وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 41) من طريق أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن أحمد الهمداني، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم، عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن الحسن بن الربيع، عن المفضل بن يونس، عن إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن مجاهد، عن أنس - رضي الله عنه -، بنحوه.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 52، 53) من طريق واقد بن موسى المصيصي، عن ابن كثير، عن إبراهيم بن أدهم، عن أرطأة بن المنذر، بنحوه مرسلاً.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 53) من طريق يوسف بن سعيد، عن خلف بن تميم، عن إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن الربيع بن خثيم، بنحوه مرسلاً.
وأخرجه أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الدمشقي في مسند إبراهيم بن أدهم - كما ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 176) -، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 270) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 290) -، من طريق معاوية بن حفص، عن إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن ربعي بن حراش، بنحوه مرسلاً.
ثانيًا: دراسة الأسانيد
ملخص الطرق والخلاف فيما وقع الخلاف فيه:
- جاء الحديث من طريق خالد بن عمرو القرشي، ومحمد بن كثير، وأبي قتادة، ومهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد.
- ورواه زافر بن سليمان الإيادي، واختُلف عنه:
* فروي عنه عن محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،
* وروي عنه عن محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن عبد الله بن عمر.
- ورواه أحمد بن محمد بن المغلس، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
- ورواه إبراهيم بن أدهم، واختُلف عنه:
* فرواه علي بن بكار وطالوت عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة،
* ورواه الحسن بن الربيع عن المفضل بن يونس عن إبراهيم، واختُلف عنه:
** فرواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن الحسن، عن المفضل، عن ابن أدهم، عن منصور، عن مجاهد مرسلاً،
** ورواه أبو عبيدة بن أبي السفر عن الحسن، عن المفضل، عن ابن أدهم، عن منصور، عن مجاهد، عن أنس مرفوعًا.
* ورواه ابن كثير عن إبراهيم، عن أرطأة بن المنذر مرسلاً،
* ورواه خلف بن تميم عن إبراهيم، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن الربيع بن خثيم مرسلاً،
* ورواه معاوية بن حفص عن ابن أدهم، عن منصور، عن ربعي بن حراش مرسلاً.
تحرير الأوجه:
1 - رواية خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري:
وخالد هذا متروك منكر الحديث، ونُسب إلى الكذب والوضع (تهذيب التهذيب: 3/ 94).
فروايته من أسقط شيءٍ.
وقد قال الحاكم عقب إخراج روايته: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، فتعقبه الذهبي في تلخيصه، فقال: "خالد بن عمرو القرشي وضّاع"، ونقل ابن حجر - في إتحاف المهرة (6/ 117) - كلمةَ الحاكم، ثم قال: "كذا قال، فزلَّ زلة عظيمة، فإن خالد بن عمرو كذبوه ... ".
وقد أنكر على خالد غيرُ واحد هذه الرواية خاصةً، منهم أحمد بن حنبل، والنظر في ترجمته يغني عن ذكر من قال بذلك.
2 - رواية محمد بن كثير عن سفيان:
ومحمد هذا ليس هو العبدي - كما ظن ابن عدي، فذكر في الكامل (3/ 31) أنه ثقة -، وإنما هو الصنعاني المصيصي، أو الشامي.
فقد نسبه العقيلي في ضعفائه (2/ 11) صنعانيًّا، والدارقطني في الأفراد (2135 - أطرافه) مصيصيًّا، وهما واحد، فإنه صنعاني نزل المصيصة (تهذيب الكمال: 26/ 329)،
وذكر الخليلي في إرشاده (2/ 477 - منتخبه) مَنْ سُمّي محمد بن كثير، فذكر الشامي، والصنعاني (المصيصي)، والعبدي، واثنين آخرين، ثم أسند حديثنا هذا، ثم قال: "لم يروه عن سفيان غير محمد بن كثير الشامي، وخالد بن عمرو الأموي"، فجعله الشامي.
وقد يُقال: إن المصيصي هو المقصود بقول الخليلي: "الشامي"، لأنه قد قيل بأنه من مصيصة دمشق أو صنعائها، إلا أنه يعكر على هذا تفريقُ الخليليِّ أولاً بين الشامي والمصيصي.
وأيَّهما كان؛ فروايته هذه خطأ لا يُعتدُّ بها ولا يُنظر إليها:
* فإن كان المصيصي، فإنه ليس بذاك الحافظ، وأوهامه وأخطاؤه كثيرة، بلغت ببعض الأئمة إلى الحكم بتليينه جدًّا ونكارة بعض أحاديثه، وله تساهلٌ في تحمل الحديث، قال أحمد بن حنبل: "بلغني أنه قيل له: كيف سمعت من معمر؟ قال: سمعت منه باليمن، بعث بها إليَّ إنسان من اليمن" (تهذيب الكمال: 26/ 331، وانظر: الأحاديث المعلة في كتاب الحلية: 2/ 963).
¥