كتاب (العقد) في الميزان

ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[22 - 07 - 10, 12:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أبحث عن خطب معاوية رضي الله عنه، فوقعت عيني على بعض خطبه في كتاب (العقد الفريد)؛ وكدت أن أنقل منه؛ لولا أن منّ الله عليَّ فوجدت هذا البحث النافع في موقع صيد الفوائد فأحببت مشاركتكم به.

وعندي إستفسار؛ هل هناك كتب موثوقة أجد فيها خطب الرسول صلّى الله عليه وسلّم والصحابة رضي الله عنهم موثقة بالمناسبة (جمعة، عيد، .... )؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

(صاحب الكتاب)

صنفه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي الأندلسي مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ولد سنة (246هـ) ونشأ بمدينة قرطبة وكان في شرخِ شبابه صاحب لهو وطرب ثم رجع في كبره عن ذلك. وجاء في معجم الأدباء لياقوت ـ رحمه الله تعالى: ولأبى عمر أيضا أشعار كثيرة سماها الممحصات وذلك أنه نقض كل قطعة قالها في الصبا والغزل بقطعة في المواعظ والزهد) (1/ 614)

.قال عنه ابن كثيرـ رحمه الله تعالى ـ (كان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين .. ويدل كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحد من بني أمية وهذا عجيب منه لأنه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم)] البداية والنهاية (11/ 230) [وقال في موضع آخر ـ رحمه الله تعالى ـ: (كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت).] البداية والنهاية (10/ 433) توفي سنة (328هـ) عفا الله عنا وعنه.

(كتاب العقد حسناته وسيئاته)

وكتاب العقد (مخلوط صحيحه بواهيه محذوف الأسانيد والرواة واعتمدَ على مصادر لا يجوز النقل منها إلا بعد تثبت ولم يعتمد مؤلفه في النقل منها إلا الطرفة والملحة إذ في كتابه ميل إلى الفكاهة والدعابة ونزوع إلى القصص والنوادر والنكات فتراه في كتابه يذكر الكثير من ذلك أو لا يستنكف عن ذكر بذيء اللفظ وسافل المعنى ورغم ذلك فإن المسحة الأدبية تبدو قوية في كتابه بحيث يشعر بها كل من يقرأ (العقد) أو يتصفحه).

] كتب حذر منها العلماء (2/ 44) [

وأثنى على كتابه الإمام ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ فقال: (وكتابه العقد يدل على فضائلَ جمة وعلوم كثيرة مهمة).] البداية والنهاية (11/ 230) [

وقال الشيخ عائض القرني عن الكتاب: (وهو من أحسن الكتب فوائد) وذكر ثلاث ملاحظات عليه فقال:

1/أنه يورد كثيرا من الأحاديث الموضوعة والباطلة ثم لا يعلق عليها.

2/الرجل شيعي يتكلم في بني أمية ويزري عليهم خاصة الصدر الأول كمعاوية وابنه.

3/أنه يفحش في باب النساء وفي بعض الأبواب كأبواب الحمقى والمتماجنين. وهذا لا يليق بالمسلم الأديب الذي يريد الله والدار الآخرة. [اقرأ باسم ربك ص:222]

وما ورد في (العقد) من العظائم يحطُ من قدر المؤلِّف والمؤلَّف فقد ملأ كتابه بأحاديث ضعيفة ـ كما ذكر الشيخ عائض ـ وأخبار واهية وأنقص من قدر آل البيت (1) والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بنقله أكاذيب يتورع عنها العامة ويمجُها من به ذرة من عقل فكيف بالصحابة الذين هم أفضل البشر بعد الأنبياء فأنت حين تقرأ ما ذكره عن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقشعر جلدك ويضيق صدرك وتتمنى لو لم ينظر إليه طرفك ولا تملك إلا أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتسأل الله السلامة والعافية وأن يتجاوز عنا وعنه. (3)

(كذبه على أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ)

أولا: كذبه على أمير المؤمنين ذي النورين ـ رضي الله عنه ـ

وذكر أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لما ولي قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم أُرتج عليه فقال:

(أيها الناس: إن أول مركب صعب، وإن أعش فستأتيكم الخُطب على وجهها، وسيجعل الله بعد عسر يسرا)] العقد الفريد (4/ 156 ـ 157) [

وذكرها في موضع آخر من (العقد) تحت هذا العنوان (من أُرتج عليه في خطبته) وقال: (أول خطبة خطبها عثمان بن عفان أُرتج عليه).] العقد الفريد (4/ 231) [

وأوردها الجاحظ المعتزلي في (البيان والتبيين) بصيغة أخرى فقال:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015