بل قد حدث هذا في زمان النبي r ، فقد روى سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: جاء رجل وقد صلى النبي r فقال: "أيكم يتَّجر على هذا؟ " فقام رجل فصلى معه.

أخرجه الترمذي (220)، وابن خزيمة (1932)، وابن أبي شيبة (2/ 320)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (4/ 238)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) عن عبدة بن سليمان، وأحمد (3/ 45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأحمد أيضاً (3/ 5)، وأبو يعلي (1057)، وابن حبان (2399) عن ابن أبي عدي، وعبد بن حميد في "المنتخب" (936)، والبيهقي (3/ 69) عن محمد بن يشر العبدي، كلهم عن سعيد بن

أبي عروبة، عن سليمان الناجي بهذا الإسناد.

قال ابن حزم: "لو ظفروا بمثل هذا، لطاروا به كل مطار".

يعني: لصحته وظهور دلالته.

وتوبع سعيد بن أبي عروبة.

تابعه وهيب بن خالد، فرواه عن سليمان الناجي بسنده سواء.

أخرجه أبو داود (574)، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 67)، والحاكم (1/ 209)، والبيهقي (3/ 68 - 69) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، وأحمد (3/ 64)، والدارمي (1/ 258)، والبيهقي في "المعرفة" (5629) عن عفان بن مسلم والدارمي (1/ 258)،

وابن الجارود في "المنتقى" (330)، والبيهقي في "سننه" (3/ 68)،

وفي "المعرفة" (5628) عن سليمان بن حرب، والطبراني في "الصغير" (606، 665) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحي، كلهم عن وهيب بن خالد، عن سليمان الناجي بهذا.

قال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، وقد احتج به مسلم وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصلٌ في إقامة الجماعة في المساجد مرتين".

* قلتُ: كذا قال! وسليمان الناجي ليس هو ابن سحيم، ويقال: سليمان الأسود أبو محمد البصري كما ذكر البخاري في "علل الترمذي الكبير"

(ص 210)، وثقه ابن معين، وابن المديني، وأحمد بن صالح

في آخرين، ولم يحتج به مسلم، إنما احتج بمسلم بن سحيم، ولم يخرج له إلا حديثاً واحداً (479/ 207، 208) في مرض النبي r ، أما قول الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252) بأن سليمان الناجي

غير معروف فمردود بما سبق.

ورواه عن بن عاصم، قال: أخبرنا سليمان الناجي بهذا بلفظ:

صلى رسول الله r بأصحابه الظهر، قال: فدخل رجلٌ من أصحابه، فقال النبي r : " ما حبسك يا فلان عن الصلاة؟ " قال: فذكر شيئاً اعتل به. قال: فقام يُصلي، فقال رسول الله r : " ألا يتصدق رجلٌ على هذا فيصلي معه؟ قال: فقام رجلٌ من القوم فصلى معه.

أخرجه أحمد (3/ 85). وعليُّ بن عاصم تكلم فيه أحمد وغيره من النقاد، وأجمعُ كلامٍ فيه ما قاله يعقوب بن شيبة ـ فيما رواه عن الخطيب في "تاريخه" (11/ 446 - 447) قال: "سمعت عليُّ بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأِ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك، وتركه الرجوع عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدَّث به، من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الورَّاقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص، وقد كان رحمة الله علينا وعليه من

أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفاتٌ تُفسِده".انتهى

* قلتُ: وقد ورد أن الذي صلى مع هذا المتأخر: أبو بكر الصديق t .

أخرجه أبو داود في "المراسيل" (28)، ومن طريقه البيهقي (3/ 69 - 70) قال: حدثنا محمد بن العلاء، نا هشيم ـ يعني ابن بشير ـ

نا خطيب بن زيد، عن الحسن قال: فقام أبو بكر فصلى معه، وقد كان صلى مع رسول الله r .

وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.

وثمة شواهد أخرى لحديث أبي سعيد t :

1- حديث أبي أُمامة t :

أخرجه أحمد (5/ 254) قال: حدثنا عليُّ بن إسحاق، وأيضاً (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، وأبو يعلي في "مسنده" كما في

"إتحاف الخيرة" (1746) عن محمد بن بكار، والطبراني في "الكبير"

(ج8 / رقم 7857) عن سريج بن النعمان، أربعتهم: ثنا ابن المبارك، ثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله ابن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن النبي r رأى رجلاً يصلي فقال: "ألا رجلٌ يتصدق على هذا فيصلي معه؟ "، فقام رجل فصلى معه، فقال

رسول الله r : " هذان جماعة".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015