ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 09 - 05, 01:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
الأخوة الأحبة فيما يتعلق بتصحيح المتأخرين وتضعيفهم للحديث أول من تكلم فيه أبو عمرو ابن الصلاح إذ قال: (الثاية إذا وجدنا فيما يروي من أجزاء الحديث وغيرها حديثا صحيح الإسناد ولم نجده في أحد الصحيحن ولا منصوصا على صحته في شيء من مصنفات أئمة الحديث المعتمدة المشهورة فإنا لا نتجاسر على جزم الحكم بصحته فقد تعذر في هذه الأعصار الاستقلال بإدراك الصحيح بمجرد اعتبار الأسانيد ... ).
وقد أجاب أهل العلم على هذا المذهب ولم يقبلوه بعذا الإطلاق ومن هؤلاء الإمام النووي الذي قال: (والأظهر جوازه لمن تمكن وقويت معرفته)
ورجح هذا المذهب الحافظ العراقي إذ قال: (وما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث .. ).
وممن صحح وضعف بعد ابن الصلاح ابن القطان في الوهم والإيهام وهو من كيبار علماء المغرب والحافظ ضياء الدين محمد المقدسي والمنذري وابن ديق العيد في الإمام والإلمام وغيرهما وغيرهم من أهل العلم إلى زماننا.
غير أنه لا بد من التنبيه على بعض الأمور:
الأول: لا يجوز للمبتدأ في الطلب أن يدخل هذا الباب الذي استوعره أهل العلم الكبار لآن في دخوله جرأة وإفساد وأنا أعلم أن القليل مما تجرأ على هذا العلم يعد نفسه من المتخصصين وإن لم يفن من عمره فيه إلا بضع سنوات.
الثاني: أن الإحالة على مواطن الحديث ليست هي المؤهلة للطالب الحكم على الحديث صحة وضعفا. وليست هي الطريقة المنبأة عن قدرة المحيل على مصدر الرواية عن قدررته على التصحيح والتضعيف.
الثالث: لا يحق لمن لم يعرف مناهج العلماء وألفاظهم في التصنيف والشروط وألفاظ الجرح والتعديل الخوض في غمار التصحيح والتضعيف لما يترتب على ذلك من مفاسد جمة.
وغيرها من الملاحظات على بعض المتصدرين لهذا الفن الين أولجوا أنفسهم فيه إما لأنهم وجدوا من يحبون له عناية به.
أو لأنه رأى المسالك التي كثر فيها الكلام في هذا الزمان وخاض الناس غمارها استهالا دون محاسبة مع شيء من الكبر عن سماع النصيحة وغمط الناس فيما وهبهم الله استعلاء غعليهم واغترار ببعض ما يجتر الجاهل من ألفاظ هذا العلم.
وعليه يجب على من ينصف نفسه التريث والتعلم وعدم التزبب قبل أن يحصرم.
وجزاكم الله خيرا أخوكم المحب شاكر العاروري