ـ[عبدالله بن عبدالله التميمي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 04:18 م]ـ
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أما بعد
فهذا كتاب جمعت فيه ما ورد من الأحاديث والآثار في الحمام وبيان مافيها من علل , كتبته على عجل مع ضيق في الوقت فتم في زمن يسير والحمد لله وقد بحثت عن كتاب عُني بجمع أحاديث الحمام وتكلم على علل أحاديثه فلم أجد شيئاً فعقدت العزم مستعيناً بالله على القيام بذلك وقد كانت النية متجهة إلى أن يجعل في آخر الكتاب بعض المباحث الفقهية في الحمام لكن أرجأت ذلك لضيق الوقت والله أعلم.
أول من دخل الحمام
روى البيهقي في الشعب (6/ 160) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا: نأ أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد نا إبراهيم بن مهدي نا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي عن أبي بردة عن أبي موسى قال: رسول الله e(( أول من دخل الحمامات وصنعت له النورة سليمان بن داود فلما دخل وجد حره وغمه فقال: أوه من عذاب الله أوه ثم أوه قبل أن لا يكون أوه.))
قال البيهقي: تفرد به إسماعيل الأزدي. قال البخاري: لا يتابع عليه , وقال مرة: فيه نظر.
قلت: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 362) في ترجمة إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي حيث قال: قال لي حسن بن الصباح ثنا إبراهيم بن مهدي فذكره بالإسناد السابق بلفظ: ((أول من صنعت له الحمامات سليمان))
قال أبو عبد الله البخاري: فيه نظر لا يتابع فيه.
قلت: ورواه الطبراني في الأوسط (461) وابن عدي في الكامل (1/ 268) وابن أبي عاصم في الأوائل (134) والعقيلي في الضعفاء (1/ 84و85) ومسلمة بن القاسم في زوائده على مصنف ابن أبي شيبة (7/ 273) كلهم من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي عن أبي بردة به.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد. تفرد به إبراهيم بن مهدي.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلابه.
الأحاديث الواردة في الحمام
الحديث الأول
روى الإمام أحمد (6/ 199) وابن ماجه (3750) من طريق الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي المليح أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة فقالت: لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات. سمعت رسول الله e يقول:
((أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله)) وهذا لفظ ابن ماجه
ورواه الدارمي (2553) من طريق إسرائيل عن منصور بمثله ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه فرواه محمد بن جعفر كما عند أحمد (6/ 173) , وأبي داود (4010) , وأبو داود الطيالسي كما عند الترمذي (2803) كلاهما عن شعبة بمثل حديث الثوري وإسرائيل , ورواه حجاج بن محمد كما عند أحمد (6/ 173) عن شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي المليح عن رجل قال: دخل نسوة ... فأدخل بين عائشة وبين أبي المليح واسطة , وبهذا يتبين أن أبا المليح لم يسمع من عائشة هذا الحديث إنما سمعه من هذا الرجل المجهول وخالفهم جرير بن عبد الحميد كما عند أبي داود (4010) حيث رواه عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن عائشة وهكذا رواه عمر وبن مرة عن سالم بن أبي الجعد كما عند الدارمي (2553) بإسقاط أبي المليح , وعلى كل فالحديث معلول فإن كان ذكر أبي المليح محفوظاً فهولم يسمع هذا الحديث من عائشة وقد بينت رواية حجاج بن محمد عن شعبة ذلك , وإن قلنا إن ذكر أبي المليح غير محفوظ فالأمر ظاهر لأن رواية سالم بن أبي الجعد عن عائشة مرسلة والله أعلم.
ورواه البيهقي في الشعب (6/ 159) من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عمر بن الخطاب عن عائشة. قال البيهقي: منقطع.
قلت:وعبيد الله بن أبي جعفر ولد سنة ستين أي بعد وفاة عمر رضي الله عنه بسبع وثلاثين سنة.
¥