تنبيه: ذكر حديث جابر هذا الشيخ في الصحيحة شاهدا لحديث أبي هريرة ثم قال: وذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 124) من طريقه وقال عن أبيه: " هذا خطأ إنما هو محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم " يعني أنه مرسل ولم يبين السبب وعلى التسليم به هو شاهد حسن مسندا ومرسلا اهـ
أقول: لم يبين أبو حاتم سبب الخطأ لأنه جلي عنده وهي المخالفة كما سيأتي وقد وقفت عليها بحمد الله وهذا يقوي التسليم لأقوال أيمة العلل في كثير من الأحاديث التي أعلوها ولم يظهر لنا وجه علتها فإن عدم إبداء العلة لا يدل على عدم وجودها كما في هذا الحديث وغيره والله أعلم وقد خفي على الشيخ أيضا خلاف آخر على الثوري سيأتي ذكره
وقال الشيخ أيضا: ثالثا: أوهم [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53890#_ftn1) أن الحديث ضعيف و ليس كذلك بالنظر إلى طريق أبي هريرة فهو حسن كما تقدم ويزداد قوة بحديث جابر! و الله أعلم اهـ
أقول: حديث أبي هريرة ضعيف كما سبق والصحيح أنه مرسل وحسبنا أن العقيلي ساق الرواية المرفوعة في مناكير ابن ثوبان أما حديث جابر فهو منكر قطعا والمحفوظ فيه الإرسال ولا أرى تقوية أحد المرسلين بالآخر فإن في المرسل الأول بعض الضعف فأبو قرة السلولي لا يعلم فيه توثيق معتبر والله أعلم
ثم قال الشيخ: ومن جناية (الهدام) على السنة تضعيفه لهذا الحديث في تعليقه على إغاثة اللهفان وتصدير تخريجه إياه بقوله (1/ 56): ضعيف ولعله قول لبعض السلف!! فيقال له اجعل (لعل) عند ذاك الكوكب فإن جل طرقه مرفوعة وأولها حسن لذاته ونحوه حديث جابر ولكن الرجل مبتلى بالشذوذ العلمي! اهـ
أقول: لم أعرف هذا الهدام الذي أشار إليه الشيخ فإن كان من أهل البدع فلا قرت عينه لكن أرى من الإنصاف العدل في الحكم مع الموافق والمخالف ومن ذلك أن كلام هذا الرجل على هذا الحديث أسد من كلام الشيخ وما أبداه الشيخ لتصحيح الحديث مرفوعا فيه نظر ظاهر فكون جل طرق هذا الحديث مرفوعة لا يدل على أنه محفوظ مرفوعا وهذا واضح جلي وقد تقدم تخريج بعضها وسيأتي تخريج الباقي إن شاء الله وبيان عللها
وقد حسن الشيخ حديث أبي هريرة وقد ضعفه العقيلي وابن القطان وناهيك بهما وليس قول أحدهما بأولى من الآخر إلا بحجة واحتمال قول المخالف في مثل هذا لازم لقوة الخلاف ووجاهة المخالف وحسن الشيخ أيضا حديث جابر وهو منكر كما سبق أعله أبو حاتم والدارقطني وابن الجوزي والله أعلم
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53890#_ftnref1) المناوي في الفيض
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53890#_ftnref1) يحيى بن عبد الأعظم هو يحيى بن عبدك وقد تقدت روايته
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 02:02 ص]ـ
ورواه مهران بن أبي عمر عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل»
أخرجه ابن أبي الدنيا في الزهد وعنه ابن الأعرابي في الزهد
وأخرجه ابن الأعرابي في الزهد أيضا ثنا السراج
وأخرجه الدارقطني في العلل ثنا أبو القاسم البغوي
وأخرجه ابن الجوزي في علله من طريق محمد بن هارون أربعتهم قالوا ثنا محمد بن حميد ثنا مهران بن أبي عمر ثنا سفيان الثوري به
ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان
وهذا الوجه منكر أيضا عن سفيان
محمد بن حميد هو الرازي حافظ متهم ومهران بن أبي عمر سيء الحفظ وهو أحسن حالا من ابن حميد ولعل الوهم من ابن حميد والله أعلم
وخالف أبا عامر العقدي ومهران بن أبي عمر الحافظ الثبت يحيى بن سعيد القطان فرواه عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها»
أخرجه أحمد في الزهد
وأخرجه أبو داود في المراسيل ثنا محمد بن بشار قالا ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان به
يحيى بن سعيد أحد حفاظ الدنيا وهو من أثبت الناس في سفيان وروايته كشفت علة هذا الحديث وبينت أن المحفوظ فيه الإرسال وهو الذي صححه أيمة العلل وقد تقدم قول ابن أبي حاتم لما ذكر رواية ابن المنكدر عن جابر: سمعت أبي يقول هذا خطأ إنما هو محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم اهـ
وفي العلل للدارقطني (14/ 69) س 3427: وسئل عن حديث المنكدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله.
فقال: يرويه مهران عن الثوري عن ابن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وخالفه أبو عامر العقدي رواه عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر وكلاهما غير محفوظ اهـ
يتبع إن شاء الله تعالى بحديث يسر خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 03:57 ص]ـ
زادك الله علما وفهما، ووفقك، وقد كنت كتبت فيه شيئا، لكن لا مزيد على ما كتبت، ونحن بانتظار تكملتك، سددك الله والهمك رشدك وكان الله لك.
¥