ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:59 م]ـ
إلى إخواني في الملتقى أنا أخوكم مجاهد بن رزين من سريلنكا.وعلم الحديث ما تعلمته إلا من الكتب الحديثية وليست عندنا أفواه لنسمع من ألسنتها مثلكم. فهذا البحث كان قبل أن نعرف برنامج المكتبة الشاملة وكتبته وأنا تلميذ في دار التوحيد السلفية بسريلنكا فلا بد من الأخطاء و ليس في سريلنكا من شاخ في الحديث حتى أعرضه عليه حينذاك وحتى الآن كذلك ومن الذين شاخوا من العلماء –الأمر عجيب-الشيخ أجود غفر الله لي له وكانت له علاقة بالشيخ الألباني حتى كانت بينهم مراسلة ودية ولكنه كان من الصوفية فلم يستفد منه شيئا. والبحث يتكلم عن حكم حديث "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض" أسجله هنا شيئا فشيئا راجيا منكم مراجعته ولتبينوا لي مما فيه من أخطاء لغوية -لأني لست من العرب –ومن أخطاء علمية وحديثية.
تنبيه:- البحث موجه إلى أهل سريلنكا فلذا أكثرت من القواعد و طولت أسماء المشايخ وعرفتهم ببعض كتبهم المشهورة
بسم الله الرحمن الرحيم.
دارسة أسانيد حديث "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد.
فهذا بحث صغير قمت به لما طلب مني رجل مشهور من الدعاة عن حكم الشيخ الألباني في هذا الحديث الآتي بحثه. فقدمت له بحثي هذا. وقد قسمته إلى مقدمة وأربعة أبواب.
الباب الأول:- بعض القواعد الحديثية
الباب الثاني:- الكلام على أسانيد الحديث
الباب الثالث:- الرد على من قوى الحديث
الباب الرابع:- موقف الشيخ الألباني من هذا الحديث
أسأل الله أن يوفقني إلى الصواب في هذا البحث ويبين لي أخطائي. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعا وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابا!
مجاهد بن رزين
4 - 8 - 2002
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[11 - 05 - 08, 04:02 م]ـ
القواعد
القاعدة الأولى: (الحديث الضعيف جدا)
إن من المعلوم أن أئمة الحديث يحكمون على الحديث حسب ما وجد في الإسناد من الضعف فإن كان الضعف لانقطاع كالتعليق أو الإعضال أو الإرسال أو التدليس فيحكمون عليه "بأنه ضعيف" وإن كان الضعف لسوء حفظ فيحكمون "أنه ضعيف لسوء حفظ فلان" وإن كان الضعف بجهالة راو عينا كان أو حالا فيحكمون "أنه ضعيف لجهالة فلان". المسألة التي أريد أن أبينها متى يحكم على إسناد ما "بأنه ضعيف جدا"؟ وهل يستشهد بالإسناد المقول فيه هذا القول؟ وهل هناك فرق بين قولهم "منكر الحديث" وبين القول "متروك الحديث"؟. لأن لها كبير صلة بمادة هذا البحث. الذي يتتبع كتب الأئمة في الرجال والأسانيد وكلامهم فيها يعلم أن المحدثين النقاد كثيرا ما يستعملون القول الثاني إذا كان في الإسناد "متروك" والأمثلة على ذلك كثيرة نضرب لكم ثلاثة أمثلة منها على ذلك من سلسلة الأحاديث الضعيفة.
الأول:- قال الشيخ ناصر الدين الألباني لما تعقب إسناد حديث ’لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا‘ فقال ’ضعيف جدا‘ ثم أورد إسناده وتكلم عليه بسبب عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة وقال فيه ’متروك‘ فحكمه لهذا الإسناد بأنه ’ضعيف جدا‘ كان بضعف عبد الرحمن وترك الأئمة لروايته.
(انظر:-4/ 3270, 328, 501)
الثاني: قال الشيخ ناصر الدين الألباني لما تكلم على إسناد حديث "امرأة المفقود امرأته حتى يأتيها البيان. فقال ’ضعيف جدا‘. لأن في إسناده سوار بن مصعب وهو متروك.
(انظر:-6/ 485, 387)
الثالث: قال المحدث الألباني في صدد بيان ضعف حديث "لكل شيء مفتاح ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله فقال ’ضعف جدا‘
وسبب ذلك الراوي المجروح ’أغلب بن تميم‘. قال فيه البخاري ’منكر الحديث‘ يعني متروك الحديث. وسيأتي بيان ذلك في القاعدة الآتية.
(انظر:-6/ 113, 114)
فالإسناد إذا لم يكن فيه من يكذب أو يضع الحديث وكذا لم يكن الإسناد في مرتبة الاستشهاد يحكم عليه بأنه ’ضعيف جدا‘.
والآن أريد أن أجيب على السؤال الثاني وهو فهل يستشهد به؟ معنى القول ’متروك‘:- لا يكتب عنه الحديث للاعتبار, لتهمة في نفسه أو لفحش غلطه وقد صرح به محدث هذا الزمان العلامة الألباني فقال وهو يتكلم على إسناد حديث:- ’وأما حديث ابن عباس فاحتج به السيوطي بأن طلحة بن عمرو الذي في الطريق الثاني ومصعب بن سلام الذي في الثالثة يصلحان للمتابعة وكأنه غفل عما قيل في الأول مما هو صريح في أنه لا يصلح للمتابعة كقول أحمد والنسائي ’متروك الحديث‘ فمثله لا يصلح للمتابعة ولا كرامة. وأما مصعب بن سلام فلعله كما قال على أن البزار قال فيه ’ضعيف جدا‘.
(انظر:- الضعيفة 6/ 386 رقم 2855)
فتبين لنا أن المتروك لا يستشهد به ولا يتابع على حديثه. وبقي السؤال الثالث ويوضحه القاعدة الثانية
¥