ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:55 ص]ـ

سبب تأليفه لشواهد التَّنزيل

سبب تأليف الحسكاني لهذا الكتاب حكاه في مقدِّمة كتابه حيث قَالَ في أول كتابه: ((أما بعد فإن بعض من ترأس على العوام، وتقدم من أصحاب ابن كرَّام قعد في بعض هذه الأيام في مجلسه وقد حضره الجمع الكثير، واحتوشه الجم الغفير، وهو يستغويهم بالوقيعة في نقيب العلوية حتى امتد في غلوائه وارتقى إلى نقص آبائه فقال: لم يقل أحد من المفسرين إنه نزل في علي وأهل بيته سورة {هل أتى على الإنسان} ولا شئ سواها من القرآن!!

فأنكرت جرأته وأكبرت بهته وفريته، وانتظرت الإنكار عليه من العلماء والأخذ عليه من الكبراء فلم يظهر من ذلك إلا ما كان من القاضي الإمام عماد الإسلام أبي العلا صاعد بن محمد (1) قدس روحه من معاتبة بعض خواصه الحاضرين ذلك المجلس بإغضائه عن النكير، مع ادعائه التشمير في الأمر بالمعروف وإنكار المناكير، فرأيت من الحسبة دفع هذه الشبهة عن الأصحاب وبادرت إلى جمع هذا الكتاب، وأوردت فيه كل ما قيل إنه نزل فيهم أو فسر وحمل عليهم من الآيات، وأعرضت عن نقد الأسانيد والروايات تكثراً لا تهوراً وسميته بشواهد التنزيل لقواعد التفضيل، وحسبنا الله ونعم الموفق والوكيل (2). اهـ

منهجه في كتابه شواهد التنزيل

قدَّمَ الحسكانيُّ لكتابِهِ هَذَا بستَّةِ فصولٍ قَالَ إنَّها مرتبطةٌ بمقاصدِ الكتابِ وهي:

1 - كثرة خصائص أمير المؤمنين من قول السَّلف المتقدمين (3).

2 - تقدُّمه بالتِّلاوة، وتفرُّده بحفظ القرآن (4).

3 - سبقه الأقران إلى جمع القرآن (5).

4 - توحُّده بمعرفة القرآن ومعانيه، وتفرُّده بالعلم بنزوله وما فيه (6).

5 - كثرة ما نزل فيه وفي أولاده والعترة من القرآن على الجملة (7).

6 - أنَّ عليا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هو المقصود بقول الله تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا} في كلِّ القرآن، وقد نزل في قريب من تسعين موضعا من كتاب الله (8).

ثم بدأ بعد ذلك في سرد الروايات على ترتيب سور القرآن، ولم يراع في اختياره صحَّةَ الرواياتِ فقد كان ينقل رواياتٍ ضَعيفة ورواياتٍ من كتبِ الرَّوَافِضِ وغيرها، وهمُّه الرَّد على من قَالَ: (لم يقل أحد من المفسرين إنه نزل في علي وأهل بيته سورة {هل أتى على الإنسان} ولا شئ سواها من القرآن!!) فأتى بكل شاردةٍ وواردةٍ من الرِّواياتِ الَّتِيْ حملها أحدٌ من المفسِّرين على آلِ البيتِ رضي الله عنهم أو جاء التَّصريحُ بأنَّها نزلتْ فيهم.

وكانتْ أحكامُهُ على الرِّواياتِ قليلةٌ جدًا لأنَّ هَذَا لم يكنْ من مقاصدِهِ في هَذَا الكتابِ كما صرَّحَ في آخرِهِ حيثُ قَالَ:

((قد عَلَّقْتُ عَلَى ما وَصَلَتْ اليدُ إليهِ من هذا البابِ عَلَى العَجَلَةِ، حتى أتيتُ على كُلِّ ما نزلَ فيهم أَو فُسِّرَ فِيهِم أو حُمِلَ عليه، وإن كان في بعض ما أوردت - من الإسناد - لأهل الصنعة مقال، فلم أتضمن شرط الصحيح وكان الغرض تكذيب من أدعى أنه لم ينزل فيهم شئ من القرآن!، فليَعُدَّ العَّادُّ آيات هذا الكتاب ليقف على حقيقة البهتان، وعلى سورة النصب والشنآن، والله سُبْحَانَهُ هو المستعان على شر الزمان، وأرجو أن الله بفضله وكرمه لا يؤاخذنا بالمسامحة في الأسانيد، والمساهلة فيها مع قصد التقرب إلى العترة الفاضلة، وأن يُشَفِّعَهُم فينا ويَحْشُرَنا في زُمْرَتِهِم كَمَا أَكْرَمَنَا فِي الدُّنْيا بِمَوَالاَتِهِم وَمَحَبَّتِهِم وهو - عز اسمه - الملي بتحقيق الرجاء، وإجابة الدعاء بمنه ... (9) اهـ

وقد ذكر في كتابه (210) آيات نزلت في علي رضي الله عنه أو أهل بيته وساق الرِّوايات المتعلِّقة بها في 1163 إسنادا يسوق فيها طرقه إلى الرواية.

ـــــــ

(1) هو صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو العلا الأُستوائي، ولد سنة 343 هـ و توفي سنة 432 هـ

هذه ترجمته من كتاب " المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور " ص 277:

830 _ أبو العلاء صاعد

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015