ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 06:01 ص]ـ
2 - وكذلك الحافظ السيوطي! قد أكثر في جملة تصانيفه من العزو إلى الرافعي فيما يكون عنده معلَّقًا غير موصول!
وتجد ذلك بكثرة في كتابه الكبير (جمع الجوامع / أو الجامع الكبير)، وكذا فيما ينقله عنه المتقي الهندي في (كنز العمال)! وكذا في (الجامع الصغير).
ويكفي هنا أن نذكر مثالا فردًا من هذا القبيل فنقول: أورد السوطي في الجامع الصغير [1/رقم/419 / مع فيض القدير] حديث ابن عباس مرفوعًا: (إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك فاذكر عيوب نفسك) ثم عزاه إلى الرافعي في (تاريخه)!
وهذا الحديث قد أورده الرافعي في ترجمة (سعد الله بن عبد الرشيد بن أبي عنان الطاؤسي) من تاريخه [3/ 38 - 39/الطبعة العلمية] فقال: (سمع - يعني سعد الله هذا - صحيح مسلم من أبي القاسم عبد الله بن حيدر، وكذلك الأربعين لإمام الحرمين الجويني بسماعه من الفراوي عن الإمام فيما سمعه من عبيد الله بن حيدر بن أبي القاسم بهمدان حديثه عن سهل بن إبراهيم المسجدي ثنا أبو سعيد الخشاب ثنا أبو بكر الجوزقي ثنا ثنا أبو العباس الدغولي ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن يحيى بن مجاهد [كذا في الأصل! والصواب: عن أبي يحيى عن مجاهد] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر نفسك).
فهذا كما ترى مُعلَّقًا! لم يذكر الرافعي سنده إلى هذا السعد!
وإنما صواب العزو أن يُقال: أخرجه إمام الحرمين في (الأربعين) كما في (تاريخ قزوين).
أو يقال: أخرجه الرافعي - مُعلقًا - من طريق سعد الله - أو إمام الحرمين به ...
ولم يفطن الإمام الألباني إلى هذا كله!
فقال عن هذا الحديث في الضعيفة [رقم / 6975]: (أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين (3/ 29) من طريق عبيد الله ابن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً ... )!
كذا قال! وقد عرفتَ ما فيه؟!
3 - وكذلك العالم المحدث محمد بن يوسف الشامي صاحب (السيرة الشامية الكبرى) المعروفة باسم: (سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد).
فله في هذا الكتاب جملة من الأوهام في هذا الصدد! حيث كان يعزو للرافعي ما يكون عنده مُعلَّقًا! أو منسوبًا إلى من أخرجه من الحفاظ والمحدثين!
وأكتفي هنا بأنموذج واحد فأقول:
قال الشامي في (سيرته الكبرى) [10/ 75/الطبعة العلمية]: (روى الخليل بن عبد الجبار في فضائل قزوين، والرافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها: قزوين، من بات بها ليلة احتسابا مات شهيدا، وبعث مع الصديقين في زمرة النبيين حتى يدخل الجنة).
وهذا الحديث: علَّقه الرافعي في تاريخه [1/ 20] فقال: (روى الخليل بن عبد الجبار - وقد أجاز لمن أجاز عن أميركا بن زيتارة - ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد ثنا محمد بن هبيرة الغاضري ثنا سلم بن قادم ثنا سليمان بن عوف النخعي ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به ... ).
فالصواب أن يقال: أخرجه الخليل بن عبد الجبار في (فضائل قزوين) كما في (تاريخ الرافعي) من طريق سليمان بن يزيد به ...
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 06:04 ص]ـ
4 - وكذا للمُناوي أوهام من هذا القبيل في كتابه (فيض القدير)!
منها: قوله في تخريج حديث ابن عمر مرفوعًا: (أتاني جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد كن عَجَّاجًا ... ) من الفيض [3/ 337] فقال بعد أن حكى عزْو السيوطي للحديث إلى القاضي عبد الجبار في (أماليه الحديثية): (وكذا رواه عنه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين بإسناده!).
كذا قال! ولم يفعل شيئًا! وإنما علقه الرافعي في تاريخه [3/ 337] فقال في ترجمة (علي بن أحمد الجصاصي): (سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد مجالس من أماليه فيها ثنا القاسم بن علي المالكي ..... ) وساق إسناد القاضي.
فالصواب أن يُقال: أخرجه القاضي عبد الجبار بن أحمد في (أماليه) كما في (تاريخ قزوين). فانتبه لهذه الأوهام يا رعاك الله.
5 - وكذا أكثر الإمام الألباني من تلك الغفلة في (كتبه) كإكثار السيوطي منها!
¥