مثل أنس بن مالك وشبهه من أصاغر الصحابة، فهم مع العشرة في طبقة واحدة باعتبار أنهم كلهم صحابة، وعلى هذا فالصحابة كلهم طبقة واحدة.
وباعتبار السوابق إلى الدخول في الإسلام، تكون الصحابة بضع عشرة طبقة كما تقدم في نوع " معرفة الصحابة " فلا يكون أنس بن مالك وشبهه في طبقة العشرة من الصحابة.
4 - ماذا ينبغي على الناظر فيه:
ينبغي على الناظر في علم الطبقات أن يكون عارفاً بمواليد الرواة ووفياتهم، ومن رووا عنه، ومن روى عنهم.
5 - أشهر المصنفات فيه:
أ) كتاب " الطبقات الكبرى " لابن سعد.
ب) كتاب " طبقات القراء " لأبي عمرو الداني.
ج) كتاب " طبقات الشافعية الكبرى " لعبد الوهاب السبكي.
د) تذكرة الحفاظ للذهبي.
معرفة الموالي من الرواة والعلماء
ـ 19 ـ
1 – تعريف المولي:
أ) لغة: الموالي جمع مولي، والموالي من الأضداد فيطلق علي المالك والعبد، والمُعْتِق والمُعْتَق ().
ب) اصطلاحاً: هو الشخص المحالف، أو المعتق، أو الذي أسلم علي يد غيره.
2 – أنواع الموالي:
أنواع الموالي ثلاثة وهي:
أ) مولي الحِلْف: مثل الإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي، فهو أصبحي صليبة، تيمي بولاء الحلف، وذلك لأن قومه " أصبح " موالي لتيم قريش بالحِلف.
ب) مولي العَتَاقة: مثل أبو البختري الطائي التابعي، واسمه سعيد بن فيروز، هو مولي طييء، لأن سيده كان من طييء فأعتقه.
ج) مولي الإسلام: مثل محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، لأن جده المغيرة كان مجوسياً فأسلم علي يد اليمان بن أخنس الجعفي، فنسب إليه.
3 - من فوائده:
الأمن من اللبس. ومعرفة المنسوب إلى القبيلة نسباً أو ولاء. ومن ثم ليتميز المنسوب إلى القبيلة ولاء عمن يشاركه في اسمه من تلك القبيلة نسباً.
4 - أشهر المصنفات فيه:
صنف في ذلك أبو عمر الكِنْدي بالنسبة إلى المصريين فقط.
معرفة الثقات والضعفاء من الرواة
ـ 20 ـ
1 - تعريف الثقة والضعيف:
أ) لغة: الثقة لغة المُؤتمن. والضعيف ضد القوي. ويكون الضعف حسياً ومعنوياً.
ب) اصطلاحاً: الثقة: هو العدل الضابط والضعيف: هو اسم عام يشمل من فيه طعن في ضبطه أو عدالته.
2 - أهميته وفائدته:
هو من أَجَلَّ أنواع علوم الحديث. لأنه بواسطته يُعْرَف الحديث الصحيح من الضعيف.
3 - أشهر المصنفات فيه وأنواعها:
أ) مصنَّفات مًفْرَدَة في الثقات: مثل كتاب " الثقات " لابن حِبَّان، وكتاب " الثقات " للعِجْلي.
ب) مصنفات مُفْرَدَة في الضعفاء: كثيرة جداً. كالضعفاء للبخاري والنسائي والعُقَيْلي والدارقطني. ومنها كتاب " الكامل في الضعفاء " لابن عدي.وكتاب " المغني في الضعفاء " للذهبي.
ج) مصنفات مشتركة بين الثقات والضعفاء: وهي كثيرة أيضاً.منها: كتاب " تاريخ البخاري الكبير " ومنها كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، وهي كتب عامة للرواة. ومنها كتب خاصة ببعض كتب الحديث. مثل كتاب " الكمال في أسماء الرجال " لعبد الغني المقدسي، وتهذيباته المتعددة التي للمِزي والذهبي وابن حجر والخزرجي.
معرفة أوطان الرواة وبلدانهم
ـ 21 ـ ِ
1 - المراد بهذا البحث:
الأوطان جمع وطن. وهو الإقليم أو الناحية التي يولد الإنسان أو يقيم فيها، والبلدان جمع بلد، وهي المدينة أو القرية التي يولد الإنسان أو يقيم فيها.
والمراد بهذا البحث هو معرفة أقاليم الرواة ومدنهم التي ولدوا فيها أو أقاموا فيها.
2 - من فوائده:
ومن فوائده التمييز بين الاسمين المتفقين في اللفظ إذا كان من بلدين مختلفين وهو مما يُحتاج إليه حفاظ الحديث في تصرفاتهم ومصنفاتهم.
3 - إلى أي شيء يَنْتَسب كلٌ من العرب والعجم؟
أ) لقد كانت العرب قديماً تنتسب إلى قبائلها، لأن غالبيتهم كانوا بدواً رحلاً، وكان ارتباطهم بالقبيلة أوثق من ارتباطهم بالأرض، فلما جاء الإسلام، وغلب عليهم سكنى البلدان والقرى انتسبوا إلى بلدانهم وقراهم.
ب) أما العجم فإنهم ينتسبون إلى مدنهم وقراهم من القديم.
4 - كيف ينتسب من انتقل عن بلده؟
أ) إذا أراد الجَمع بينهما في الانتساب: فليبدأ بالبلد الأول ثم بالثاني المنتقل إليه، ويحسن أن يُدخل على الثاني حرف " ثم " فيقول مَنْ وُلد في حَلَبَ وانتقل إلى المدينة المنورة: " فلان الحلبي ثم المدني " وعلى هذا عملُ أكثر الناس.
ب) وإذا لم يًرِدِ الجمع بينهما: له أن ينتسب إلى أيهما شاء. وهذا قليل.
5 - كيف ينْتسب من كان من قرية تابعة لبلدة؟
أ) له أن ينتسب إلى تلك القرية.
ب) وله أن ينتسب إلى البلدة التابعة لها تلك القرية.
ج) وله أن ينتسب إلى تلك الناحية التي منها تلك البلدة أيضاً.
ومثال ذلك: إذا كان شخص من" الباب " وهي تابعة لمدينة " حلب " وحلب من " الشام " فله أن يقول في انتسابه: فلان البابي أو فلان الحلبي، فلا الشامي.
6 - كم المدة التي إن أقامها الشخص في بلد نُسِبَ إليها؟
أربع سنين، وهو قول عبدالله بن المبارك.
7 - أشهر المصنفات فيه:
أ) يمكن أن نعتبر كتاب " الأنساب " للسمعاني الذي تقدم من مصنفات هذا النوع لأنه يذكر الانتساب إلى الأوطان وغيرها.
ب) ومن مظان ذكر أوطان الرواة وبلدانهم كتاب " الطبقات الكبرى " لابن سعد.
هذا آخر ما يسر الله في هذا الكتاب وصلى الله عليه وسلم سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد الله رب العالمين.
¥