدثين:

مصطلحات الحديث هي جميع الكلمات التي استعملها كثير أو قليل من المحدثين بمعنى يخالف معناها عند أهل اللغة مخالفة يسيرة أو كثيرة، قريبة أو بعيدة. ولكن الذي يشرح مصطلحات المحدثين يتطرق أيضاً إلى شرح المصطلحات الموافقة في معناها الاصطلاحي لمعناها اللغوي، لأن الواقف على هذه المصطلحات لا يدري ابتداء هل هي موافقة للغة أو لا؟

وتنقسم مصطلحات المحدثين إلى ثلاثة أقسام:

الأول: مصطلحات الرواية أو مصطلحات الرواة؛ وهي كل ما يرد على ألسنة الرواة من ألفاظ لها معاني مصطلح عليها عند المحدثين؛ وما يلتحق بها.

ومثال مصطلحات الرواة: صيغ الأداء التي يتلفظ بها الراوي عند التحديث؛ وقول الراوي (ثبتني فيه فلان).

الثاني: مصطلحات نقد الرجال، وبيان تواريخهم، وما يلتحق بها.

ومثال هذا القسم قول الناقد (هو ثقة)؛ وقوله (زوَّر أسمعة).

الثالث: مصطلحات التخريج؛ وما يلتحق بها.

ومثال هذا القسم قول المخرج: (هذا حديث شاذ).

وإنما أضفت إلى كل نوع ما يلتحق به، لأنه يحسن بمن أراد أن يجمع هذه الأقسام الثلاثة أن يضيف إليها ما يقاربها ويلتحق بها من المصطلحات والرموز؛ فإنها مما تشتد الحاجة إليها في هذا الفن في كثير من الأوقات.

فيحسن بمن أراد أن يجمع هذه الأقسام الثلاثة أن يضم إليها ما يقاربها ويلتحق بها من المصطلحات والرموز.

أما القسم الأول فيلتحق به كل ما قد يتعلق به من مصطلحات ورموز النساخ والمؤلفين والمحققين والطابعين والوراقين ونحوهم؛ كالجزء والكراس والطاقة والمجلد والطبعة والتحقيق والتعليق والهامش والحاشية واللحق والدارة والتحويق والتصحيح والتضبيب وونحو ذلك، فإنها – أي مصطلحات النسخ والتقييد قديماً، ومصطلحات الطبع والتحقيق والتعليق حديثاً – يظهر عند التأمل أنها أقرب في جنسها إلى مصطلحات الرواة.

وأما القسم الثاني فيلتحق به كل ما قد يتعلق به – أو يدخل فيه – من مصطلحات المؤرخين والنسابين ونحوهم؛ فهي – أي مصطلحات التاريخ والوفَيات والأنساب ونحوها – أقرب في جنسها، عند التأمل، إلى مصطلحات علم الرجال.

وأما القسم الثالث فيلتحق به أسماء أنواع كتب المحدثين كالصحيح والسنن والمصنف والمستدرك والمستخرج والمسلسلات والعوالي والجزء والفوائد والغرائب والأربعين والمشيخة والمعجم ومعجم الشيوخ، وكذلك كل ما قد يتعلق بالتخريج أو يتكرر وروده في كتب التخريج من مصطلحات الأصوليين والفقهاء ونحوهم، كالناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعام والخاص وغير ذلك.

فائدة: إن ما ذكرته هنا من طريقة التقسيم في حق مصطلحات المحدثين، فهو كذلك في حق قواعدهم؛ وعليه تكون الأقسام ستة، ثلاثة للمصطلحات وقد ذكرتها، ومثلها للقواعد، ومجموع هذه الأقسام الستة هو المراد بعلم المصطلح.

وما أحسن أن يؤلف كتاب في علم المصطلح مرتباً على هذه الفصول الستة فإنها تأتي بمجموعها إن شاء الله على أهم ما في علم المصطلح. بل ويحسن لولا كثرة الخلاف وتشعبه وصعوبة ضبطه أن يجعل كل قسم بابين الباب الأول لما اتفقوا عليه أو اتفق عليه جمهورهم، والثاني لما شذ فيه بعضهم.

3 - بيان منزلة مصطلحات المحدثين من علم الحديث:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015