ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:44 م]ـ

بيان جميل أخي الكريم بارك الله في علمك هل من منتقد؟

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:58 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛

الأخ الكريم أحمد الأقطش، أحب أن أشارك فيما طرحته وإن كنت غير نشيط لذلك إلا أن ثمة أشياء في بحثك تحتاج إلى تنبيه، وسأورد ذلك تباعاً في مشاركات منفصلة لأني لن أستطيع البقاء طويلاً على الإنترنت ولكن كلما تهيأ وقت كتبت ما رأيت أنه يحتاج إلى تنبيه، فأقول:

1 - أولاً: بحثك يدل على أنك تعتبت عليه فأسأل الله أن يأجرك على ذلك.

2 - ثانياً: هذا الذي أكتبه لك إنما هو من باب المدارسة للعلم ليس إلا.

3 - ثالثاً: بالنسبة للتبيهات فهي كما يلي؛

أ) التنبيه الأول: طريقة منهجك في مناقشة أهل العلم تدل على أنك متحمس جداً، فلو حاولت طرح ما عندك مع مراعاة التلطف في العبارات كان ذلك أولى فيما أحسب.

ب) التنبيه الثاني: يتضح من أسلوبك في رد الحديث المبالغة في ذلك، بحيث لا تتردد في وصفه بالوضع والبطلان، في حين أن النقاد الكبار كابن المديني والبخاري لم يذكروا فيه إلا مجرد التعليل الذي لا يظهر منه الجزم بالبطلان، والحديث أخرجه أئمة آخرون سوى مسلم في كتبهم كالإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبري وغيرهم، ولو كان الحديث باطلا عندهم لما أخرجوه دون بيان.

وهذا يدل على أن ما استشكلته ليس مشكلاً عندهم، أو على الأقل لا يوجب الجزم عندهم بالاستشكال، وما ذاك فيما أحسب إلا لصعوبة إدراك كنه خلق الله للكائنات بشكل مفصل، لا سيما والأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض ليست كأيامنا كما هو معلوم.

يتبع ...

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:06 م]ـ

ج) التنبيه الثالث: أن ينبغي لنا التنبه إلى أن سبب بعض انتقاد لهذا الحديث إنما هو مخالفة متنه في الظاهر للقرآن، ولذلك اختلف ابن المديني والبخاري في تعيين العلة في الإسناد، ولو كان الإشكال في الإسناد نفسه لما اختلفوا، وعليه فمرد انتقادهم للإسناد انتقادهم للمتن، ومن ثم يمكن إجمال الانتقاد الوارد على هذا الحديث من جهتين؛ المتن، وهي السبب الرئيسي في الانتقاد، والإسناد، وهي مترتبة على التي قبلها، غير أني سأبدأ بالانتقاد الموجه للإسناد أولاً، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه، وسأثني بالانتقاد الموجه للمتن، ثم ما يمكن أن يجاب به عليه.

يتبع غدا إن شاء الله ...

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:09 م]ـ

تصحيح العبارة السابقة

ج) التنبيه الثالث: أنه ينبغي لنا التنبه إلى أن سبب انتقاد بعض النقاد لهذا الحديث إنما هو .. والباقي سواء

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:31 م]ـ

بيان جميل أخي الكريم بارك الله في علمك هل من منتقد؟ أكرمك الله وزادك من فضله. منذ أن طرحتُ هذا الموضوع وأنا أنتظر الأجلاء من أهل العلم لينقدوا العبد الفقير ويبصّروه بزلاّته.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:39 ص]ـ

الأخ الكريم أحمد الأقطش، أحب أن أشارك فيما طرحته وإن كنت غير نشيط لذلك إلا أن ثمة أشياء في بحثك تحتاج إلى تنبيه، وسأورد ذلك تباعاً في مشاركات منفصلة لأني لن أستطيع البقاء طويلاً على الإنترنت ولكن كلما تهيأ وقت كتبت ما رأيت أنه يحتاج إلى تنبيهبدايةً .. شكر الله لك إسهامك في هذا الموضوع، وجزاك خيراً على ما ستقدمه من تنبيهات، نفعنا الله بعلمك وجعلنا من الذين يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنه.

أولاً: بحثك يدل على أنك تعتبت عليه فأسأل الله أن يأجرك على ذلك. أعزّك الله، إنما مِثلي متطفلٌ على موائد أهل العلم.

ثانياً: هذا الذي أكتبه لك إنما هو من باب المدارسة للعلم ليس إلا. أحسن الله إليك على تواضعك الجمّ، ومَن أنا حتى أُدارَس!

ثالثاً: بالنسبة للتبيهات فهي كما يلي؛

أ) التنبيه الأول: طريقة منهجك في مناقشة أهل العلم تدل على أنك متحمس جداً، فلو حاولت طرح ما عندك مع مراعاة التلطف في العبارات كان ذلك أولى فيما أحسب. أصبتَ، ولكنني لم أقصد تجريحاً بقولي "أخطأ" أو "زعم" أو "باطل"، فأنا تعاملتُ مع الأقوال لا مع الرجال. وإن كان اللينُ في الحديث أولى بالطبع، وتنبيهك في موضعه.

ب) التنبيه الثاني: يتضح من أسلوبك في رد الحديث المبالغة في ذلك، بحيث لا تتردد في وصفه بالوضع والبطلان، في حين أن النقاد الكبار كابن المديني والبخاري لم يذكروا فيه إلا مجرد التعليل الذي لا يظهر منه الجزم بالبطلان، والحديث أخرجه أئمة آخرون سوى مسلم في كتبهم كالإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والطبري وغيرهم، ولو كان الحديث باطلا عندهم لما أخرجوه دون بيان.

وهذا يدل على أن ما استشكلته ليس مشكلاً عندهم، أو على الأقل لا يوجب الجزم عندهم بالاستشكال، وما ذاك فيما أحسب إلا لصعوبة إدراك كنه خلق الله للكائنات بشكل مفصل، لا سيما والأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض ليست كأيامنا كما هو معلوم.

إبراهيم بن أبي يحيى كذاب عند أئمة النقد، فإذا أحال أحدُهم الحديثَ عليه فما معناه؟ قال ابن المديني: ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). اهـ

وقد وصفه ابن القيم بأنه من الأحاديث الموضوعة وذلك في المنار المنيف: ((وسُئلتُ: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن يُنظر في سنده؟)) فذكر من بين الأمور التي يُعرف بها الحديث الموضوع: ((مخالفة الحديث صريح القرآن)) ومثَّل له بأحاديث منها حديث خلق التربة.

وقد وصفه مِن قبلُ ابنُ تيمية في مجموع الفتاوى فقال: ((معلول قدح فيه أئمة الحديث))، ((غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه)). كما استشكل متنَه ابنُ كثير فقال: ((في متنه غرابة شديدة)).

أما قولك إن مَن صحَّح الحديث - كمسلم وابن خزيمة وغيرهما - لم يستشكلوا المتن، فتحصيل حاصل: إذ كيف يصحّحونه ثم يستشكلونه! ولو كان المتن مشكلاً لديهم لما صحّحوه. وعدمُ استشكالهم ليس بحُجّة، بل صريح القرآن الكريم يرُدّه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015