الحكم على حديث «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه». للشيخ ناصر النجار الدمياطي

ـ[أبو عمرو الأثري]ــــــــ[20 - 07 - 10, 11:30 ص]ـ

قال ?: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه».

قلت: حديث ضعيف.

روى هذا الحديث ابن عمر، وابن أبى أوفى، وأبو هريرة، وابن عباس، وأنس.

أولاً: أحاديث ابن عمر:

أخرجه الطبرانى فى «الكبير» (11/ 301)، وفى «الأوسط» (5915)، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، قال: ثنا محفوظ بن بحر الأنطاكى، قال: حدثنا الوليد بن عبد الواحد التميمى، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جير، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ?: «ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات.

فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

وأما المنجيات: فالعدل فى الغضب والرضى، والقصد فى الفقر والغنى، وخشية الله فى السر والعلانية.

وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء فى السيرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات.

وأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام، وصلاة بالليل والناس نيام».

ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن جبير، إلا عطاء بن دينار، ولا عن عطاء إلا ابن لهيعة، تفرد به: الوليد بن عبد الواحد، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمى فى «المجمع» (1/ 49)، وقال: رواه الطبرانى فى «الأوسط» وفيه ابن لهيعة ومن لا يُعرف.

قلت: هذا سند ضعيف جدًّا.

محمد بن عبد الله هو الحضرمى - شيخ الطبرانى الحافظ المعروف- «بمُطيِّن».

وفى الإسناد

1 - محفوظ بن بحر الأنطاكى:

قال ابن عدى: سمعت أبا عروبة يقول: كان محفوظ يكذب.

وروى له حديثاً ثم قال: إلا أن محفوظًا له أحاديث يوصلها، وغيره يرسلها وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات.

ومع ذلك ذكره ابن حبان فى «الثقات» (9/ 204)، وقال: مستقيم الحديث.

2 - الوليد بن عبدالواحد التميمى.

مجهول لا يعرف قاله الألبانى.

لم أقف له على ترجمة فيما بين يدىّ من مصادر ولا وقف الشيخ الألبانى عليه.

3 - ابن لهيعة وفيه خلاف طويل، وكبير وآراء كثيرة إلا أنى أذهب لتضعيفه مطلقاً والله أعلم.

4 - وفى سماع عطاء بن دينار من سعيد بن جبير كلام.

قال أحمد بن صالح: هو من ثقات أهل مصر، وتفسيره فيما نرى عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير.

وقال العلائى، وقال أبوحاتم: كتب عبدالملك بن مروان إلى سعيد بن جبير أن يكتب إليه تفسير القرآن فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه، فأخذه عطاء من الديوان فرواه. أهـ.

وقال المزى فى ترجمة عطاء روى عن سعيد بن جبير (وقيل لم يسمع منه).

ثانياً: حديث ابن أبى أوفى:

أخرجه البزار (2858/البحر)، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: أخبرنا محمد بن سليمان، قال: أخبرنا إسماعيل بن زكريا، حدثنى محمد بن عون عن يحيى بن عقيل عن ابن أبى أوفى مرفوعًا.

قلت: وهذا سند ضعيف جدًّا أيضًا فيه:

محمد بن عون الخراسانى:

قال ابن معين وأبو داود: ليس بشئ.

وقال البخارى: منكر الحديث.

وقال النسائى: ليس بثقة، وقال فى موضع آخر: متروك الحديث.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث.

وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث.

ثالثاً: حديث أبى هريرة:

أخرجه البيهقى فى «الشعب» (7003)، أخبرنا أبو الحسين على بن أحمد بن عمر المقرى ابن الحمامي ببغداد، نا إسماعيل بن على الخطبى، نا محمد بن أحمد بن النصر أبو بكر، نا عبيدالله بن محمد، حدثنى بكر بن سليم الصواف، عن أبى حازم، عن الأعرج، عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: «ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، فأما المنجيات فتقوى الله فى السر والعلانية، والقول بالحق فى الرضا والسخط، والقصد فى الغنى والفقر، وأما المهلكات فهوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه، وهى أشدهن».

قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه.

بكر بن سليم الصوفى.

قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه وذكره ابن حبان فى الثقات.

وقال ابن عدى: يحدث عن أبى حازم وغيره ما لا يوافقه أحد عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.

وقال عثمان الدارمى عن يحيى: ما أعرفه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015