" وهذا حديث لا يصح؛ أما الطريق الأول: ففيه هلال أبو جبلة، وهو مجهول، وفيه الفرج بن فضالة: قال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به. أما الطريق الثاني: ففيه علي

ابن زيد: قال أحمد ويحيى: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: يهم ويخطئ؛ فاستحق الترك. وفيه مخلد بن عبد الواحد: قال ابن حبان: منكر الحديث جداً، ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات ".

قلت: ويحتمل عندي أنه (هلال بن عبد الرحمن) المتقدم برقم (5)، والذي استنكر حديثه العقيلي. والله أعلم.

ومن الغرائب ما نقله الغماري عن السخاوي قال:

" وذكر الشيخ العارف أبو ثابت محمد بن عبد الملك الأيلي ... أن هذا الحديث وإن كان غريباً عند أهل الحديث؛ فهو صحيح لا شك فيه ولا ريب، حصل له العلم القطعي بصحته من طريق الكشف في كثير من وقائعه وأحواله ".

قلت: وغمز من هذا الكلام الحافظ السخاوي بقوله - وهو من تمام نقل الغماري -:

" كذا قال! والعلم عند الله تعالى ".

قلت: ووجهه الاعتراف بأن الخلاف بين أهل الحديث - فضعفوه -، وبن أهل التصوف - فصححوه بطريق الكشف -، وهذا هو الذي حمل الغماري على أن يسود تسع صفحات كبار في تخريج، الحديث، ويحشر فيه ما هب ودب؛ موهماً بذلك تقوية الحديث على طريقة حفاظ الحديث، حتى وصل به الأمر أن يستقوي بعلي

ابن بشر الذي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فزعم أنه قال:

" رأيت في الجنة ذئباً ". متجاهلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم:

" من حدث عني بحديث يرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذبين".

رواه مسلم وغيره.

وبهذه المناسبة؛ انظر فصلاً هاماً في كتابي " تمام المنة " (ص 32 - 34) بعنوان " لا يجوز ذكر الحديث إلا مع بيان ضعفه ". فتحته كلام هام لابن حبان وابن عبد الهادي في التحذير من رواية الأحاديث الضعيفة والسكوت عنها. ومما تقدم يتضح وضوحاً لا خفاء فيه أن الرجل يخالف علم الحديث تأصيلاًقوله صلى الله عليه وسلم:

" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب! منعته الطعام والشهوة؛ فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه. قال: فيشفعان".

وهو مخرج في " تمام المنة " (ص 394).

وقوله صلى الله عليه وسلم:

" ان سورة في القرآن ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له؛ وهي: {تبارك الذي بيده الملك} ".

وهو مخرج في " التعليق الرغيب " (2/ 222/ 1)، وفي رواية فيه برقم (4) بلفظ:

" من قرأ {تبارك الذي بيده الملك} كل ليلة؛ منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر".

فهذان أصلان يشهدان لما ذكرت من الفضائل الخاصة. فأين الأصول التي تشهد لما جاء في هذا الحديث المنكر؟!

الحق، والحق أقول - إن شاء الله -: أن مثل هذا الحديث المتعدد الأنواع، إنما ينوء بحفظه الرواة الثقات؛ أمثال: سعيد بن المسيب والزهري؛ كحديث الإسراء والمعراج. وحديث أبي بكر في الصدقات؛ وأمثالهما من الأحاديث الطوال، ويكون سائر الرواة معروفين بالثقة والحفظ والضبط؛ فأين من هؤلاء رواة هذا الحديث المنكر الذين أحسنهم حالاً ابن جدعان الراوي عن (سعيد)، وقد عرفت ما قالوا فيه، وغيره أسوأ حالاً منه - كما سبق -. فكيف يكون الحديث عظيماً صحيحاً؟!

وبهذه المناسبة أقول للعدل والحق:

لقد أعجبني صنيع الشيخ عبد الله الغماري - شقيق مؤلف " المداوي " - أنه لم يورد الحديث في كتابه " الكنز الثمين " - مع كثرة الأحاديث الضعيفة التي فيه -؛ فكأنه لم يعجبه قعقعة أخيه ومحاولة تصحيحه؛ فشكر الله له؛ ان كان هذا هو السبب!

وبالمقابل عجبت من أحد أفاضل كبار العلماء؛ حيث بنى عليه خطبة من خطبه، وقدّم له بمقدمة وجيزة ووصفه بـ (الحديث العظيم) تقليداً لابن تيمية وابن القيم، وسكوت الشيخ إسماعيل الأنصاري عليه في تعليقه على " الوابل

الصيب "؛ فلعل الفاضل يعيد النظر في الحديث، ويتبع فيه أقوال الأئمة النقاد الذين أجمعوا على استنكاره، فإنهم المرجع في هذا الأمر؛ لاختصاصهم به، والفاضل معنا في ذلك، والحمد لله. وبالله التوفيق.

ـ[مختار بلال]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:59 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيرا أخي جهاد

وزادك علماً وحكمة ..

ـ[راجية الجنة]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:14 ص]ـ

السلام عليكم

الأخ جهاد وفقه الله

أين أجد كلام الألباني وتعليقه على الأحاديث لدي برنامج المكتبة الكبرى للألباني وأجد الحكم عامة بمعنى الحديث ضعيف فقط أو حسن وأنا أود كلام الألباني نفسه على السند والمتن

وفقك الله لكل خير

ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:35 م]ـ

السلام عليكم

أخ مختار بلال هدا تخريج آخر مقتبس من موقع الدرر السنية:

الراوي: عبدالرحمن بن سمرة المحدث: ابن تيمية - المصدر: المستدرك على المجموع - الصفحة أو الرقم: 1/ 99

خلاصة الدرجة: أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث

--------------------------------------------------------------------------------

4 - خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في صفة بالمدينة فقال إني رأيت البارحة عجباً رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه رد ملك الموت عنه

الراوي: عبدالرحمن بن سمره المحدث: ابن الملقن - المصدر: شرح البخاري لابن الملقن - الصفحة أو الرقم: 28/ 273

خلاصة الدرجة: حسن جداً

يمكنك التأكد بكتابة جزء من الحديث النبوي في الموسوعة الحديثية في أيقونة البحث وهدا هو الرابط

www.dorar.net

طور بواسطة نورين ميديا © 2015