ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[31 - 07 - 07, 12:44 م]ـ
45 – حارثة بن مضرِّب العبدي. قال الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 446: حارثة بن مُضَرِّب عن، على، وعمر، وسلمان وعنه أبو اسحاق، وثقه يحيى، وقال أحمد: حسن الحديث، وقال ابن المدينى: متروك، كذا نقل ابن الجوزى.
وابن الجوزي ذكر ذلك في الضعفاء والمتروكون:1/ 185 حيث قال: حارثة بن مضرب يروي عن علي، قال ابن المديني: متروك الحديث.
وابن الجوزي تابع في ذلك للأزدي كما ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب: 2/ 145: ونقل ابن الجوزي في الضعفاء تبعا للأزدي أن علي بن المديني قال: متروك، وينبغي أن يحرر هذا.
ولقد حرره الحافظ في التقريب: 1/ 180: حارثة بن مضرب بتشديد الراء المكسورة قبلها غدا العبدي، الكوفي ثقة من الثانية غلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه.
إذاً فقد جزم ابن حجر ههنا أن من نقل ترك ابن المديني له هو من قبيل الغلط.
أما من وثق حارثة هذا فهم أكثر من حافظ وناقد، فابن حبان كما في اثقات: 4/ 182.
ووثقه كذلك ابن معين، ففي التاريخ رواية الدارمي: 1/ 90: - قلت:حارثة بن مضرب؟ فقال: ثقة.
ونقل هذا أيضاً عن ابن معين وعن غيره ابن أبي حاتم فقد قال في الجرح: 3/ 255: حارثة بن مضرب الكوفى روى عن عمر وعلى رضى الله عنهما روى عنه أبو إسحاق السبيعى سمعت أبى يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن انا ابراهيم بن يعقوب الجوزجانى فيما كتب إلى قال سألت احمد بن حنبل عن حارثة بن مضرب؟ فقال: حسن الحديث.
حدثنا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي قال: نا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت ليحيى بن معين: حارثة ابن مضرب؟ فقال: ثقة.
بل لقد نقل ابن حجر في التهذيب وغيره أن عدداً ممن صنف في الصحابة ذكره ضمنهم، فقال كما في التهذيب: وذكره أبو موسى [أي المديني] في ذيله على ابن مندة في معرفة الصحابة.
وقال في الإصابة: 2/ 162 رقم 1942 تحقيق البجاوي: حارثة بن مضرب بتشديد الراء المكسورة - العبدي له إدراك، ورواية عن عمر وعلي وغيرهما.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي ووثقه ابن معين وغيره وقد استدركه أبو موسى في الذيل لكونه قد أدرك.
إذاً فهذا الراوي إن لم نعده صحابياً فهو من كبار التابعين، روى عن أكابر الصحابة، كعمر وعلي، وابن مسعود، ووثقه هؤلاء العلماء الأعلام كابن معين، وأحمد، وابن حبان، وكذا العجلي وابن شاهين في كتب الثقات لهما، بالإضافة إلى رواية البخاري عنه في الأدب، وأصحاب السنن، ولم يُنقل تضعيفه عن أحد إلا ما ذكره الأزدي ونقله ابن الجوزي، وحكم ابن حجر بغلط من ذكر ذلك، فالراوي إذاً ثقة لايضره هذا الذي قيل، والقول فيه قول ابن حبان ومن وثقه والله الموفق.
يتبع إن شاء الله تعالى ........
ـ[ابو الطيب العراقي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 09:04 م]ـ
قال الإمام:ابن حزم رحمه الله تعالى:-
مناي من الدنيا علوم أبثها ** وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي** تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهدا ** إذا هيعة ثارت فأول نافر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبر ** بسمر العوالي والرقاق البواتر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى ** وأكرم موت للفتى قتل كافر
فيا رب لا تجعل حمامي بغيرها ** ولا تجعلني من قطين المقابر
مع الدعاء والثناءلك بظهر الغيب اخ محب
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:49 م]ـ
بارك الله فيك أبا الطيب العراقي، وجزاك خيراً على المرور، ولك الدعاء والثناء راجياً الله تعالى أن يجزل الأجر وينعم بعظيم الثواب لكل موحد غيور، حريص على بث العلم ونشره، وتبصير المسلمين وبخاصة الشباب منهم بدينهم، والدال على الخير كفاعله.
ـ[ابو الطيب العراقي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:08 م]ـ
باك الله فيك ومنكم نستفيد
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم أبا الطيب مرة أخرى، وكذا في جميع الأخوة الذين يهتمون بالبحث ويتابعونه.
46 – حامد بن آدم المروزي.
قال الذهبي في الميزان: 1/ 447: حامد بن آدم المروزي عن ابن المبارك، كذبه الجوزجاني (أحوال الرجال: ترجمة رقم: 381) وابن عدي، وعدَّه أحمد بن علي السلماني فيمن اشتهر بوضع الحديث، وقال: قال أبو داود السنجي: قلت لابن معين: عندنا شيخ يقال له: حامد بن آدم، روى عن يزيد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر رفعاه: ((الغيبة أشد من الزنا)) فقال: هذا كذاب لعنه الله.
وقال ابن عدي في الكامل: 3/ 461: حامد بن آدم المروزي من أهل مرو وكان يكذب ويحمق في كذبه سمعت بن حماد يحكيه عن السعدي.
وأضاف ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكون 1/ 186: وقال الأزدي: كذاب أحمق في كذبه.
وذكره ابن سبط العجمي في الكشف الحثيث: 88 وذكر كلام السلماني وابن معين في تكذيب هذا الرجل واتهامه بالوضع.
وبالرغم من هذا كله ذكره ابن حبان في الثقات وقال: 8/ 218: حامد بن آدم المروزي يروى عن بن المبارك وأبى غانم يونس ثنا عنه إبراهيم بن إسحاق القاضى وغيره، ربما أخطأ.
ولهذا تعقبه ابن حجر في اللسان: 3/ 163: فقال: ولقد شان بن حبان الثقات بإدخاله هذا فيهم، وكذلك أخطأ الحاكم بتخريجه حديثه في مستدركه.
قلت: بل البلية أن الحاكم قد روى له حديثاً وفي إسناده أيضاً أبو عصمة نوح الجامع، أي في إسناده كذابان ثم يأتي بعد ذلك ويستدرك على الشيخين أو أحدهما!!.
إذاً هذا الراوي متهم من قبل أكثر من ناقد، ولقد أيد هذا الاتهام عدد ممن ألفوا في الضعفاء، كابن عدي، وابن الجوزي، والذهبي، وابن حجر، وقبلهما الجوزجاني، والأزدي، ولهذا فلا مجال لتوثيقه، بل ولا حتى اقترابه من شاطئ الثقات، فالقول فيه قول من كذبه واتهمه، والخطأ لازم لابن حبان في توثيقه لهذا الراوي، والله أعلم.
ملحوظة: لم يرد توثيق هذا الراوي إلا عند ابن حبان كما مرَّ، وعند الخليلي في الإرشاد: 3/ 931، ومن سواهما يكذبه ويتهمه.
يتبع إن شاء الله تعالى .............
¥