فهذا الحديث يدل على صحة خلافة معاوية لعد النبي صلى الله عليه وسلم له مع الخلفاء

وقد حمل الروافض هذا الحديث على أئمتهم الإثني عشر

وهذا من فرط بلادتهم إذ أن معظم أئمتهم لم يحكموا

وقد جاء في لفظ صحيح لهذا الحديث تسمية النبي صلى الله عليه وسلم للخلفاء الإثني عشر بالأمراء

ثم إنهم يزعمون أن أئمتهم كانوا مضطدين من قبل بني أمية ويحملون الروايات التي جاءت عن أئمتهم و لا توافق هواهم على التقية

فأي عزةٍ هذه؟!!

ثم إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لو كان يقصد الأئمة الإثني عشر لوصفهم بوصف لا يشركهم فيه أحد كأن يقول كلهم من بني هاشم أو كلهم من بني عبد المطلب أو كلهم من أهل بيتي وأما القرشية فصفة يشركهم فيها غيرهم

إذا فهمت هذا فارعِ سمعك لهذا الحديث الذي يدل دلالةً صريحة على كون معاوية من أهل الجنة

روى البخاري في صحيحه عن أم حَرَام الأنصارية رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أولُ جيشٍ من أُمَّتي يَغزون البحر قد أَوجَبوا". قالت أم حَرَام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: "أنتِ فيهم". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أولُ جَيشٍ من أُمَّتي يَغزون مدينة قَيصرَ مغفورٌ لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا".

ونقل ابنُ حجر والبدر العيني في شرحهما عن المُهلَّب بن أبي صُفْرَة الأندلسي (ت 435) أنه قال: "في هذا الحديث منقبةٌ لمعاوية، لأنه أول من غزا البحر، ومنقبةٌ لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينةَ قيصر".

قلت كلاهما فضيلةٌ لمعاوية لأنه هو من أرسل يزيد إلى مدينة قيصر مع جمع من الصحابة

ولو كانت خلافة معاوية باطلة لما جاهد الصحابة ولما ترتبت على ذلك فضيلة

إذ أن ما بني على باطل فهو باطل

وقال ابنُ حجر وغيرُه: معنى أَوجَبوا: أي فعلوا فِعلاً وَجَبَتْ لهم به الجنّة.

إذا فهمت سهل عليك

توجيه حديث ((ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار))

والبغي ليس كفراً

قال تعالى ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))

فجمع بين البغي والإيمان مما يدل على أنه ليس كفراً

ولا تعارض بين الوعد بالجنة والوعيد بما هو دون الكفر كما لا يخفى على صغار الطلبة

ونصوص الوعيد بما هو دون الكفر أحكام عامة يمتنع تنزلها على الأعيان

لأسباب

أولها مغفرة الله عز وجل قال تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))

ويضاف إليه عفو الخصم في مسائل الحقوق

ثانيها شفاعة النبي صلى عليه وسلم وقد حصلت لمعاوية في الدنيا قبل الآخرة فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقيه الله من العذاب

والحديث ثابت وإن رغمت أنوف الروافض الإناث

ثالثها وقوع التأويل وقد يدعو الإنسان إلى النار من حيث يظن أنه يدعو للجنة فإن تبعه من انتفى التأويل في حقه كان من أهل النار وإن كان هو نفسه متأولاً ترجى له الرحمة

وعلى هذا يحمل حديث عمار السابق

ويسهل عليك فهم قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعلي ((لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق))

فقد حمله البعض على النفاق العملي وحمله آخرون على البغض العاري عن التأويل

ولا تعارض بينها

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكفر من قاتل علياً بل سماهم بغاة وسماهم بالمؤمنين في حديث أبي بكرة المتقد وصحح خلافة معاوية وعلي لم يكفر من قاتله والحسن صالح

فبناءً على كل ما سبق يجب على كل مسلم أن يعرف لمعاوية سابقته ويشهد له بالجنة ويتولاه

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 08 - 06, 10:11 م]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015