1 - أن يمتنع من دخول البيوت المزخرفة، فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "إنه ليس لنبي أن يدخل بيتاً مزوقاً" (31).

2 - أن يأمر بأبعادها عن قبلة المصلي ولو في النافلة، فعن عثمان الحجبي رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين، فإنه ليس ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي" (32).

3 - التنبيه على أن الأمة ستقع في الزخرفة بعد الفتوحات، وأن حال الصحابة في ذلك خير من حال أولئك، فعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة فأنتم اليوم خير من يومئذ" (33).

4 - التنبيه على أن ما لا حاجة له في البيت فإنه يدخل في الإسراف المنهي عنه، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان" (34).

5 - أن أثاث بيته {كان بقدر الحاجة، مما جعل صحابته يقتدون به؛ لأنهم مأمورون باتباعه كما في قوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم 31 {آل عمران: 31}، كما أنهم لشدة حبهم له {، ولكل ما يحبه يقتدون به حتى في الأمور البشرية غير التشريعية. ومما ورد في أثاثه {ما رواه ثابت قال: "أخرج لنا أنس بن مالك قدح خشب غليظاً مضبباً بحديد فقال: يا ثبات، هذا قدح رسول الله {" (35).

وأما فراشه {فقالت عائشة رضي الله عنه: "إنما كان فراش رسول الله {الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف" (36).

وتبعه في ذلك كبار الصحابة رضي الله عنهم، فمن ذلك: ما رواه ابن المبارك في الزهد "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم الشام فتلقاه الأمراء والعظماء فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال عمر: لو اتخذت متاعاً أو قال شيئاً، فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل" (37).

التحذير من الدين لأجل بناء ما لا حاجة إليه أو التأثيث المكروه:

لما توسع الناس في الرفاهية والمفاخرة في بناء البيوت وتأثيثها، لجأ كثير منهم إلى الاستدانة لأجل ذلك، وأخشى أن يأتي يوم يكون غالب المجتمع مديناً، لأجل أنظمة التقسيط التي فرضتها ميول الناس للرفاهية، وقد حذر المصطفى {من الدين في أحاديث منها:

1 - حديث محمد بن جحش رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "سبحان الله ماذا أنزل من التشديد في الدين والذي نفسي بيده لو أن رجلاً قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل، وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه" (38).

2 - حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول" (39).

أما إن احتاج إلى الدين، واستدان لأمر غير مكروه لله؛ فإن الله معه بتوفيقه وإعانته، ققد ورد عن عبدالله ابن جعفر رضي الله عنه قال: رسول الله {: "إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما يكره الله" (40).

وأرشد {إلى بعض الأدعية لمن استدان فلم يستطع الأداء، ومنها: حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك" (41).

أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع:

1 - كتاب الكسب - محمد بن الحسن الشيباني - تحقيق عبدالفتاح أبو غدة - نشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - الطبعة الأولى.

2 - الكشاف الاقتصادي للأحاديث النبوية - لمحيي الدين عطية - الطبعة الأولى 1408ه - دار البحوث العلمية - الكويت.

3 - صحيح الجامع.

4 - السلسلة الصحيحة.

5 - آداب الزفاف.

6 - الأدب المفرد.

7 - سير أعلام النبلاء.

8 - صفة الصلاة.

9 - أحكام الجنائز.

10 - الورع للإمام أحمد.

11 - الآداب الشرعية.

12 - مجموع الفتاوى.

13 - الإعلان بأحكام البنيان لابن الرامي - تحقيق عبدالرحمن الأطرم.

14 - تفسير القرطبي.

15 - المقنع والشرح الكبير.

*الهوامش:

1 - رواه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3056) والصحيحة (1803).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015