قال أبو العباس - وفقه الله -: هذه الحقائق الثلاث التي ذكرها الحميد عن السفاريني وكتابه لا يصح منها إلا واحدة، وهي أنه شرحها، وأما الجمع والترتيب فخطأ على هذا الإمام وكتابه. وهذا كلام من لم يقرأ هذا الكتاب، ولهذا أمثلة تجدها في هذه التعقيبات، فيها يتحدَّث أخونا سعد الحميد عن كتب إذا سمعته ظننته بها خبيرًا، فإذا راجعت تجد الكلام فيه من الخطأ ما فيه، مما يدل على جرأة في طرح المعلومات، حتى إنَّ الطالب الذي بين يديه أو القارئ لكتابه يظنها من أندر الفوائد، وهي من أقبح الأخطاء والأغلاط!
وحتى لا يتسرَّعَ معجب به، أو مقلِّد، أو محسن للظن بالحميد، أو من أخذته هيبة الدكتوراه! فيظن أننا نتجنى عليه، فهذا مثال منها:
فأقول: أما الجامع والمخرج فقد قال السفاريني نفسه (ص6): ((فلا جرم بعد عزمنا بعد الترديد وجزمنا بعد التقييد على شرح ثلاثيات مسند مولانا وقدوتنا وإمامنا وعمدتنا الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، إمام كل حنبلي، مما أخرجه الإمام العالم المحقق مجد الدين إسماعيل بن عمر المقدسي والإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي رحمهما الله)).
إذًا؛ فهما اللذان خرَّجا أكثر هذه الثلاثيات، ولذا ترجم لهما (ص22 فما بعدها)، فقال: ((المقصد الثاني في ترجمة مخرج أكثر الثلاثيات من
المسند)).
وأما أنها مرتبة على الموضوعات فغير صوابٍ، يدركُ ذلك كلُّ من نظر في هذا الشرح، واسمه ((نفثات صدر المكمد وقوة عين الأرمد لشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد)). فهو بدأ بمسند ابن عمر، ثم مسند جابر، ثم مسند
أنس، وهكذا … فأين الترتيب على الموضوعات يا شيخ سعد؟
2 - تكلم الأخ الشيخ الحميد عن قصة أبي داود وولده مع أحمد بن صالح المصري (1/ 109)، ثم قال: ((كما أن صحة هذه القصة - فيما يظهر لي - أنها صحيحة، وهي مذكورة في ترجمة أبي داود، ولو كانت غير صحيحة لتكلم عنها من ذكرها، ولعلي أراجعها أكثر وأكثر؛ لأنني لم يستوقفني
هذا؛ لأنني لم أجد فيه شيئًا يدعو للغرابة).
قال أبو العباس - وفقه الله -: بل قد تكلم في القصة الإمام الذهبي، وكتابه من أول ما يتبادر للذهن في التراجم، فقد قال في ((السير))
(13/ 226): ((ويروى بإسناد منقطع))، ثم ذكر القصة. ثم أعادها
(13/ 231)، وقال: ((إسنادها منقطع)). والله أعلم.
3 - (حذفته لشدته)
4 - قال (1/ 200): ((وهذا مثل مسند أبي داود الطيالسي تماما، فمسند أبي داود الطيالسي لم يؤلفه أبو داود الطيالسي نفسه، وإنما ألفه تلميذه يونس بن حبيب)).
قال أبو العباس - وفقه الله -: وهذا خطأ ظاهر؛ فلم يؤلفه يونس
يا دكتور! وإنما كما قال الذهبي في ((السير)) (9/ 382): ((قلت: سمع يونس بن حبيب عدة مجالس مفرقة، فهي ((المسند)) الذي وقع لنا. وقال أبو بكر الخطيب: قال لنا أبو نضر: صنف أبو مسعود الرازي ليونس بن حبيب
((مسند أبي داود)))).
وقال السيوطي في ((التدريب)) (1/ 191): ((فإنما هو من جمع بعض الحفاظ الخراسانيين، جمع فيه ما رواه يونس بن حبيب خاصة عنه، وشذ عنه كثير منه)).
فأرجو أن يكون الأمر قد اتضح لك.
(قال محمد الأمين: تقدم في هذا المنتدى المبارك مناقشة علمية طويلة حول هذا الأمر، دون الوصول إلى شيء حاسم)
5 - ذكر الحميد (1/ 162) شيخ الطبراني وسماه محمد بن جعفر الحضرمي المعروف بمطين، والذي في ((السير)) (14/ 41) أن اسمه: محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحضرمي الملقب بمطين، والله أعلم.
فهذا بعض ما ظهر لي في ((الفتاوى)) من غير المكرر، وأنا أدعو الأخ سعدًا الحميد إلى مراجعة هذين الكتابين، وبالخصوص الشرح ففيه من الأغلاط ما تراه قريبًا.
سئل الأخ الحميد (1/ 185 - 186) عن تخريج العراقي للإحياء فأذكرُ السؤال والجواب ثم أبين ما فيه:
((س/ هل تخريج العراقي لكتاب ((إحياء علوم الدين)) مطبوع؟ وهل هو مفيد؟
جـ/ للعراقي - رحمه الله - تخريجان: تخريج مطول، وتخريج مختصر، والتخريج المطول يبدو أنه فُقد؛ لأننا لا نعرف عنه شيئًا الآن، وهو كتاب
((المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بتخريج ما في الإحياء من الأحاديث والآثار))، أما التخريج المختصر فهو مطبوع بحاشية بعض طبعات ((الإحياء)) أو كلها)).
¥