وأبو جابر والحسن ضعيفان. والصحيح في هذا ما أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 220) قال: حدثنا هشيم وعبد الرزاق (3427، 3428) عن معمر والثوري ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى النبي r ، فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيقوم فيصلي معه؟ ".

وهذا مرسل صحيح الإسناد.

3 - حديث عُصمة بن مالك t :

أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج17 / رقم 479) قال: حدثنا أحمد بن رشد بن المصري، والدارقطني (1/ 277) عن إسحاق بن داود بن عيسى المروزي قالا: ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي، نا الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك قال: كان رسول الله r قد صلى الظهر وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يصلي، فقال رسول الله r : " ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيصلي معه؟ ".

والفضل بن المختار منكر الحديث.

4 - وأخرج أحمد (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، ثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، قال: دخل رجل المسجد، فصلى، فقال رسول الله r : " ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال: فقام رجل فصلى معه، فقال: رسول الله r : " هذان جماعة".

وهذا مرسل صحيح الإسناد.

والحاصل أنه لم يصح في هذا الباب مرفوعاً إلا حديث أبي سعيد الخُدري t وقد تقدم ذكر عدة مراسيل صحيحة الإسناد، مختلفة المخارج، يقوي بعضها بعضاً.

وممن صلى الجماعة الثانية من السلف: أنس بن مالك t .

أخرجه البخاري (1/ 131) معلقاً، ووصله أبو يعلي (4355) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد، عن الجعد أبي عثمان قال: مرَّ بنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة، فقال: أصليتم؟ قال: قلنا: نعم، وذاك صلاة الصبح، فأمر رجلاً فأذن وأقام، ثم صلى بأصحابه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 321) والبيهقي (3/ 70) عن يونس ابن عبيد، وابن أبي شيبة (2/ 322) قال: ثنا إسماعيل بن عُليَّة، وعبد الرزاق (3416، 3417) عن معمر وجعفر بن سليمان، والبيهقي (3/ 70) عن أبي عبد الصمد العمي، كلهم عن أبي عثمان بهذا.

وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) من طريق سليمان

ابن حرب، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس فذكره وقال: "إنه دخل مسجد البصرة".

وإسناده صحيح جليل.

وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 402 - 403) من طريق مبارك بن فضالة قال: كنت في مسجد الساج إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت وقد صلوا العصر، فقيل لهم: إنهم قد صلوا، فأذن ثابت، وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم.

وفي إسناده نظر.

وقال ابن حزم في "المحلى" (4/ 238): "وهذا مما لا يُعرّفُ فيه لأنس مُخالِفٌ من الصحابة رضي الله عنهم".

* قُلتُ: وأعله بعضهم بالاضطراب لاختلاف اسم المسجد، وهو محمولٌ على تعدد القصة لتعدد الرواة عن أنس، وقد صح مثل هذا من جماعة من التابعين مثل عطاء بن أبي رباح، وقتادة، وعدي بن ثابت، والحسن البصري، ومكحول .. وآخرين، وأسانيدها عند عبد الرزاق، وابن أبي شيبة وغيرهما.

* قُلتُ: ويضاف إلى ما تقدم ما فهمه البخاري رحمه الله تعالى إذ ذكر أثر أنس المتقدم تحت باب: "فضل صلاة الجماعة"، وأن الجماعة الثابتة ينطبق عليها اسم "صلاة الجماعة" فكل الأحاديث التي حضت على فضل صلاة الجماعة تشملها، وهذا خيرٌ من أن يصلي المرء وحده،

والله تعالى أعلم.

نفس المصدر السابق القتوي رقم (7)

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:19 ص]ـ

-كنت في مجلس مع بعض الأفاضل، فجرى بيننا الحديث في مسائل علمية، فكان منها: أن خبر الواحد لا يصلح في باب الاعتقاد، وأن ذلك هو قول جماهير العلماء؛ لأنه خبر مظنونٌ والعقيدة لابد فيها من الخبر القطعي، وهذا لا يكون إلا قرآناً

أو حديثاً متواتراً، ثم قرأ علينا كلاماً من كتاب لأحد العلماء المتأخرين ذائع الصيت، واسمح لي أن أذكره لك بنصه؛ لأننا لما قرأناه لم ندرِ جواباً، واعفني من ذكر اسم العالم أو ذكر كتابه. قال هذا العالم:

"أما الزعم بأنه ـ يعني خبر الواحد ـ يفيد اليقين كالأخبار المتواترة، فهي مجازفة مرفوضة. وقد قال لي أحد المتمسكين بأن خبر الواحد يفيد اليقين: إن المدرس وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على التعليم وإن السفير وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على أخبار دولته، وإن الصحافي في الحديث الذي ينقله يؤتمن على ما يذكره ... إلخ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015