"زوائد المسند" (4/ 70)، وابن شاهين في "الترغيب" (94)، والطبراني في "الدعاء" (373) عن شيبان بن فروخ قالا: ثنا يزيد بن عياض بهذا. ويزيد متروك.
من وجوه الاختلاف في إسناده:
ما أخرجه الطيالسي (242، 243) قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر المدني، عن أبي ثفال، عن أبي حويطب بن عبد العزي، عن جدته، عن أبيها مرفوعاً فذكره.
كذا رواه الطيالسي.
وخالفه أبو أمية خلاد بن قُرة السدوسي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي ثفال، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا يؤمن بالله عبدٌ لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي عبدٌ لا يحب الأنصار".
فجعل الحديث من "مسند أبي هريرة".
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 98 - 99)، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" (1/ 306) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا أبو أمية خلادُ بن قرة به.
والطيالسي أوثق من خلاد بن قرة، بل هذا لا يُعرف من حاله ما يوجب الركون إلى خبره، ولكن الشأن في الحسن بن أبي جعفر، فإنه ضعيفٌ،
والله أعلم.
اللون الثاني: فرووه عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن النبي r به.
فلم يذكروا: "سعيد بن زيد".
قاله حفص بن ميسرة، وأبو معشر، وإسحاق بن حازم، ذكر ذلك الحافظ في "التلخيص" (1/ 74) نقلاً عن الدارقطني.
* قلتُ: الذي وقفت عليه من حديث حفص بن ميسرة وأبي معشر أنه ذكر "سعيد بن زيد" في روايته، فوافق بشر بن المفضل ومن معه.
أخرجه أحمد (4/ 70 و 381 - 382 و 6/ 383)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 6 /ل 192)، والطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 1)، وابن الجوزي في "الواهيات" (1/ 336 - 337) من طريق الهيثم بن خارجة، ثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها به.
وأما ما أشار إليه الدارقطني رحمه الله تعالى من مخالفة حفص بن ميسرة فلم أقف عليه حتى ننظر في حال الراوي عن حفص، فإن كان أوثق من خارجة بن الهيثم ترجحت عليه روايته، وإلا فالعكس، وإن تساووا في الحفظ فيكون حفص رواه على الوجهين، والله أعلم.
ثم وقفت على "علل الدارقطني" (ج1/ق130/ 2) فرأيته رواه من طريق سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة به، ولم يذكر "سعيد بن زيد".
والهيثم بن خارجة أوثق من سويد بن سعيد؛ لأن هذا تكلم فيه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وغيرهم.
وأما رواية أبي معشر:
فأخرجها الطبراني في "الدعاء" (ق 46/ 1) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو معشر البراء، ثنا ابن حرملة، أنه سمع أبا ثفال، يقول: سمعت رباح ـ أو رياح: شك المقدمي ـ ابن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، يقول: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا لا يحب الأنصار".
* قلتُ: هكذا روى أبو معشر، فوافق بشر بن المفضل في ذكره
"سعيد ابن زيد". ولكن اختلف في سنده.
فأخرجه أحمد (6/ 382) قال: حدثنا يونس أبو معشر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب،
عن جدته، مرفوعاً فذكرته بمثله مع تقديم وتأخير.
فسقط ذكر "سعيد بن زيد".
* قلتُ: ويظهر أن هذا الاختلاف من أبي معشر، واسمه يوسف بن يزيد، وذلك لثقة من روى عنه.
أما يوسف، فقد ضعفه ابن معين.
وقال أبو داود: "ليس بذاك".
وقال أبو حاتم: "يُكتبُ حديثه".
ووثقه محمد بن أبي بكر المقدمي، وابن حبان.
وأما رواية إسحاق بن حازم:
فقال ابن حاتم في "العلل" (ج2 / رقم 2589):
"سألتُ أبي عن حديثٍ رواه أسد بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن إسحاق بن حازم ـ أو خازم، شكَّ أسدٌ ـ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن بن شيبان، عن أمه بنت زيد بن نفيل، قالت: قال رسول الله r : " لم يُحبب الله من لم يُحبني، ولم يحبني من لم يحب الأنصار، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن يذكر اسم الله عليه". قال أبي:: هذا خطأٌ في مواضع. والصحيح: عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح
بن عبد الرحمن بن حويطب، عن جدته، عن أبيهما سعيد بن زيد،
عن النبي r". أهـ
¥