ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[15 - 05 - 09, 10:18 م]ـ
قد كتب وألقى أحد مشايخي الكرام في هذا الموضوع على شكل دورة علمية. وسأنزلها لكم على حلقات.
وأرغب منكم المداخلات والتعقيبات والإفادات حول هذه الحلقات.
وإلى الحلقة الأولى، وقبلها:
مقدمة الشارح
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه مجالس أمليتها في الدورة الشرعية التي أقامها مكتب الدعوة في محافظة الزلفي لعام 1429 هـ وقد كانت بعنوان " كيف تخرج حديثا وتحكم عليه " وقد أمليتها إملاء في أربعة مجالس فرغب الأخ عبد العزيز المسعود جزاه الله خيرا تفريغها ليعم نفعها لطلبة العلم فقام مشكورا بتفريغ الأشرطة وقد كنا نعتمد في التخريج المكتبة الشاملة دون الرجوع إلى أصول الكتب اغتناما للوقت ولأن الغرض هو معرفة الطريقة وليس الحكم النهائي على الحديث فله مكان آخر
أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سليمان بن خالد الحربي
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن علم تخريج الأحاديث والحكم عليها من أعظم العلوم وأهمها لأن ثمرته تمييز كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم من غيره، وقد اجتهد علماء السنة قديما وحديثا في التنويع في التأليف في هذا العلم ولما رأيت صعوبة هذا النوع عند الطلبة أعني كيف يخرج الطالب حديثا ثم يحكم عليه أحببت أن أشارك في تسهيله على الطلبة من خلال هذه الدورة
وسنأخذ في هذه الدورة ما ييسر على كل طالب أراد أن يخرج الحديث ويحكم عليه وكيف يفرق بين كتب الحديث فما عليك أيها الطالب إلا أن تسير معي بتأن وتتأمل ما أقول
وقبل أن نبدأ أنبهك على أمر بالغ الأهمية وهو أن هذه الدورة توضح لك الطريقة بوضوح ولكنها لا تخولك أن تبدأ بالتخريج وتقارع الكبار وتخطئ الأئمة في أحكامهم قبل أن تتمرس عدة سنوات بالتخريج لأنه ينقصك الخطوة الخامسة من هذه الخطوات وهي معرفة الرواة وممارسة مروياتهم وهذا يحتاج منك إلى خبرة قوية لا تحصلها إلا بعد عدة سنوات والله الموفق
فأبدأ مستعينا بالله فأقول:
أولا: عندنا مصطلحات لابد أن نحررها، فكثير من الطلبة المبتدئين يحتاجون إلى تحريرها وثق أنك إذا ضبطت هذه المصطلحات وفرقت بينها انفتح لك بابا عظيما في هذا الفن وهي:
كتب الحديث،والمصادر الأصلية للأحاديث،وكتب تخريج الأحاديث، وكتب فهارس الحديث.
أولاً: مصطلح " كتب الحديث ":
هي أعمّ كلمة فسيدخل فيها كل المصطلحات السابقة، ككتب المصادر الأصلية للأحاديث، وكتب تخريج الأحاديث، وكتب فهارس الحديث. فمثلا: بلوغ المرام وصحيح البخاري من كتب الحديث لكن زاد المستقنع ليس كتابا حديثيا ولا يدخل في هذا المصطلح
ملاحظة: فيه نوع مهم من التأليف فهناك كتب تذكر أسانيد بعض المصادر، فهذه لا بد
أن يكون عندي اطلاع عليها فهذه من كتب الحديث.
ما الفائدة من هذه الكتب؟
فائدتها أنها قد يُروى فيها من الكتب المفقودة، فمثلاً الحافظ ابن رجب _ رحمه الله _ من أهمية كتبه أنه أحياناً يذكر لك أسانيد كتب مفقودة، فيذكر لك مثلاً إسناد بقي بن مخلد، ومسنده مفقود، وكذلك كتب الحافظ ابن كثير _ رحمه الله _، خاصةً مسند الفاروق يذكر أسانيده، وكذلك الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ في كتابه " الإصابة " يذكر أسانيد كتبٍ مفقودة.
فمهمٌ أن تعرف الكتب التي تذكر بعض أسانيد الكتب المفقودة.
ثانياً: مصطلح " المصادر الأصلية للحديث ":
هو أحد المعاني لتعريف الحديث المسند كما في المصطلح: وهو أن يتحمّل الإسناد بصيغة التحمّل، أي الاتصال هذا هو الذي نعنيه ومر معنا هذا في شرح البيقونية
إذاً المصادر الأصلية: هي الكتب التي يرويها صاحبها بالإسناد من مبتدأه إلى منتهاه إلى الرسول r أو إلى الصحابة بصيغة تحمّل ما.
فهذه الكتب هي التي سأبحث عنها لأخرّج حديثا ما.
مثال المصادر الأصلية:كتاب صحيح البخاري ومسلم ومصنف عبدالرزاق _ رحمهم الله _ وغيرهم.
إذا: كتاب الأذكار وكتاب رياض الصالحين للنووي، هل هما من المصادر الأصلية؟
¥