قلت: رمز ع يشير إلى الجماعة، مع العلم أنه ليس من رجال الشيخين، و الظاهر -و الله أعلم- أنه خطأ مطبعي: اشتبه على الطابع رقم أربعة حسب الترقيم الهندي بحرف: ع.

3820 - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي، بالنون، الدمشقي، الزاهد: صدوق يخطئ، و رمي بالقدر و تغير بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس و ستين، و هو ابن تسعين سنة. بخ 4.

قالا: بل صدوق حسن الحديث، فقد وثقه أبو حاتم الرازي، و دحيم، و عبد الرحمن بن صالح، و عمرو بن علي الفلاس، و ذكره ابن حبان في الثقات. و قال ابن المديني، و أبو زرعة الرازي –في رواية-، و أبو داود، والعجلي، و يعقوب بن شيبة، و ابن شاهين: ليس به بأس. و قال صالح جزرة: صدوق، و قال الخطيب: كان ممن يذكر بالزهد و العبادة و الصدق في الرواية. و قال ابن عدي: له أحاديث صالحة … و كان رجلا صالحا، و يكتب حديثه على ضعفه، و أبوه ثقة. و ضعفه أحمد، و النسائي، و ابن خراش، و اختلف فيه قول يحيى بن معين. وقال الذهبي: لم يكن بالمكثر، و لا هو بالحجة، بل صالح الحديث. و قد نفى أبو داود عنه تهمة القدر، و هو بكل حال جرح غير معتبر، أما اختلاطه، فما ذكره أحد سوى أبي حاتم و قد أطلق توثيقه، قال: تغير عقله في آخر حياته، و هو مستقيم الحديث، و لذلك فإن ذكر اختلاطه لا معنى له، و الظاهر أنه لم يحدث بعد تغير عقله.

قلت: ردكما في مسألة الاختلاط غير علمي؛ بل رجم بالغيب، و قول بالاحتمال يسقط به الاستدلال. و أبو حاتم و إن انفرد بتصريحه بالتغير، فمن علم حجة على من لم يعلم. و بما أنه لم يتميز ما حدث به بعد الاختلاط من قبله، وجب التوقف في جميع حديثه. و من ثم يكون ذكر الحافظ للتغير في حكمه على الرجل من دقائق حكمه على الرجال عن سبر و روية و تريث. و الله أعلم.

هذا ما تيسر ذكره بهذا المقال على عجل، و لدي تعقبات أخرى يسر الله جمعها في كتاب مفرد. و الحمد لله رب العالمين. و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين. و كتب بدر العمراني في طنجة: 10 صفر 1424 هـ

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 12 - 05, 11:19 م]ـ

أخي أبا العلاء، جزاكم الله خيرا على بحثكم القيم، وأذكر أن جدي الإمام محمد المنتصر الكتاني رحمه الله - وهو من كبار المشتغلين بابن حزم - كان يقول بأن ابن حزم ظاهري في الحديث كما أنه ظاهري في الفقه، وأنه يعتمد في تصحيحه ولا يعتمد في تضعيفه، لأنه يتشدد في التضعيف ...

وهل وقفتم على مقدمة الجد على "معجم فقه ابن حزم الظاهري"؟، كما هل وقفتم على كتاب "الاجتهاد والمجتهدون بالأندلس والمغرب" للعلامة غبراهيم الكتاني؟ .. فأظن أن فيهما مما تحبون ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015