أخرجه الطبراني في "الكبير" (411 ـ جزء منه) قال: حدثنا المقدام ابن داود قال: حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي عيسى الخراساني: سليمان بن كيسان، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن سلام مرفوعاً: "الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام".
وقال: "إن أبواب الربا اثنان وسبعون حوباً، أدناها كالذي يأتي أمه في الإسلام".
* قلتُ: وابن لهيعة ضعيفٌ، وسليمان بن كيسان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/137 - 138) ولم يذكر فيه شيئاً وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 392).
وخالفه معمر بن راشد، فرواه عن عطاء الخرساني، أن عبد الله بن سلام قال: "الربا اثنان وسبعون حوباً، أصغرها حوباً كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهمٌ من الربا كبضعٍ وثلاثين زنية".
أخرجه البيهقي في "الشعب" (5514)، عن أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا عبد الرزاق، وهذا في "مصنفه" (15344) قال: أخبرنا معمرٌ بهذا.
وعند البيهقي: "أشد من بضعٍ وثلاثين زنية". وزاد: قال: ويأذن له في القيام، البر والفاجر يوم القيامة، إلا آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".
هكذا رواه معمر موقوفاً.
* قلتُ: وهذا أشبه من المرفوع، وإن كان الموقوف لا يصح أيضاً، فقد سُئل ابن معين: عطاء الخُراساني لقيَ أحداً من أصحاب رسول الله r؟ قال: "لا أعلم". وقال أحمد: "لم يسمع من ابن عباس، ولا من ابن عمر شيئاً". وقال أبو زرعة: "لم يسمع من أنس".
فإذا كان الأمر كذلك، فلا يصح له سماعٌ من عبد الله بن سلام، فإن عبد الله بن سلام مات بالمدينة سنة (43هـ)، ومات ابن عباس سنة (68هـ)، وابن عمر سنة (73)، وأنس سنة (93)، فإذا كان لم يسمع من هؤلاء مع تأخر وفاتهم، فعدم سماعه من عبد الله بن سلام أولى، والله أعلم.
تاسعاً: حديث علي بن أبي طالب t :
أخرجه ابن شيبة في "المصنف" (6/ 561) قال: حدثنا ابن فُضيل، عن ليث، عن الحكم، عن عليِّ، قال: "لدرهمُ ربا أشد عند الله من ستٍ وثلاثين زنية". موقوفٌ.
وسنده ضعيفٌ جداً، وليث هو ابن أبي سُليم ضعيف، والحَكمُ بن عُتبة لم يُدرك علي بن أبي طالب، والله أعلم.
عاشراً: حديث عبد الله بن حنظلة t :
أخرجه أحمد (5/ 255)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/ 288)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 246)، والدارقطني (3/ 16) والبزار (3381 ـ البحر)، عن يحيى بن يزداد، قالا: ثنا حسين بن محمد، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة t ، قال: قال رسول الله r : " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلمُ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية". قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي r إلا عن عبد الله بن حنظلة عنه، وقد رواه بعضهم، عن ابن أبي مليكة، عن رجل، عن عبد الله
بن حنظلة". كذا قال! وفيما مضى يردُّ عليه. وهذا الوجه أحدُ وجوه الاختلاف على ابن أبي مليكة في إسناده كما مرَّ في حديث عائشة رضي الله عنها، والصحيح أنه عن كعب الأحبار كما مرَّ تحريره، والله أعلم.
ثم اعلم ـ أيها المسترشد ـ أن هذا الحديث باطلٌ، ولم يُصب من قَوَّاه، مثل السخاوي رحمه الله، فإنه ذكر طرقه في "الفتاوى الحديثة" (1/ 133) وقال: "الحديث لا يكون من شرط الصحيح، بل يكون حسناً؛ لأن له شواهد أخرى لا بأس بها".
كذا قال! وقد مرَّ بك طرق الحديث وشواهده، ولا يُقوِّي بعضُها بعضاً لشدة ضعفها.
وما أحسن ما قاله ابن الجوزي عقب ذكره الحديث في "الموضوعات": "واعلم أن مما يَرُدُّ صحة هذه الأحاديث، أن المعاصي إنما يُعلَمُ مقاديرها بتأثيرها، والزنا يُفسِدُ الأنسابَ، ويَصرِفُ الميراثَ إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا تؤثر لقمة ربا، لا تتعدى ارتكابَ نهيٍ، فلا وجهَ لصحة هذا". انتهى
* قُلتُ: فهذا ما انتهى إليه بحثي حول درجة هذا الحديث، وقد أثبتُ بالبرهان بطلانه، وأنه لا يصح إلا موقوفاً، وليس له حكم المرفوع، كما لا يخفى على أرباب هذه الصناعة، وأما شيخنا رحمه الله تعالى فهو العَلَمُ المُفرَدُ في هذا الفن، ولكن كلُّ أحدٍ يُؤخذُ من قوله ويترك إلا النبي r ، وما استفدنا هذه الفائدة إلا من شيخنا الألباني رحمه الله تعالى، فقد هز العقول، وأنار البصائر، وأنقذنا الله تعالى به من رانِ التقليد بغير دليل، فرحمةُ الله تعالى تتْرىَ عليه، وعلى سائر أهل العلم.
نفس المصدر السابق رقم6
ـ[عبدالعزيز السلطان]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال عن حديث.
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
رواه مسلم.
ما صحته ... وما صحة قول الامام مالك انه تخصيص شوال بدعه شكرا جزيلا
¥