ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 05:35 م]ـ

ذكر ابن الجوزي في ص 161 الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (2/ 1136 برقم 17) من حديث المغيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا شخص أغير من الله، ولا شخص أحب إليه العذر من الله، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله "

فعلق السقاف قائلاً ((وذكره البخاري في صحيحه معلقا (الفتح 13/ 399) وعقد عليه بابا في التوحيد هناك. وقد ورد هذا الحديث أيضا بلفظ: " لا أحد. . . " بدل لا شخص انظر البخاري (الفتح 8/ 296) حيث ورد هناك حديث بلفظ: " لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شئ أحب إليه المدح من الله. . . " وارجع إلى شرح الحديث في الفتح، وفي كتاب المحدث أبي الفضل الغماري: " فتح المعين " ص (24 - 25). (91) ذكره الترمذي في سننه (5/ 161) وانظر " سير أعلام النبلاء " (10/ 578)))

قلت وهذا طعنٌ منه برواية ((لا شخص أغير من الله))

ورواية لا أحد أغير من الله إنما وقعت في شرح ابن بطال على البخاري ولم تقع مسندة في الصحيح من حديث المغيرة فلا ترجح على رواية مسلم المسندة

وقد وجدت رواية ((لا أحد أغير من الله)) مسندة من حديث عائشة لا المغيرة بسياقٍ مختلف

فقد روى البخاري في صحيحه 997 ومسلم 901 عن عائشة أنها قالت:

خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف، وقد انجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا). ثم قال: (يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).

ووجدته أيضاً مسنداً من حديث عبدالله بن مسعود عند البخاري (4358) ومسلم (2760) ولفظ البخاري ((ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من الله))

وحديث عائشة وحديث ابن مسعود مختلفان عن حديث المغيرة لذا لا يصلحان لإعلاله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015