والصحيح عن حماد بن زيد عن ايوب موقوفا،وكذا ابو صمرة عن موسى بن عقبة كما في الفتح لابن رجب (4_317).

قلت:ومما تقدم يتبين ان الحديث الراجح فيه الوقف كما اشار ابو داود والدارقطني،وقد تفرد برفعه حماد بن سلمة عن ايوب وخالف حماد بن زيد وهو اثبت الناس في ايوب الذي يقول فيه ابو زرعة:حماد بن زيد اثبت من حماد بن سلمة بكثير واصح حديثا واتقن.

والذي يقول فيه ابن معين:ليس احد اثبت في ايوب منه وقال:ومن خالفه من الناس جميعا فالقول قوله في ايوب كما في التهذيب لابن حجر،ولا يضره ماقال الامام احمد: ماعندي اعلم بحديث ايوب حماد بن زيد وقد اخطأفي غير شيء.

وما قال يعقوب بن شيبة (:حماد بن زيد اثبت من ابن سلمة وكل ثقة غير ان ابن زيد معروف يقصد في الاسانيد ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقفه،وكان جليلا لم يكن له كتاب يرجع اليه،فكان احيانا يذكر فيرفع الحديث واحيانا يهاب الحديث ولا يرفعه،وكان من المتثبتين في ايوب خاصة).كما في التهذيب لابن حجر.

فانت ترى انهما قد اثبتا له مزية الحفظ عن حماد بن سلمة بن سلمة وخاصة في ايوب، واما ما ذكر من خطئه فما من حافظ الا وهو يخطىء،وأما ما ذكر من شكه وقصره للاسانيد فهو محمول على رواية عن غير ايوب،وعلى العموم لم يقم دليل على خطئه في هذا الحديث او انه شك فيه بل ماتقدم من طرق الحديث ورواية الحفاظ له موقوفا كمالك وابن جريج وعبيد الله وموافقته لهم يدل على حفظه له.

واما متابعة ابراهيم بن طهمان لحماد بن سلمة ففي اسنادها رجل لم يوثقه معتبر،وقد خالف ابراهيم ابو صمرة الليثي فرواه موقوفا كما في رواية حماد بن زيد كما ذكره الدارقطني والله اعلم.

ولحماد بن سلمة متابعات اخرى ولكنها لاتسمن ولا تغني من جوع منها:

ماخرجه احمد (2_123) ثنا الحكم بن نافع ثنا اسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك،

واخرجه البخاري في جزئه (111) حدثنا محمد بن مقاتل اخبرنا عبد الله حدثنا اسماعيل به موقوفا ولفظه (كاك اذا فتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه واذا رفع راسه من الركوع).

واخرجه الدارقطني (1_295) حدثنا ابو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عثمان بن ابي شيبة ثنا اسماعيل ابو عتبة به مرفوعا،ولفظه نحولفظ الحكم بن نافع الا انه لم يذكر الرفع عند السجود.

قلت: الحديث من طريق اسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان واسماعيل،رواياته عن الحجازين صعيفة ولقد اضطرب فيه، فنارة يرويه موقوفا،وتارة يرويه مرفوعا،وتارة يجعله من حديث ابي هريرة،وتارة يجعله من حديث ابن عمر،وقد حكى الدارقطني الخلاف في الحديث ورجح انه من حديث ابن عمر فقال: (وهو اشبه الاقاويل بالصواب،لان الحديث محفوظعن ابن عمر بهذا اللفظ) العلل (10_289).

ومنها ما اخرجه الطبراني في الاوسط: (1_83) حدثنا احمد بن ابراهيم قال:حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال:حدثنا مسامة بن علي عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه واذا كبر واذا سجد.

قلت:ومسلمة بن علي هو الخشني،قال الحافظ بن حجر:متروك.

ومنها ما اخرجه الطبراني في الاوسط ايضا (9_191) وبه حدثنا عباد قال حدثنا عبد الله بن محرز عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند كل تكبيرة في الصلاة وعلى الجنازة.

وقال: ولم يرو هذا الحديث عن نافع وعلى الجنازة الا عبد الله بن محرز تفرد به عباد بن صهيب به.

قال الهيثمي:وهو الصحيح خلا قوله على الجنائز رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن محرز مجهول المجمع (3_39).

فهذا اسناد واه،فعبد الله بن محرز هو عبد الله بن محرز الجزري،قال الحافظ بن حجر متروك،ومحرر تصحيف،وهو في مجمع البحرين عل الصواب (2_418)، وعباد بن صهيب هو بصري قال الذهبي:احد المتروكين وللمزيد راجع ترجمته في الميزان والكامل لابن عدي واللسان للحافظ بن حجر،وصهيب ابن عباد لم اقف له على ترجمة الا انه ذكر في ترجمة عباد بن صهيب قال عبدان:لم يكذبه الناس وانما لقنه صهيب بن محمد بن صهيب آحاديث في اخر الامر.انتهى من اللسان.

وموسى بن عيسى الجزري لم اقف له على ترجمةايصا.

ومنها ماخرجه الطبراني في الاوسط (1_39) حدثنا احمد بن عبد الوهاب قال:حدثنا ابي قال:حدثنا الجراح بن مليح عن ارطاة بن المندر عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند التكبير للركوع وعند التكبير حين يهوي ساجدا،وقال:لم يرو هذا الحديث عن ارطاة الا الجراح.

وقال الهيثمي:هو في الصحيحخلا قوله عند التكبير حين يهوي ساجدا مجمع البحرين (2_107).

قلت:فيه الجراح بن مليح الرؤاسي وقد تصحف الى الجراح بن فليح في المطبوعة وهو في المجمع على الصواب،وهو ضعيف على اقل احواله ولاغ فقد ذكره الدارقطني انه،لا يعتبر به.

ومنها ماخرجه العقيلي (2_68) حدثنا محمد بن زكريا قال:حدثنا رزق الله بن موسى،قال حدثنا يحي بن سعيد القطان،قال:حدثنا مالك ابن انس عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه اذا فتتح الصلاة واذا ركع واذا رفع راسه من الركوع،وقال:لم يتابع على رفعه.

قال الذهبي:وقد وهم فرفع حديثا يرويه يحيى القطان والاجلة قال العقيلي في حديثه وهم الميزان ترجمة رزق الله بن موسى.

وقال ابن رجب:وقد رفعه بعضهم عن مالك ولا يصح.

ونقل عن الدارقطني قوله:ان عبد الله بن نافع وخالد بن مجلد واسحاق الجندي رووه عن مالك مرفوعا،قال ولا يصح ذلك في حديث مالك عن ابن غمر.

وقال:وهذا وهم على مالك في رفعه ولفظه الفتح (4_316).

كتبه الشيخ ابو عزيز حسن قي رسائل حديثية،فأرجوا من مشائخنا الكرام ان يسددونا لما فيه الصواب

وجزاهم الله كل خير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015