رسول الله: كيف وصلوا إلى هذا؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل لما اعتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله عز وجل بخت نصر فقتل بها سبعين ألفا ثم إن الله تعالى رحمهم فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملوك فارس مؤمن أن سر إلى عبادي بني إسرائيل فاستنقذهم من بخت نصر فاستنقذهم وردهم إلى بيت المقدس. قال: فأتوا بيت المقدس مطيعين له أربعين سنة ثم إنهم يعودون فذلك قوله عز وجل في القرآن: {وإن عدتم عدنا} إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب فعادوا فسلط عليهم طياليس ملك رومية فسباهم , واستخرج حلي بيت المقدس والتابوت وغيره. فيستخرجونه ويردونه إلى بيت المقدس ثم يسيرون حتى يأتوا مدينة يقال لها القاطع وهي على البحر الذي لا يحمل جارية يعني السفن. قيل: يا رسول الله ولم لا يحمل جارية؟ قال: لأنه ليس له قعر , وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر جعله الله عز وجل منافع لبني آدم لها قعور فهي تحمل السفن. قال حذيفة فقال عبدالله بن سلام: والذي بعثك بالحق إن صفة هذه المدينة في التوارة طولها ألف ميل , وهي تسمى في الإنجيل فرعا أو قرعا طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لها ستون وثلثمائة باب يخرج من كل باب منها مائة ألف مقاتل فيكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حائطها فيغنمون ما فيها ثم تقيمون فيها سبع سنين ثم تقفلون منها إلى بيت المقدس فيبلغكم أن الدجال قد خرج من يهودية أصبهان إحدى عينيه ممزوجة بالدم , والأخرى كأنها لم لق يتناول الطير من الهواء له ثلاث صيحات يسمعهن أهل المشرق وأهل المغرب يركب حمارا أبتر بين أذنيه أربعون ذراعا يستظل تحت أذنيه سبعون ألفا يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان؛ فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة , وقد أقيمت الصلاة فالتفت المهدي فإذا هو بعيسى بن مريم قد نزل من السماء في ثوبين كأنما يقطر من رأسه الماء. فقال أبوهريرة: إذا أقوم إليه يا رسول الله فأعانقه. فقال: يا أبا هريرة إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى تلقى عليه مهابة كمهابة الموت يبشر أقواما بدرجات من الجنة , فيقول له الإمام تقدم فصل بالناس؛ فيقول له عيسى: إنما اقيمت الصلاة لك فيصلى عيسى خلفه. قال حذيفة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أفلحت أمة أنا أولها وعيسى آخرها. قال ويقبل الدجال ومعه أنهار وثمار يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت معه جبل من ثريد فيه ينابيع السمن ومن فتنته أن يمر بأعرابي قد هلك أبوه وأمه فيقول: أرأيت إن بعثت أباك وأمك تشهد أني ربك؟ قال: فيقول: بلى قال: فيقول لشيطانين: فتحولان واحد أبوه وآخر أمه. فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك يطأ الأرض جميعا إلا مكة والمدينة وبيت المقدس فيقتله عيسى بن مريم بمدينة يقال لها لد بأرض فلسطين. قال: فعند ذلك خروج يأجوج ومأجوج. قال: فيوحى الله عز وجل إلي عيسى عليه من ربه السلام أحرز عبادي بالطور طور سنين. قال حذيفة: قلت: يا رسول الله وما ياجوة وماجوة؟ قال: يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربع مائة ألف أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف عين تطرف بين يديه من صلبه. قال: قلت: يا رسول الله صف لنا يأجوج ومأجوج؟ قال: هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز الطوال وصنف آخر منهم عرضه وطوله سواء عشرون ومائة ذراع في مائة وعشرين ذراعا , وهم الذين لا يقوم لهم الحديد , وصنف يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى. قال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون جمع منهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق حتى تيبس فيحلون ببيت المقدس , وعيسى والمسلمون بالطور فيبعث عيسى طليعة يشرفون على بيت المقدس فيرجعون إليه فيخبرونه أنه ليس ترى الأرض من كثرتهم. قال: ثم إن عيسى يرفع يديه إلى السماء فيرفع المؤمنون معه فيدعو الله عز وجل ويؤمن المؤمنون فيبعث الله تعالى عليهم دودا يقال النغف فيدخل في مناخرهم حتى يدخل في الدماغ فيصبحون أمواتا. قال: فيبعث الله عز وجل عليهم مطر وابلا أربعين صباحا فيغرقهم في البحر فيرجع عيسى إلى بيت لمقدس والمؤمنون معه فعند ذلك يظهر الدخان. قال: قلت: يا رسول الله وما آية الدخان؟ قال: يسمع له ثلاث صيحات ودخان يملأ ما بين المشرق والمغرب؛ فأما
¥