ينقسم المضطرب بحسب موقع الاضطراب فيه إلى قسمين مضطرب السند ومضطرب المتن، ووقوع الاضطراب في السند أكثر.

مضطرب السند: ومثاله: حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله أَرَاكَ شِبْتَ، قال " شَيَّبَتْني هٌوْدٌ وأخواتها "

قال الدارقطني: " هذا مضطرب،فانه لم يُرْوَ إلا من طريق أبي اسحق، وقد أُخْتُلِِفَ عليه فيه على نحو عشرة أوجه، فمنهم من رواه مرسَلا، ومنهم من رواه موصولاً، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، وغير ذلك، ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض والجمع متعذر.

مضطرب المتن: ومثاله: ما رواه الترمذي عن شَرِيك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: " سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: إن في المال لَحَقا سِوَي الزكاة " ورواه ابن ماجة من هذا الوجه بلفظ " ليس في المال حق سوي الزكاة " قال العراقي " فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل ".

5 - مِمَّن يقع الاضطراب؟

أ) قد يقع الاضطراب من راو واحد، بأن يَرْوِي الحديث على أوجه مختلفة.

ب) وقد يقع الاضطراب من جماعة، بأن يَرْوِي كل منهم الحديث على وجه يخالف راوية الآخرين.

6 - سبب ضعف المضطرب:

وسبب ضعف المضطرب أن الاضطراب يُشْعِر بعدم ضبط رواته.

7_ أشهر المصنفات فيه:

كتاب " المُقْتَرِب في بيان المضطرب " للحافظ ابن حجر.

المٌصَحَف

1 - تعريفه:

أ) لغة: اسم مفعول من " التصحيف " وهو الخطأ في الصحيفة ومنه " الصَّحَفِيٌّ " وهو من يخطئ في قراءة الصحيفة فيغير بعض ألفاظها بسبب خطئه في قراءتها.

ب) اصطلاحاً: تغيير الكلمة في الحديث إلى غير ما رواها الثقات لفظاً أو معني.

2 - أهميته ودقته:

هو فن جليل دقيق، وتَكْمُنُ أهميته في كشف الأخطاء التي وقع فيها بعض الرواة، وإنما ينهض بأعباء هذه المهمة الحُذَّاق من الحفاظ كالدارقطني.

3_ تقسيماته:

قسم العلماء المُصَحف إلى ثلاثة تقسيمات، كل تقسيم باعتبار، وإليك هذه التقسيمات:

باعتبار مَوْقِعِهِ: ينقسم المُصَحَّف باعتبار موقعه إلى قسمين وهما:

تصحيف في الإسناد: ومثاله: حديث شعبة عن " العَوَّام ابن مُرَاجِم " صحفهُ ابن مَعِين فقال: عن " العَوَّام بن مُزاحم ".

تصحيف في المتن: ومثاله حديث زيد بن ثابت أن النبي صلي لله عليه وسلم " احْتَجَزَ في المسجد .... " صَحَّفَهُ ابن لهيعة فقال: " احْتَجَمَ في المسجد ... "

باعتبار مَنْشَئه: وينقسم باعتبار منشئه إلى قسمين أيضا وهما:

تصحيف بَصَر: (هو الأكثر) أي يشتبه الخَطَّ على بَصَر القارئ إما لرداءة الخط أو عدم نَقْطِهِ. ومثاله: " من صام رمضان وأتبعه سِتَّاً من شوال .. " صَحِّفَهُ أبو بكر الصٌّوْلي فقال: " من صام رمضان وأتبعه شيئا من شوال ... " فصَحَّف " ستاً" إلى " شيئاً "

تصحيف السمع: أي تصحيف منشؤه رداءة السمع أو بُعْدُ السامع أو نحو ذلك، فتشتبه عليه بعض الكلمات لكونها على وزن صَرْفي واحد.ومثاله: حديث مروي عن " عاصم الأحول " صحفه بعضهم فقال: عن " واصل الأحدب ".

جـ) باعتبار لفظه أو معناه: وينقسم باعتبار لفظه أو معناه إلى قسمين وهما:

تصحيف في اللفظ: " وهو الأكثر " وذلك كالأمثلة السابقة.

تصحيف في المعني: أي أن يُبْقِيِ الراوي المُصَحِّف اللفظ على حاله، لكن يفسره تفسيراً يدل على أنه فهم معناه فهماً غير مراد.

ومثاله: قول أبي موسى العَنَزي: " نحن قوم لنا شرف نحن من عَنَزَه، صَلَّي إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بذلك حديث " أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي إلى عَنَزَه " فتوهم أنه صلي إلى قبيلتهم، وإنما العَنَزَةٌ هنا الحرْبَةُ تُنْصَبُ بين يدي المصلي.

4 - تقسيم الحافظ ابن حجر:

هذا وقد قسم الحافظ ابن حجر التصحيف تقسيما آخر، فجعله قسمين وهما:

المُصَحَّف: وهو ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى نَقْط الحروف مع بقاء صورة الخَط.

المُحَرَّف: وهو ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى شَكْل الحروف مع بقاء صورة الخط.

5 - هل يقدح التصحيف بالراوي؟

أ) إذا صدر من الراوي نادراً فانه لا يقدح في ضبطه لأنه لا يسلم من الخطأ والتصحيف القليل أحد.

ب) وإذا كثر ذلك منه فإنه يقدح في ضبطه، ويدل على خفته وانه ليس من أهل هذا الشأن.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015