ـ[يحيى صالح]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:12 م]ـ
الأخ الفاضل
جزاك الله خيرًا
أليس هذا النقل من "مقدمة تمام المنة " للشيخ الألباني؟
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:48 م]ـ
بارك الله فيك اخى الحبيب يحيى
بالفعل هذا منقول من كتاب تمام المنة
وانا كنت ناوى باذن الله ان اكتب فى نهاية الموضوع مصدر النقل
مرة اخرى اشكرك على حرصك اخى الحبيب
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:53 م]ـ
القاعدة السادسة
قولهم: رجاله رجال الصحيح , ليس تصحيحاً للحديث
علمت من القاعدة الأولى تعريف الحديث الصحيح , وأن من شروطه أن يسلم من العلل التي بعضها الشذوذ والاضطراب والتدليس كما تقدم بيانه , وعليه فقول بعض المحدثين في حديث ما: " رجاله رجال الصحيح " أو: " رجاله ثقات " أو نحو ذلك لا يساوي قوله: " إسناده صحيح "؛ فإن هذا يثبت وجود جميع شروط الصحة التي منها السلامة من العلل, بخلافالقول الأول؛ فإنه لا يثبتها , وإنما يثبت شرطا واحدا فقط وهو عدالة الرجال وثقتهم وبهذا لا تثبت الصحة كما لا يخفى. وثمة ملاحظة أخرى , وهي: أنه قد يسلم الحديث المقول فيه ذلك القول من تلك العلل ومع ذلك فلا يكون صحيحا , لأنه قد يكون في السند رجل من رجال الصحيح ولكن لم يحتج به , وإنما أخرج له استشهادا أو مقرونا بغيره لضعف في حفظه , أو يكون ممن تفرد بتوثيقه ابن حبان , وكثيرا ما يشير بعض المحققين إلى ذلك بقوله: " ورجاله موثقون " إشارة إلى أن في توثيق بعضهم لينا , فهذا كله يمنع من أن تفهم الصحة من قولهم الذي ذكرنا. والمؤلف كأنه لم ينتبه لهذا كله , فجرى في كثير من الأحاديث على تصحيحها لمجرد قول البعض فيها ذلك القول؛ وسنرى في تضاعيف التعليق التنبيه على ذلك. ثم زدت هذه القاعدة بيانا في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب والترهيب (ص 39 - 46) فراجعه فإنه مهم.
القاعدة السابعة
عدم الاعتماد على سكوت أبي داود
اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه " السنن ": "
ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته , وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح ". فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله: " صالح " فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به. وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك , فيشمل ما يحتج به , وما يستشهد به , وهو الضيف الذي لم يشتد ضعفه.
وهذا هو الصواب بقرينة قوله: وما فيه وهن شديد بينته , فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه ".
فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنا عنده , ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لايشك عالم في ضعفها , وهي مما سكت أبو داود عليها , حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر ". ومع هذا فقد جرى النووي رحمه الله على الاحتجاج بما سكت عنه أبو داود في كثير من الأحاديث , ولم يعرج فيها على مراجعة أسانيدها , فوقع بسبب ذلك في أخطاء كثيرة. وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أبي داود العلماء المحققون أمثال ابن منده والذهبي وابن عبد الهادي وابن كثير , وقد نقلت كلماتهم في مقدمة كتابي " صحيح أبي داود ".
ثم وقفت على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة , وقد ذهب فيه إلى هذا الذي ذكرناه وشرحه واحتج له بما لا تراه لغيره , ولولا خشية الإطالة لنقلته هنا , فأكتفي بالإحالة إلى مصدره وهو " توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار " (1/ 196 - 199) للإمام الصنعاني.
القاعدة الثامنة
رموز السيوطي في " الجامع الصغير " لا يوثق بها
اشتهر أيضا بين كثير من العلماء الاعتماد على رمز السيوطي للحديث بالصحة والحسن أو الضعف , وتبعهم في ذلك الشيخ السيد سابق , ونرى أنه غير سائغ لسببين:
1 - طروء التحريف على رموزه من النساخ , فكثيرا ما رأيت الحديث فيه مرموزا له بخلاف ما ينقله شارحه المناوي عن السيوطي نفسه , وهو إنما ينقل عن " الجامع " بخط مؤلفه كما صرح بذلكفي أوائل الشرح , وهو نفسه يقول فيه:
" وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس " صاد وحاء وضاد " , فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النساخ , على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض كما رأيته بخطه ".
2 - أن السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف , فالأحاديث التي صححها أو حسنها فيه؛ قسم كبير منها ردها عليه الشارح المناوي , وهي تبلغ المئات إن لم نقل أكثر من ذلك , وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة , مع أنه قال في مقدمته: " وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب ".
وقد تتبعتها بصورة سريعة , وهي تبلغ الألف , تزيد قليلا أو تنقص كذلك , وأرجو أن أوفق لإعادة النظر فيها وإجراء قلم التحقيق عليها وإخراجها للناس , ومن الغريب أن قسما غير قليل فيها شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب , فهذا كله يجعل الثقة به ضيفة , نسأل الله العصمة.
ثم يسر الله تبارك وتعالى , فجعلت " الجامع الصغير وزيادته " المسمى ب " الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير " قسمين: " صحيح الجامع. . " و " ضعيف الجامع. . " , وعدد أحاديث هذا (6469) حديثا , والموضوع منها (980) حديثا على وجه التقريب وهو مطبوع كالصحيح , والحمد لله تعالى.
يتبع بإذن الله ..
¥