قلتُ: فكأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث، فإنه رواية الحسين بن السري عنه، فإنه مثله، بل أشد ضعفاً، قال الذهبي: ضعفه أبو داود، وقال أخوه محمد: لا تكتبوا عن أخي، فإنه كذاب. وقال أبو عروبة الحراني: هو خال أبي، وهو كذاب، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني. وقال الحافظ ابن كثير في التفسير: هذا حديث منكر لا يعرف من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك. ونقل نحوه المناوي عن العقيلي. ونقل عنه الحافظ في تهذيب التهذيب أنه قال: لا أصل له عن ابن عيينة وليس هذا في نسختنا من الضعفاء للعقيلي، والله أعلم. اهـ.

192/ 72 - قول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله من خير الناس بعدك؟ قال: (أبو بكر) قلت: فمن خير الناس بعد أبي بكر؟ قال: عمر، قالت فاطمة: يا رسول الله، لم تقل في علي شيئاً قال: يا فاطمة، علي نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئاً؟).

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدي: خالد يضع الحديث على الثقات. وقال أبو الفتح الأزدي: كذاب. قال الدار قطني: محمد بن المهدي ضعيف.

193/ 73 - حديث: (يا علي، لو أن عبداً عبد الله ألف عام وكان له مثل أحد ذهباً، فأنفقه في سبيل الله، وحج ألف سنة على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثم لم يوالك لم يرح رائحة الجنة ولم يدخلها).

موضوع، ذكره الذهبي في ترجمة محمد بن عبد الله البلوي وقال: هذا من أباطيله وقال: إنه كذبه ابن الجوزي.

194/ 74 - قول أنس رضي الله عنه: كان علي بن أبي طالب عليه السلام مريضاً فدخلت عليه، فإذا عنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان، فجلست عنده، فما كان إلا ساعة، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس في مكان، وجعل ينظر في وجهه، فقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: يا نبي الله لا نراه إلا لمائت. فقال: "لن يموت هذا ولن يموت إلا مقتولاً".

قال ابن الجوزي: قال الدار قطني: انفرد به ناصح، ولم يروه عنه غير إسماعيل ابن أبان. ثم قال ابن الجوزي: قلت: وأما ناصح فقال يحيى: ليس بثقة. وقال الفلاس متروك الحديث، وأما إسماعيل فقال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة فتركناه. وقال يحيى وأبو حاتم الرازي: هو كذاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي والدار قطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يضع على الثقات.

195/ 75 - قول إبراهيم بن علقمة والأسود أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين، فقلنا: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم، وبمجيء ناقته تفضلاً من الله، وإكراماً لك، حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله؟ فقال: يا هذان إن الرائد لا يكذب أهله. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي: بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم يوم الجمل: طلحة، والزبير. وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم- يعني معاوية وعمراً – وأما المارقون فهم أهل الطرفاوان، وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهرونات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: يقتلك الفئة الباغية) وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس غيره فاسلك مع علي، فإنه لن يدليك في ردى، ولن يخرجك من هدى، يا عمار، من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفاً أعان به عدواً على علي قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار) قلنا له: يا هذا حسبك يرحمك الله، حسبك يرحمك الله!

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلاشك. وأما المعلى بن عبد الرحمن فقد ضعفه ابن المديني , وذهب إلى أنه كان يضع الحديث , وقال أبوحاتم هو متروك. وقال أبوزرعة: ذاهب الحديث.

وأما أحمد بن عبدالله المؤدب , فقال ابن عدي: كان بسامر يضع الحديث , وقال الدارقطني: يترك حديثه , وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس في روايته: أحمد بن محمد بن يوسف عن المطيري , وقال شعبة: قلت للحكم بن عتيبة شهد أبو أيوب مع علي صفين؟ فقال: لا , ولكن شهد معه قتال النهر.أ. هـ.

قال الشوكاني: وأما حديث " تقتل عمار الفئة الباغية " فهو في صحيح البخاري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015