"قال البن القيم – رحمه الله تعالى -: ((ولولا أن الحق لله و رسوله، وأن كل ما عدا الله و رسوله، فمأخوذ من قوله و متروك، وهو عُرضة الوهم و الخطأ: لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم، ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان، ومنازل السائرين كالنجوم الدراري، ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه، ومن رأى في كلامنا زيفا، أو نقصا، أو خطأ، فليهد إلينا الصواب، نشكر له سعيه، ونقابله بالقبول و الإذعان و الانقياد و التسليم، والله أعلم. والله الموفق)) ". (ص:28)
الفائدة/15
"ببَّانا موحدة مفتوحة، ثم باء موحدة مفتوحة مشددة أي: ليست على نهج واحد، وطريقة واحدة. أنظر: ((توضيح الأفكار)) للصنعاني: (1/ 2) ". (حاشية48 - ص:31)
الفائدة/16
" .. قد بين السيوطي – رحمه الله تعالى – في ((منتهى الآمال)): (ص/4): سِرَّ البدء بهذا الحديث [يقصد حديث إنما الأعمال بالنيات/عبد الحق آل أحمد]، وهو: أن الأحكام شرع غالبها بعد الهجرة، وكلها متوقفة على النية، ففي هذا إشارة إلى وجوب تقديمها على كل عمل". (حاشية7 - ص:8)
الفائدة/18
" .. ولا ينبغي لطالب التحقيق و التنقيح و الإتقان، والتدقيق، أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة، وأصحاب الغباوة و المهانة والملالة، بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطاً، وما يصادفه من القواعد و المشكلات واضحا مضبوطاً، ويحمد الله على تيسيره .. ". (ص:32)
الفائدة/19
"باعتبار ((أُصول التخريج)) فَنًّا مُسْتَقِلًّا، فلا بد من معرفة مبادئه العشرة التي ينبغي لِقَاصِدِ كُلِّ فَنٍّ أَن يعرفها، لِتَصَوُّرِ ذلك الفَنِّ قبل الشروع فيه.
وقد جمعها الصبان نظما في قوله:
إِنَّ مَبَادِىء كُلِّ عِلْمٍ عَشَرَةْ .. الحدُّ و الموضوع ثم الثَّمَرَةْ
ونِسَْبة و فضله و الواضعْ .. والاسم الاستمداد حكم الشرع
مسائل و البعض بالبعض اكتفى .. وَمَنْ دَرَى الجميع حاز الشرفا
زاد بعضهم: المبدأ الحدي عشر، وهو: شرفه.
وعليه فهذه مبادىء: ((علم أصول التخريج)):
فحده: عِلْمٌ بأُصول يُعرف بها عين الراوي و المروي وَمَخْرَجَهُ، ومن أَخرجه، وحالُ كُلٍ و مرتبته بمفرده فمجموعه.
وموضوعه: الراوي و مرويه و بحثهما.
وثمرته: صيانة السنة، وحفظها عما ليس منها.
ونسبته إلى غيره: أنه من العلوم الشرعية. وهو للحديث و علومه مثل ((أصول الفقه)) للفقه. و ((أصول النحو)) للنحو.
وفضله: ما ورد من الحث على حفظ السنة و الذب عنها. فللتخريج و أُصوله حكم أَصله.
واضعه: علماء الحديث.
اسمه: أُصول التخريج.
استمداده: من علوم الحديث و أبحاث علمائه التطبيقية في شروح الأحاديث.
حكمه: فرض كفاية.
مسائله: قضياه المتعلقة بحال المتن، والسند و مخرجه، ومن أخرجه، و مرتبته.
شرفه: عظيم؛ لشرف موضوعه، النابع من النبوة، ومعدن الرسالة. ". (ص:37 - 38 - 39)
الفائدة/20
"الأصل، والقاعدة، والمنهج، والقانون، كلها بمعنى واحد. ((الكليات)) (ص/122 - 123) ". (ص:40 مع الحاشية 16)
الفائدة/21
"و ((التأصيل)) مصدر أصل الشيء تأصيلا، إذا جعله أصلا يبنى عليه غيره". (ص:41)
الفائدة/22
" وإذا كان التخريج الثابت طريقا للحجة، فقد أمر الله - سبحانه – بالتثبت، وإقامة البينة العادلة، والدليل الصادق، والبرهان الجلي، ولزوم هذا ((المنهج)) محجة لإثبات أي دعوى، فقال – سبحانه – مطالبا المشركين بما يدعون:
{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} [البقرة:111].
وقال تعالى: {ائتوني بعلم إن كنتم صادقين} [الأنعام: 143].
وقال تعالى {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين} [الأحقاف:4]
فهذه الآيات و نظائرها، أساس في: ((أصول تخريج المقالات و الدعاوى، والمطالبة بإسناد يثبتها)).
ولهذا قال بعض المفسرين: {أثارة} أي: إسناد، مأخوذة من الأثر أي: الرواية. وقيل: الأثارة: البقية، وقيل: العلامة.
وقال ابن عباس – رضي الله عنهما -: ((الأثارة: الخط، أي: الشيء المكتوب المأثور)). ". (ص:44)
الفائدة/23
¥